تستمر حركة انتقالات اللاعبين الصيفية لموسم 2022 – 2023 في إثارة الكثير من الجدل مثل قدرة برشلونة على التعاقد مع اللاعبين بالرغم من مروره بضائقة مالية خانقة، ومعضلة اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو في البحث عن نادٍ جديد، ومعاناة الإيفواري سيباستيان هالر، المهاجم الجديد لنادي بروسيا دورتموند، ومع ذلك ومع كل فترة انتقالات، من المتوقع أن يفشل لاعب أو أكثر في الارتقاء بالوعود التي يجلبها مع انتقاله لناديه الجديد.
حيث نجد أنه بالرغم من الاستكشاف المكثف الذي تقوم به الأندية، إلا أن بعض الانتقالات في بعض الأحيان لا تنجح على الإطلاق، حيث يرفض بعض اللاعبين ببساطة الارتقاء إلى مستوى الضجيج المصاحب لعمليات انتقالهم، وبدلاً من ذلك يصبحون متخبطين ويمثلون مسؤولية كبيرة جداً على الفريق. وهذا يعود إلى عدة عوامل يمكن أن تساعد في شرح ذلك والتي تشمل:
الفشل في تعلم لغة التخاطب في الفريق الجديد
إذا كان هناك سبب واحد يمكن أن يساعد في تفسير سبب فشل بعض اللاعبين الجدد في التكيف مع فرقهم الجديدة، فهو عدم قدرتهم على تعلم لغة التخاطب في الفريق، حيث يعتبر عاملاً مهماً للغاية في نجاح اللاعب، فعن طريقه يمكن للاعب التواصل بسهولة مع زملائه الآخرين في الفريق وتنفيذ تعليمات المدربين بشكل مثالي أثناء التدريبات وعند اللعب التنافسي.
وهناك العديد من الأمثلة للاعبين الذين فشلت مسيرتهم المهنية في بلوغ الذروة بسبب عدم قدرتهم أو عدم رغبتهم في تعلم لغة جديدة. ومن أبرزهم اللاعب الإسباني (ألبرتو مورينو) الذي انتقل من فريق إشبيلية الإسباني إلى فريق ليفربول الإنجليزي، حيث واجه اللاعب الكثير من المتاعب في فهم اللغة الإنجليزية، كما ذكرت العديد من التقارير أن أحد أسباب غضب الصحافة الرياضية من اللاعب الويلزي (جاريث بيل) لاعب نادي ريال مدريد الإسباني هو عدم رغبته في التحدث باللغة الإسبانية، حيث يصر اللاعب على إجراء مقابلاته الصحفية باللغة الإنجليزية باستمرار.
الفشل في التكيف مع متطلبات الدوري الجديد
هذا العامل يتعلق تقريباً بشكل خاص بالدوري الإنجليزي الممتاز الذي يعتبر دورياً ذا متطلبات جسدية وذهنية كبيرة للغاية، وهناك أمثلة بارزة للغاية للاعبين الذين اعتادوا تقديم أداء جيد للغاية في الدوريات الأخرى ولكنهم كافحوا من أجل التكيف مع الحياة في الدوري الإنجليزي الممتاز بسبب الطبيعة الأكثر تنافسية وفارق الجودة البارز مع الدوريات التي أتوا منها.
وهذا هو السبب في أن لاعباً مثل الجزائري (سفير تادير) الذي وُصف بأنه النسخة التالية للاعب الشهير كامبياسو يفشل في رحلته في الدوري الإنجليزي، حيث استمر لمدة 3 أسابيع فقط في فريق ساوثهامبتون قبل أن يعود إلى فريق إنتر ميلان مرة أخرى. حيث اضطر النادي إلى الإعلان بشكل رسمي عن إخفاق اللاعب في الوفاء بالمستوى العالي من الالتزامات المتوقعة منه.
اللعب في مركز غير مركزه الأصلي
في بعض الأحيان ربما يكون الخطأ ليس من اللاعب، بل من طريقة توظيفه على أرض الملعب وتغيير مركزه الأصلي الذي أبدع فيه مع ناديه القديم، وأحد الأمثلة البارزة هو اللاعب الفرنسي (أنطوان جريزمان) الذي رافق انتقاله إلى فريق برشلونة ضجة كبيرة بسبب مبلغ الانتقال الضخم من ناحية، والدراما التي أحاطت مسألة انتقاله من فريقه أتلتيكو مدريد.
حيث وصل اللاعب إلى نادي إلى برشلونة بآمال كبيرة في تقديم الإضافة في خط الوسط، لكنه واجه صعوبة كبيرة، وهذا يعود إلى أن مركزه كان يلعب فيه أحد أفضل اللاعبين في العصر الحديث وهو اللاعب ليونيل ميسي، فأُجبر على اللعب في الجناح الأيسر في معظم الأوقات، حيث أدى ذلك إلى قلة أهدافه، بالإضافة إلى فقدان التناغم مع زميله في الفريق ميسي، مما جعل من الصعب عليه التكيف على أرض الملعب.
صفقات الساعات الأخيرة
في كل نافذة انتقالات، خاصة الصيفية، تكون هناك بعض الصفقات التي يتم إجراؤها في الساعات الأخيرة قبل غلق نافذة الانتقالات، وهذه الصفقات غالباً ما تكون نتيجة ليأس النادي من الحصول على هدفه الرئيسي، أو تغيير في المواقف من قِبل اللاعبين، وقد كان هذا هو الحال بالنسبة لمانشستر يونايتد عندما اختاروا ضم اللاعب الألماني (باستيان شفاينشتايغر) من بايرن ميونخ الألماني.
حيث كان النادي في حاجة ماسة إلى لاعب خط وسط، ولهذا السبب وقعوا مع اللاعب الذي كافح لتقديم الإضافة، لكنه فشل في ذلك، وقد أدى ذلك إلى طرده من الفريق الأول وبدأ في التدرب مع فريق الشباب، حتى انتقل اللاعب لاحقاً إلى الدوري الأمريكي بشكل مجاني.
المدرب لا يحب اللاعب
هكذا بكل بساطة، وخاصة إذا تم فرض اللاعب فرضاً من قِبل الإدارة أو لم يتم الأخذ برأيه أو تجاهله في مسألة التوقيع، حيث إن بعض المدربين مثل مدرب مانشستر سيتي لديه متطلبات خاصة لكل لاعب يتم التوقيع معه، بينما بعض المدربين يتجاهلون إغضاب رؤساء الأندية ولا يعلنون عن رأيهم في الصفقة، ولكنهم بطريقة أو أخرى لا يشركون اللاعب في المباريات أو يعطونهم دقائق قليلة لإرسال رسائلهم بأنهم لا يحبون هذا اللاعب حتى وإن كان رئيس النادي هو شخصياً من جلبه.
اللاعب لديه إصابة مزمنة أو مشاكل تركيز
بالرغم من تطور الطب الرياضي في الفترة الحالية، إلا أن بعض اللاعبين يأتون بإصابات مزمنة لفرقهم الجديدة، وغالباً يتم التعامل معها على أنها مشكلة قابلة للحل ولن تعيق انطلاقة اللاعب، ولكن في بعض الأحيان تتطور بشكل حاد، مما يهدد مسيرة اللاعب بشكل كامل، مثل حالة اللاعب البلجيكي (إيدين هازارد) لاعب فريق ريال مدريد الإسباني الذي لا يزال يعاني من إصابة شكلت ضربة قاصمة لمسيرته بالرغم من مرور ثلاث سنوات حتى الآن مع الفريق.
بالإضافة إلى ذلك يعاني بعض اللاعبين من مشاكل شخصية، خاصة اللاعبين الشباب الذي يأتون إلى دوريات تكون الأضواء عليها كثيفة للغاية، مثل الدوري الإنجليزي الممتاز الذي لديه صحافة رياضية تتابع أدق التفاصيل الشخصية للاعبين، مما يؤثر على تركيز اللاعبين والذي ينعكس على أدائهم في الملعب في شكل أداء سيئ يعصف بهم خارج النادي تماماً.
اللاعب لا يناسب أسلوب لعب المدرب
لكل مدرب أسلوب لعب معين، بعضهم يحبون الضغط العالي بينما البعض الآخر يحبون الهجمات المرتدة وغيرها من الأساليب التكتيكية التي تميز كل مدير فني عن الآخر، نتيجة لهذا يفشل بعض اللاعبين في التكيف مع أسلوب مدربهم الجديد بالرغم من أن الجميع يشهد لهم بالجودة، مثال على ذلك حالة اللاعب البلجيكي (لوكاكو) الذي كان نجماً وهدافاً حاسماً مع فريقه السابق إنتر ميلان.
ولكنه بمجرد انتقاله إلى فريق تشيلسي الإنجليزي فشل اللاعب فشلاً ذريعاً، حيث لم يتكيف مع أسلوب المدرب الألماني توخيل الذي يفضل أسلوب الهجمات المرتدة الخاطفة مع مشاركة جميع اللاعبين في الهجمة، بعكس اللاعب البلجيكي الذي اعتاد أن يكون محطة لتلقي الكرات في مناطق لعب الخصوم مع فريقه السابق.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.