ما من شك أن البشرية واجهت، في طريقها نحو البقاء والازدهار، صعوبات وعقبات، اختلفت وفق طبيعة كل عصر، فكل تطور أو تقدم يكون مصحوباً دائماً بأخطار مرافقة، كما أن له ضريبة يدفعها البشر شاؤوا أم أبوا.
فمن الخوف والارتعاد من الحيوانات المفترسة والأفاعي السامة، إلى غضب الطبيعة وانفجار براكينها وضربات زلازلها وتفشي أوبئتها، لم يكفّ الإنسان عن الوجود والازدهار، ولم يكفّ أيضاً عن اللعب بالنار.
من أكثر المخاطر التي تهدد الوجود البشري حالياً، العلاقات الاجتماعية الناشئة من الانشقاقات الثقافية والصراعات المادية التي يقتل الإنسان فيها أخاه الإنسان دون وجه حق، وفي ذلك المسلك نموذج لطريقة عمل البشرية ضد نفسها، لا لتصارع من أجل الوجود، بل من أجل السير نحو الانحسار والانحدار، لا تتعاون لإنتاج ثقافة وحضارة جامعة، بل لهدم حامل الثقافة الإنسان، ودكّ حصون الحضارة.
والآن، تهدد الوجود البشري أخطار أكثر رعباً، بالنسبة لي على الأقل، من أخطار وأهوال الحروب والطبيعة الثائرة، خطر بربري لا تحكمه قوانين، ولا يخضع لقواعد، خطر الأمراض والأوبئة المُهلكة.
مرعبة تلك الأخطار؛ لأنها أخطار ناعمة لا تُرى، مثل فيروس كورونا الذي يعني ازدهاره اضمحلال الإنسان ووهنه، وكذلك جدري القرود الآخذ بالانتشار، والذي أعلنت منظمة الصحة العالمية تركزه بين الرجال المثليين جنسياً!
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "على الرغم من أنني أعلن حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً، فإن هذا التفشي يتركز في الوقت الحالي بين الرجال المثليين، وخاصة أولئك الذين لديهم شركاء متعددون".
لابد ألا نستحي من التأكيد على أن المثلية الجنسية فاحشة مُنكرَة في الدين الإسلامي.
كما أن المثلية الجنسية جناية على النوع الإنساني، وخطر يحدق به، وإذا ساد وصار عُرفاً سارت البشرية نحو فنائها. تلك بديهيات يجب ألا نغفل عنها. فمن سيخلف الجيل الحالي وسيحفظ الحضارة والثقافة والإنسانية إن توقفنا عن الإنجاب وتوريث جيناتنا ورغبتنا في البقاء لأبنائنا.
تعني المثلية الجنسية في حال سيادتها وانتشار الأوبئة المرافقة لها، مثل جدري القرود، سلب الحق في الوجود من أجيال المستقبل، ومنع تمرير الإنسان للحضارة والثقافة، وهي بذلك وباء جديد.
مما لا شك فيه أن المثلية الجنسية رذيلة يرفضها العقل ويمقتها الطبع، وإذا كانت الفطرة السليمة ترفض المثلية الجنسية، فكيف تواصل انتشارها وتغلغلها في المجتمع؟
تواصل ذلك بالحيلة، بتضليل الناس عبر دعاية وحملات إعلامية مكثفة، واستئجار أصوات ومنصات عربية لنشر أفكارها وتسريبها للمجتمع، تحت مظلة التسامح والتآخي.
رغم أن المترتب على المثلية الجنسية والأمراض المصاحبة لها يهدد كل البشر بشكل جدي. هذا التناقض بين مظلة الدعوة للتسامح والمحبة وبين تعريض البشر لأخطار وأهوال جراء الممارسة الجنسية المثلية يكشف عن ضرورة رفض الأخيرة.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.