تساقط الشعر من الأمور الطبيعية التي تحدث لكل سيدة، ويكون بمعدل طبيعي يومياً، ولكن عند حدوث حمل وولادة وبعدها رضاعة طبيعية يتأثر الشعر بذلك، ويحدث بعدها تساقط للشعر بشكل زائد عن المعدل الطبيعي؛ ما يؤدي إلى قلق الكثير من الأمهات، ولكن لا تقلقي؛ فهذه الأمور لا تحدث لكِ فقط، بل تحدث لعدد كبير من الأمهات، وهي من الأمور الطبيعية للغاية، فإن التغير في الهرمونات في تلك الفترة من الأمور الشائعة التي ينتج عنها بعض التغيرات في أنشطة الجسم. وإليكِ تجربتي الشخصية مع هذه المشكلة، مع تقديم بعض الحلول والنصائح التي اتبعتها لحلها وعلاجها. تابعي معي..
تجربتي مع تساقط الشعر أثناء فترة الرضاعة الطبيعية
"بدأت مشكلتي بعد الولادة بشهرين فقط، فشعري بطبيعته ناعم وكثيف إلى حد ما، واعتدت على تساقطه أثناء غسله أو تمشيطه، ولكن كان بمعدل طبيعي، فالمعروف أن الشعر يتساقط بمعدل 100 شعرة يومياً، وبمجرد الولادة ومرور شهرين فقط بدأ شعري يتساقط بشكل كبير، ولاحظت تساقط آلاف الشعيرات أثناء غسل شعري بالشامبو، وتطور الأمر بعدها ليتساقط شعري أثناء تصفيفه أو تساقطه على الوسادة أثناء النوم، والذي أثار قلقي أكثر أنني بدأت ألاحظ فروة رأسي واضحة وهناك فراغات ملحوظة بها، اكتشفت بعد ذلك ومع الحديث مع والدتي قالت لي إن هذا الأمر طبيعي، وهو لا يحدث لي فقط ولكن كثير من الأمهات الجدد لديهن المشكلة نفسها وكانت هي قبلي كذلك.
فأثناء فترة الحمل تزيد نسبة هرمون الأستروجين؛ ما يجعل الشعر كثيفاً عن المعتاد، وبعد الولادة يبدأ هرمون الأستروجين في التراجع مرة أخرى ليعود إلى معدله الطبيعي، ومعه يبدأ الشعر في التساقط بغزارة، ومن الواضح أن أطباء الجلدية لديهم علم بتلك المشكلة؛ لأني بمجرد الذهاب لطبيبي وشرح المشكلة له أخبرني ألا أقلق لأنه أمر شائع الحدوث، وطلب مني عمل بعض التحاليل لمعرفة السبب، مثل صورة الدم الكاملة، وتحليل مخزون الحديد في الدم للتأكد من عدم الإصابة بالأنيميا، كما طلب مني عمل تحليل الغدة الدرقية، ولكن لم تظهر عليّ أية أعراض توضح زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية.
وعلى الجانب الآخر، فقد وصف لي بعض الأدوية لحل هذه المشكلة، والتي تمنع تساقط الشعر وتقوي من بصيلاته، كما نصحني بالاهتمام بالغذاء وتحسين وجباتي وتناول الأطعمة الضرورية التي تحتوي على العناصر الغذائية المطلوبة، وبعد مرور فترة من اتباع هذه النصائح بدأ شعري في التحسن بشكل كبير، والعودة تدريجياً إلى حالته الطبيعية.
وبعد عرضي لكم تجربتي الشخصية مع تساقط الشعر أثناء فترة الرضاعة؛ إليكم الأسباب بالتفصيل وأهم العلاجات، وبعض الحلول المقترحة للحفاظ على شعرك في هذه الفترة.
الأسباب التي تؤدي إلى تساقط الشعر أثناء فترة الرضاعة الطبيعية
عند الحمل تحدث بعض التغيرات على شعرك، وتزداد كثافته بشكل ملحوظ، وذلك بفعل الهرمونات، خصوصاً هرمون الأستروجين الذي ترتفع نسبته في الجسم أثناء فترة الحمل.
وبعد الولادة يبدأ شعرك بالتساقط نتيجة لانخفاض نسب هرمون الأستروجين إلى الحد الطبيعي، ولا دخل للرضاعة الطبيعية في ذلك، ولكن لا داعي للقلق لأن هذا التساقط يستمر فقط لمدة 3 إلى 6 أشهر بعد الولادة، وبعدها يرجع الشعر لطبيعته.
وهناك أسباب أخرى تؤدي إلى تساقط الشعر أثناء الرضاعة الطبيعية، منها:
الحمية الغذائية
تلجأ كثير من السيدات للحميات الغذائية القاسية للتخلص من الوزن الزائد بعد الحمل، وبالتالي يفقد الجسم المغذيات الضرورية لنمو الشعر، وبالتالي يبدأ الشعر بالتساقط بشدة.
تناول البروتين بنسب بسيطة
عدم تناول البروتينات يتسبب في تساقط الشعر أثناء الرضاعة الطبيعية؛ لأن البروتينات هي أساس نمو الشعر، وبالتالي من الضروري تناول البروتينات أثناء الرضاعة الطبيعية حتى لا يؤثر ذلك على نمو شعرك.
نقص الحديد بالجسم
فعند قيامك بنظام غذائي قاسٍ يقلل ذلك من نسب الحديد في الجسم، ما يؤدي إلى تساقط الشعر، بالإضافة إلى أن نقص الحديد يحدث بسبب النزيف الشديد عند الولادة، ويستمر هذا النقص لمدة 6 إلى 12 شهراً، لهذا السبب يعتبر نقص الحديد من المسببات الأساسية لتساقط الشعر بغزارة عند الرضاعة الطبيعية.
تناول حبوب منع الحمل
فهذه الحبوب بها نسبة من هرمون البروجستين الذي يعمل كمنشط للذكورة، فإن قمتِ بتناول هذه الحبوب بشكل مستمر بعد الولادة مباشرةً، لعدم حدوث حمل جديد، يؤثر ذلك على شعرك بشدة ويبدأ بالتساقط.
ويعني ذلك أن تساقط الشعر يحدث في حالة الرضاعة الطبيعية أو لا، وذلك لأن الجسم تعرض لهبوط في هرمون الأستروجين بشكل مفاجئ.
أما إن كنتِ تقومين بالرضاعة الطبيعية؛ فعليكِ بتناول المغذيات الأساسية لجسمك؛ لأن الطفل يتشارك معكِ من خلال الحليب.
نصائح أطباء الجلدية للأمهات الجديدات لحل مشكلة تساقط الشعر أثناء الرضاعة الطبيعية
تساقط الشعر يزعج كثيراً من الأمهات الجديدات، ولكن هناك بعض النصائح التي يقدمها بعض أطباء الجلد لتخطي هذه الفترة واستعادة نشاط الشعر من جديد، مثل:
اعتمدي الشامبو المكثف الذي يحتوي على مكونات مثل البروتين، والذي يعمل كغطاء واقٍ للشعر ويحميه من التساقط بغزارة.
ابتعدي عن أي شامبو عليه عبارة "شامبو مرطب"؛ لأن هذا النوع من الشامبو يضيف وزناً زائداً على الشعر؛ ما يساعد على تساقطه بشكل أكبر.
اختاري "بلسماً" خاصاً بالشعر الضعيف لاحتوائه على مكونات خفيفة لن تزيد من تساقطه وكذلك تعمل على ترطيبه، وعلى الجانب الآخر ابتعدي عن البلسم الذي يحتوي على مركبات قوية لأنها تكون ثقيلة على شعرك في هذه الفترة.
تجنبي التوتر في تلك المرحلة لأنها من أهم الأسباب المؤدية لتساقط الشعر بشكل كثيف، مع العلم أن التوتر طبيعي في تلك الفترة؛ لأنها أمور جديدة عليكِ، ولكن حاولي بقدر الإمكان الابتعاد عن التوتر.
تمشيط الشعر برقة حتى لا يتسبب في تكسر الشعر وتساقطه، كما يجب الابتعاد عن أي مستحضرات تجميل خاصة بالشعر في تلك الفترة مثل الصبغات وغيرها.
جربي قصة شعر جديدة؛ فبعض قصات الشعر القصيرة تجعل الشعر أكثر كثافة، كما يجعل الشعر القصير العناية به أفضل بكثير.
ابتعدي عن بعض التسريحات التي تتسبب في تساقط الشعر مثل ذيل الحصان، وتجنبي ربط الشعر بشكل قاسٍ حتى لا يتكسر ويتساقط.
ما الذي يجب تناوله أثناء الرضاعة الطبيعية لتجنب تساقط الشعر؟
من المعروف أن الشخص العادي يفقد ما يقرب من 100 شعرة يومياً، وعند حدوث الحمل يمنع هذا التساقط؛ ما يجعل الشعر أكثر كثافة، ولكن عند الولادة والرضاعة يفقد الشعر كثافته ويبدأ بالتساقط بشكل ملحوظ، لذا يمكنكِ عزيزتي تجربة بعض العلاجات المنزلية المجربة للتقليل من تساقط شعركِ ولجعل الشعر أكثر كثافة:
تناول الأطعمة الضرورية لجسمك
فمن الضروري ضم الفواكه والخضراوات والبروتينات في نظام غذائك لضمان حصولكِ على كافة العناصر الغذائية، فعلى سبيل المثال أكثري من تناول الخضراوات الداكنة، والبطاطا الحلوة والجزر والبيض والأسماك.
الاستمرار في تناول الفيتامينات الخاصة بك
تعمل الفيتامينات كمكمل غذائي في حالة كان النظام الغذائي الخاص بكِ غير متوازن، ولكن لا تعتبر بديلاً للنظام الغذائي الأساسي، فكثير من الأطباء ينصحون بالاستمرار على هذه الفيتامينات حتى بعد الولادة للمحافظة على صحتك.
وتشمل هذه الفيتامينات حمض الفوليك الذي يحتوي على فيتامين ب، فكما أنه ضروري لنمو الطفل أثناء فترة الحمل، فهو مهم أثناء الرضاعة لأنه يساعد في نمو الشعر ويحميه من التساقط.
التحاليل المطلوبة لمعرفة أسباب تساقط الشعر أثناء الرضاعة الطبيعية
تساقط الشعر يستمر لمدة 3 أو 6 أشهر بعد الولادة، ولكن قد يظهر تساقط للشعر بغزارة وبشكل ملحوظ، في تلك الحالة عليك استشارة الطبيب الخاص بكِ، وعمل بعض التحاليل الضرورية لمعرفة السبب الذي يؤدي إلى هذا التساقط، فقد يكون السبب ناجماً عن حالات مرضية أخرى مثل فقر الدم أو أمراض الغدة الدرقية، وتشمل هذه التحاليل الآتي:
صورة الدم الكاملة
يوضح هذا التحليل نسبة خلايا الدم الحمراء والبيضاء، وبالتالي تتم معرفة إن كان يوجد نقص في نسبة الهيموجلوبين أم لا، وإن حدث ذلك فيعتبر هناك نقص في الحديد والتعرض للأنيميا التي تعتبر من المسببات الأساسية لتساقط الشعر.
تحليل مخزون الحديد في الدم
إذا أظهرت نتائج صورة الدم الكاملة أن هناك نقصاً في نسب الهيموجلوبين، حينها يطلب الطبيب تحليل مخزون الحديد في الدم، حتى يتأكد من نسبة الحديد في الدم، والذي له علاقة كبيرة بتساقط الشعر، وعلى هذا الأساس يصف لكِ العلاج المناسب.
تحليل هرمون الغدة الدرقية
من التحاليل المهمة التي يطلبها الطبيب المختص لمعرفة السبب الرئيسي لتساقط الشعر، فعند تساقط الشعر تتنج الغدة الدرقية هرمونات تؤثر على بعض وظائف الجسم، من ضمنها تساقط الشعر الحاد، لذا من الضروري القيام بهذا التحليل لتلقي العلاج المناسب.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.