كيف قرأتُ أكثر من 50 كتاباً في أقل من 10 أشهر؟ إليك تجربتي

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/08 الساعة 13:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/08 الساعة 13:18 بتوقيت غرينتش

هل قرأت العنوان بقليل أو كثير من الشك؟ لا ألومك! لكن هذا ما حدث معي؛ فبتوفيق الله استطعت خلال 10 أشهر تقريباً إنهاء أكثر من 50 كتاباً ما بين الصغير (100-150 صفحة) والمتوسط (200-300 صفحة) والكبير (400 صفحة فأكثر). هناك قرابة 15 كتاباً بينها اطلعت عليها أكثر من مرة من دون أن أخصص وقتاً للقراءة.

ما السر، أو الوصفة السحرية التي تُمكّنك من قراءة 50 كتاباً في أقل من 10 أشهر من دون تخصيص وقت للقراءة؟

الوصفة السحرية = كتب مسموعة Audiobooks + وقت المواصلات

ما هي الكتب المسموعة؟ وهل هي عملية مثل القراءة العادية من كتاب ورقي؟ ما مميزاتها وما عيوبها؟ من أين أحصل عليها؟ كل هذه الأسئلة وأكثر أُجيب عنها بإذن الله في السطور التالية.. استمر في القراءة.

ما هي الكتب المسموعة Audiobooks؟

هي كتب تسمعها لا تقرأها.. تخيل أن يقرأ لك قارئ محترف الكتاب بدلاً من أن تقرأه بنفسك.. الكتب المسموعة ليست بالشيء الجديد؛ فمنذ انتشار شرائط الكاسيت قديماً كان البعض يقوم بتسجيل الكتب المهمة صوتياً؛ حتى يستطيع من فقدوا نعمة البصر الاطلاع عليها، لكن مع الوقت أصبح الأمر عملياً جداً حتى لمن يتمتعون بنعمة البصر، خاصة مع تطور صيغ تسجيل الصوت إلى ملفات صوتية بدلاً من شرائط كاسيت، وتطور الهواتف الجوالة إلى هواتف ذكية.

هل هي عملية مثل القراءة العادية من كتاب ورقي أو إلكتروني؟

أنت تحمل هاتفك بشكل دائم أليس كذلك؟ هل لو وضعت عليه 100 كتاب مسموع سيزيد وزنه أو حجمه؟ بالطبع لا.. الكتب المسموعة تتفوق على الكتب الورقية في سهولة حمل المئات منها في جيبك بأي مكان؛ لتكون جاهزة للاطلاع عليها في أي وقت مثل الكتب الإلكترونية eBooks.

ورغم أن الكتب المسموعة تتشارك مع الكتب الإلكترونية في سهولة الحمل والتخزين على الهاتف، لكن الكتب المسموعة تتفوق على الكتب الإلكترونية في سهولة الاطلاع.. دعني أوضح.

مبدئياً، لو كنت تقود سيارتك بنفسك، فخيار الكتب الإلكترونية غير متاح من الأساس، فأنت بالتأكيد لن تقرأ وأنت تقود! لكنك تستطيع أن تسمع. في الواقع، معظم من يقودون السيارات يستمعون إلى الراديو أو الموسيقى في أثناء القيادة بالفعل.

حتى لو لم تكن تقود بنفسك، لو كنت تركب المواصلات مثلي فمحاولة القراءة من شاشة مُضيئة أو حتى من كتاب ورقي وأنت في المواصلات في بلد شوارعه غير ممهدة يجعلك تهتز حتى لو اهتزازات بسيطة؛ ما يجعل القراءة مُجهدة جداً للعين وغير مريحة. بالنسبة لي، لا أستطيع القراءة أكثر من 10 دقائق من دون أن يبدأ الصداع النصفي.

أما إذا كنت من محبي المشي، فالقراءة من كتاب ورقي أو إلكتروني خيار غير متاح إن كنت لا تحب الاصطدام بعمود أو حائط، أو ما هو أخطر، لا قدر الله.. بينما يمكنك الاستماع وأنت تنظر أمامك كما يفعل كل من يستمعون للراديو أو الموسيقى، كل ما تحتاجه هو سماعة الأذن وهاتفك.

ما مميزاتها وما عيوبها؟

دعنا نبدأ بالعيوب؛ أكبر مشكلة ستواجهها، خاصة في البداية، هي مستوى التركيز.. الفكرة هنا أن عينيك حرتان طليقتان، ومن ثم إن رأيت أي شيء يثير اهتمامك في أثناء استماعك، فهذا سيشتتك قليلاً عما تسمع. مع الوقت ومع كثرة الاستماع، سيزداد مستوى تركيزك.

أما المميزات، فأهم ميزة هي سهولة الاطلاع في أوقات غير مناسبة للقراءة العادية.. سهل جداً أن تستمع إلى كتاب في أثناء ذهابك أو عودتك من العمل عن أن تخصص له وقتاً مخصوصاً للقراءة في أثناء وجودك بالمنزل.. لو كنت تستغرق ساعة واحدة فقط يومياً في المواصلات، فهذا وقت كافٍ لكي تستمع إلى كتابين صغيرين أو كتاب كبير كل أسبوع.

لو كنت تستغرق ساعتين يومياً في المواصلات فيمكنك أن تستمع إلى أكثر من 100 كتاب في العام.

في الحقيقة، نحن لا نقارن هنا بين الاستماع للكتاب وقراءته؛ بل نقارن بين الاستماع للكتاب وعدم قراءته على الإطلاق لعدم توافر الوقت المخصص للقراءة أو لعدم تعودنا القراءة لفترات طويلة.

لو لم أستمع إلى هذه الكتب ما أظنني كنت أستطيع قراءة نصفها حتى في المُدة الزمنية نفسها.

سهولة الاطلاع تساعد أيضاً في تعويض عيب قلة التركيز؛ فلو فرضنا أنك استمعت إلى كتاب وكانت نسبة تركيزك 50% فقط فهي نسبة كافية لكي تعرف إن كان هذا الكتاب جيداً ومفيداً لك أم لا، فإذا كان جيداً فيمكنك إعادة الاستماع له لتعويض ما فاتك، فحتى مع القراءة العادية ينصح الخبراء بإعادة قراءة الكتاب الجيد أكثر من مرة.

من أين أحصل عليها؟

بالنسبة للكتب العربية، هناك عدة مواقع يمكنك أن تحمّل منها الكتب المسموعة، لكن من الغريب أن أكثر موقع يمكنك أن تجد عليه كتباً مسموعة هو موقع غير متخصص في الكتب المسموعة؛ ألا وهو موقع يوتيوب.

هناك قناة على موقع اليوتيوب عليها مئات الكتب.. تجدها هنا:

طبعاً، الكتب على يوتيوب توضع في شكل فيديوهات وهذا غير مناسب، لكن لحسن الحظ هناك أكثر من طريقة لاستخلاص ملف الصوت من أي فيديو على يوتيوب بسهولة.

لاستخلاص ملف الصوت، قم بنسخ رابط الفيديو من المتصفح، ثم اذهب إلى أحد المواقع التالية (أي واحد):

YouTube to mp3

convert2mp3

YouTube mp3

وطبعاً، يمكنك بسهولة أن تكتب اسم الكتاب الذي تريده في مربع البحث على يوتيوب لتبحث عنه؛ فلو بحثت بعبارة "كتب مسموعة" على يوتيوب فستحصل على آلاف النتائج.

وبالإضافة إلى يوتيوب، هناك بعض المواقع المتخصصة في الكتب المسموعة مثل:

الكتاب المسموع.

الكتب العربية الصوتية.

أكثر من 600 كتاب صوتي عربي.

أما بالنسبة للكتب الإنجليزية، فالمصادر أكثر من أن تُذكر.. فقط استخدم جوجل..

معظم الكتب التي استمعت إليها هذا العام كانت إنجليزية..

قَدَّمت مُلخصاً ونبذة سريعة لمجموعة من أفضل الكتب التي استمعت إليها هذا العام في منشور على صفحتي الشخصية.

لعلك تجد من بينها كتاباً يفيدك.

ماذا أفعل الآن؟

 1 – ابحث عن نسخة مسموعة من كتاب كنت تود قراءته من فترة، وضَع الملفات الصوتية على هاتفك، واستمع إليها متى توافرت لك الفرصة.. نصيحتي أن تصبر قليلاً وتعطي نفسك الفرصة لتعود الاستماع للكتب؛ فهي عادة يمكنها أن تغير حياتك.

2 – عادة لا أطلب هذا في أي شيء أكتبه، لكن رجاء إن وجدت هذه التدوينة مفيدة فقم بنشرها بين أصدقائك ومتابعيك، خاصة أن بها روابط هامة، قد تفيد الآخرين.

وفقنا الله وإياكم لكل خير.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علي محمد
مطور ومصمم لتطبيقات الهواتف الذكية
تحميل المزيد