لا يزال مصير رونالدو ونيمار معلقاً إلى حين خلال هذا الميركاتو الصيفي، رغم اختلاف الوضع بين برازيلي يرغب في الاستمرار مع ناد يريد التخلص منه بعد أن تحول إلى عبء عليه، وبرتغالي يرغب في الرحيل دون أن يجد فريقاً يؤويه لحد الآن؛ مما أفسح المجال أمام الشائعات والتأويلات والأخبار المتضاربة التي تتحدث عن حل وسط مؤقت يقضي بإعارة اللاعبين رغم راتبيهما الكبيرين، وهو ما يبقى عائقاً كبيراً أمام أندية أوروبية لا يمكنها نظرياً رفض انضمامهما إليها، لكنها غير قادرة على تحمل التبعات المالية الكبيرة في سيناريو غير مألوف لنجمين كبيرين، وناديين يسعيان إلى التألق محلياً وأوروبياً، من خلال اتخاذ قرارات فنية اختيارية بالنسبة لباريس سان جيرمان، واضطرارية بالنسبة للمان يونايتد، الذي سيضطر للنزول عند رغبة نجمه رغم تمسكه به إلى حد الآن.
نيمار الذي يربطه عقد مع الفريق الباريسي إلى غاية 2027، استأنف تحضيرات بداية الموسم مع فريقه، بقيادة المدرب الجديد كريستوف غالتييه الذي تجنب الحديث عن مستقبل لاعبه للصحفيين، مكتفياً بالقول إن نيمار سعيد بتواجده مع باريس سان جيرمان، في حين أظهر اللاعب البرازيلي استعدادات كبيرة في التدريبات والمباريات التحضيرية التي خاضها الفريق، وعبر عن رغبته المتجددة في الاستمرار، وبأن إدارة النادي لم تخبره بأي شيء رغم كل الشائعات التي تحدثت عن انتقاله إلى اليوفي أو تشيلسي على الأقل على سبيل الإعارة، استجابة لرغبة الإدارة وجماهير البياسجي التي أطلقت صيحات وصافرات استهجان في وجه اللاعب في المباريات التي تلت خروج الفريق من ثمن نهائي دوري الأبطال أمام الريال، مقابل تمسكها باستمرار مبابي.
أما كريستيانو رونالدو، فقد صنع الحدث بغيابه لحد الآن عن بداية استعدادات مانشستر يونايتد للموسم الجديد، وصنع الحدث من خلال تسريبات مقربيه لوسائل الإعلام بأنه يريد المغادرة في اتجاه فريق يشارك في دوري الأبطال، بعد إخفاقه مع المان في احتلال مركز مؤهل للمسابقة الأوروبية الكبرى، لكن لم يبدِ لحد الآن أي ناد رغبته في استقدامه لأسباب فنية وأخرى مادية تتعلق براتبه الكبير المقدر بـ580 ألف يورو أسبوعياً، مما دفع المدرب الهولندي الجديد إيريك تان هاغ إلى التركيز في تحضيراته على اللاعبين المتوفرين لديه، في حين لم تظهر جماهير المان أي أسف على إمكانية رحيل نجمها الذي لم يمكنها من تحقيق أي لقب الموسم الماضي في سابقة أولى من نوعها بالنسبة للاعب الذي ارتبط اسمه في الأيام القليلة الماضية بالبايرن وأتليتيكو مدريد.
مع مرور الأيام والأسابيع خلصت أغلب التحاليل والتوقعات إلى أن نيمار سيبقى في صفوف البياسجي ما دام لا يرغب في الرحيل، ولم يجد فريقاً ينتدبه لأسباب مادية أكثر منها فنية، وأسباب أخرى تتعلق بنمط حياة البرازيلي ونزواته، لأنه لا يزال أحد أفضل لاعبي العالم حالياً بإمكانه أن يشكل رفقة ميسي ومبابي أقوى ثلاثي في أوروبا، يحتاج إلى لمسة مدرب تجعل منه أكثر نجاعة وفاعلية، يعتقد الكثير أنها متوفرة في كريستوف غالتييه الذي عبر عن رضاه عن التزام البرازيلي في الأيام الأولى من مرحلة استئناف التدريبات، وحرصه على الاستمرار مع فريقه بأكثر جاهزية قبل أسبوعين من بداية الموسم وثلاثة أشهر عن مونديال قطر الذي يسعى فيه للتتويج مع البرازيل بكأس العالم لأول مرة في مشواره.
من جهة أخرى، يبدو أن رونالدو الذي ضيع بداية تحضيرات الموسم الجديد سيفعل بند التجديد لموسم إضافي ويرحل على سبيل الإعارة إلى أتلتيكو مدريد ثم يعود الموسم المقبل إلى الأمان، إذا ضمن مكانه في دوري الأبطال، وهو السيناريو الأقرب إلى التجسيد، حسب الملاحظين، بشرط تخلص الفريق المدريدي من أنطوان غريزمان الذي لم يرق مردوده إلى مستوى تطلعات دييغو سيميوني وجماهير الفريق التي أبدت ترحيبها بالنجم البرتغالي ولو لموسم واحد، رغم عدم جدوى الصفقة من الناحية الاقتصادية، حسب تقارير إعلامية راحت تتوقع وتتكهن وتحسب وتحلل من كل الجوانب الفنية والمادية الصفقة حتى ولو على سبيل الإعارة التي صارت قاسماً مشتركاً بين نجمين كبيرين لا يزال بإمكانهما صناعة الفارق، في زمن شحت فيه الأموال وزادت المتطلبات والضغوطات على اللاعبين والأندية الأوروبية الكبرى.
قبل أسبوعين من انطلاق الدوري الإنجليزي والفرنسي، وشهر كامل على غلق فترة الانتقالات الصيفية، يبقى كل شيء وارداً بشأن رونالدو ونيمار، خاصة إمكانية انتقالهما على سبيل الإعارة على الأقل لموسم واحد كحل وسط يرضي جميع الأطراف، رغم إصرار نيمار على البقاء، وإصرار رونالدو على الرحيل، وهو الأمر الذي غطى على أخبار كل الانتقالات الأخرى لهذا الصيف.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.