أحمد سيد "زيزو"، هو أشهر لاعب مصري محلي حالياً، وربما الأكثر تألقاً، لكن الحقيقة أن أحمد سيد "زيزو"، ورغم انفجاره الفني الحالي، فإن أغلب مهاراته مكتسبة وليست فطرية، أي نابعة عن مجهود ضخم مبذول في التدريبات بشكل مدروس ومكرر لحين اكتساب مهارة ما، التسديد مثلاً، العرضيات، التجاوز، تسديد ضربات الجزاء وغيرها.
حتى مراوغاته ليست مراوغات "لعيب شوارع"، ولا هي فوضوية كلاعبين محليين أمثال شيكابالا، بل عبارة عن تخطٍّ، اللفظ الأمثل لوصفها فعلاً هي كلمة مجاوزة.
بدنياً، أحمد سيد "زيزو" مبنيّ على أسس سليمة، لاعب تم تكوينه كروياً كأنك بنيته لبنةً لبنة، الفضل في هذا التكوين الصلب والمتين يعود إلى الأكاديمية التي تأسس فيها "JMG" ولزيزو نفسه فيما بعد؛ لأنه اشتغل على تطوير ذاته وإمكانياته.
أي لاعب إمكانياته محدودة، أو لا يملك موهبة فطرية قوية، يجب عليه أن يتخذ من زيزو مثالاً له في تكملة النواقص، باكتساب المهارات عن طريق التدرب الجاد.
زيرو هو النموذج المثالي لكيفية تكوين لاعب كرة قدم بشكل سليم، دون أن يكون "فان باستن" حارتهم، التدرج الذي سلكه في مشواره الرياضي يجب أن يتم تطبيقه في الأكاديميات وتحويل مسيرته إلى كتيب إرشادي لصناعة ناشئ عنده أساسيات كرة القدم بشكل صحيح.
زيزو هو النظام المدروس الذي يؤدي إلى الفوضى، هو دائماً على حافة الفوضى، يشبه تماماً ضربة الجزاء التي يسددها، يمكنك حسابها في معادلة رياضية.
شمولية إمام عاشور
في ذات الفريق، مزاملاً لزيزو، سنرى شمولية لاعب خط الوسط الشاب إمام عاشور، صاحب المرونة الفنية الضخمة، لقدرته على القيام بالعديد من الأدوار في الملعب، مما يجعله قطعة مهمة جداً داخل أي منظومة. بالتالي تطوره الفني لا يكون أفقياً فقط، بل وطولياً أيضاً. فإمكانياته الممتازة على جميع الأصعدة فنياً وبدنياً وغيره.
لذا، لا بدَّ أن يكون السعي في تكوين اللاعبين في اتجاه يجعلهم أكثر شمولية؛ لأن كرة القدم حالياً تتطلب ذلك، فمع تعقيد الخطط الدفاعية، تقابله أفكار هجومية أكثر حركية، ولا مركزية من أجل فك التكتلات. بالتالي الأندية تحتاج لاعبين قادرين على التصرف بالكرة في أي مساحة داخل الملعب، وقادرين على اتخاذ قرارات سليمة. حصر اللاعبين الشبان في قطاعات الناشئين في مراكز ثابتة هذا يجعل موتهم سريعاً في كرة القدم وتطورهم في نطاق محدود.
"لقد مات المركز مقابل الدور والوظيفة"، هذه الجملة ضربت في الصميم بعدما خرجت من فم العبقري الكروي أنطونيو غالياردي.
ربما يكون إمام عاشور قد اكتسب تلك الشمولية هذه من "كرة الشارع"، وهذا أمر طبيعي للغاية، لكن هذه الصدف لا تتكرر كثيراً، ولا يمكن الاعتماد عليها لتكوين منتخب وطني قوي.
إبداع بلاتي توريه
من الزمالك إلى بيراميدز، منافس الزمالك على لقب الدوري حالياً، لنتابع البوركيني بلاتي توريه، أفضل لاعب ارتكاز داخل القارة السمراء.
على المستوى العالمي تفاصيل صغيرة جداً تفرّق بين لاعب وسط وآخر، أهمها هي الـbody orientation، أو قدرته على تعديل وضعية جسده بسرعة حسب سير اللعب وضغط المنافس.
في ملخص لإبداعات بلاتي توريه نشر على صفحة kora plus، يمكن أن تلحظ أن كل مميزاته عادية، مثل قدرته على التمرير وتوزيع اللعب والهروب من الرقابة، وتحليل للوضع دائماً وكل ذلك يساعد فريقه على الخروج من ضغط الخصوم، أو كسر تكتلات الخصوم في الثلث الثاني والأخير من الملعب، لكن أهم نقطة لفتت انتباهي في بلاتي توريه هي قدرته على توجيه جسده أثناء استلام الكرة.
هذه نقطة مفصلية للاعبي الوسط وصناع اللعب حين يلعبون وظهرهم للملعب، لأن في ذلك الوقت من الممكن أن تكون محاصراً من لاعبي الخصم من جميع الاتجاهات، لذا فإتقان اللاعب للتمويه بالجسد أو الـ "Body fients" يمنحه القدرة على الهروب من ضغط الخصوم في المناطق المزدحمة؛ ليخرج فريقه بسلاسة وسلام لبر الأمان وتقلب الطاولة على الخصم.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.