“الكبار يموتون والصغار ينسون”.. هل يصمد شباب فلسطين في وجه “الاستراتيجية الإسرائيلية” لدفن القضية؟

تم النشر: 2022/07/13 الساعة 08:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/13 الساعة 08:46 بتوقيت غرينتش
اعتداء قوات الاحتلال على مسن فلسطيني في مسافر يطا / رويترز

كثيرة هي المراهنات على موت القضية الفلسطينية، التي تعتبر إحدى القضايا المحورية في العالم، والقضية الأهم في الشرق الأوسط، وكما يقال إن إسرائيل آخر احتلال ونظام فصل عنصري في العالم، فسياسة الاحتلال الإسرائيلي تنتهج مبدأ "الكبار يموتون والصغار ينسون"، وهذه الاستراتيجية تثبت يوماً بعد يوم فشلها بكل المقاييس، ودائماً ما يفاجئ فلسطينيو الداخل والخارج العالم بهبَّاتهم لنصرة فلسطين بمختلف الأشكال.

شباب فلسطين يقاومون النسيان


لو تتبعنا ما وقع في الفترة الأخيرة من أحداث وعمليات فدائية داخل فلسطين المحتلة؛ لوجدنا أن المقاومين بالداخل ضد هذا الكيان الغاصب هم من الجيل الجديد، أو "الجيل الرابع" من الفلسطينيين، وهو الجيل الذي كانت المراهنة عليه بأنه سوف ينسى القضية ويهجرها بعد موت الكبار، لكن ما حصل هو العكس تماماً، فقد استمرت المسيرة أكثر من المتوقع برسم استراتيجية للتحرير واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي للتعريف بالقضية، وخلق وعي عالمي بممارسات الاحتلال الإسرائيلي العنصرية والقمعية، في ذات الوقت لم يتوقف الرد على الاعتداءات الصهيونية، ولو بالحجر أو بالسلاح الأبيض، وفي أي مكان داخل الأراضي المحتلة، وهذا الأمر مرعب للإدارة الإسرائيلية كما جاء على المواقع الإسرائيلية.

شباب فلسطين
صورة تعبيرية – شاب فلسطيني يلحق جندياً إسرائيلياً بسكين، خلال "انتفاضة السكاكين" عام 2015/ GETTY

فالعمليات الفدائية التي تمت بعد معركة "سيف القدس 1″ كانت مزلزلة لهذا الكيان، فكانت بالداخل، وفي مدن مهمة بالنسبة له، العمليات في تل أبيب قام بها الذين يراهنون على نسيانهم، فهذا العمل عجز عنه الكبار فقام به الصغار، وفرض حظر تجوال داخل المدن الإسرائيلية لأيام من الصغار، وبالسلاح الأبيض وغيره، وهذا ما شكَّل المفاجأة لهذا العدو الغاصب.

هذه استراتيجية الفلسطينيين، وليس المقاومة كما الكل يعتقد، فهو شعب يبحث عن الحياة والحرية بكل الوسائل والطرق، وهذا ما يجعل العدو يعيد حساباته من جديد، وفي كل مرة تكون حساباته خاطئة، لأنه لا يدرك مدى إصرار هذا الشعب على الحرية وإخراج المحتل من أرض أجداده الكبار وآبائه؛ ليتركها للجيل الخامس من بعده ليعيش بحرية تامة دون أي منغصات. وهذه القيم تم غرسها في وجدان ذلك الجيل الصاعد من خلال التربية على الفداء والمقاومة في الداخل، وحلم العودة في الخارج.

بينما السياسة الإسرائيلية القائمة على الاغتيالات لإرهاب الصغار باءت بالفشل، فهم أصبحوا أقوى من آبائهم بعقيدة المقاومة التي يمتلكونها لاسترجاع الحق المسلوب على مبدأ "ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة".

لا نسيان

لا نسيان للقضية الفلسطينية العادلة أمام هذا الكيان الغاصب، لا من الكبار ولا من الصغار ولا من الجيل القادم، فمن رفع الأعلام في جنازة شيرين أبو عاقلة هم الجيل الخامس، فكان حضورهم قوياً في هذه الجنازة، وكان لهم دور فعال أيضاً بإرسال رسالتهم للمحتل بأننا نحن هنا أقوى من الأجيال السابقة وسنتابع المسيرة حتى التحرير والنصر.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد فؤاد الكيلاني
كاتب أردني
كاتب أردني
تحميل المزيد