تعاقد النادي الأهلي المصري مع المدرب البرتغالي ريكاردو سواريز، ليكون خليفة الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، الذي رحل مؤخراً بشكل مفاجئ.
وأعلن الأهلي رسمياً أنه أتم اتفاقه بالفعل مع سواريز، مدرب فريق جيل فيسينتي، المنافس في الدوري البرتغالي الممتاز.
من هو ريكاردو سواريز مدرب الأهلي الجديد؟
ولد سواريز يوم 11 نوفمبر/كانون الثاني 1974، في بلدة فيلغيراس، التابعة لمدينة بورتو، وبدأ مسيرته مع كرة القدم في مسقط رأسه.
في عام 1990 انضم سواريز إلى فريق فيلغيراس تحت 17 عاماً، وبعد عامين ارتقى إلى فريق تحت 19 عاماً، قبل أن ينتقل إلى فيزيلا عام 1993.
ومنذ ذلك التاريخ حتى عام 2005، لعب سواريز مع ثمانية أندية، جميعها من الدرجتين الثانية والثالثة في البرتغال، إلى أن اعتزل يوم 1 يوليو/تموز 2005 بقميص نادي ساندنيس.
اللافت في مسيرة ريكاردو سواريز كلاعب، أن جميع انتقالاته بين الأندية التي لعب لها كانت في صفقات انتقال حر، بعد انتهاء عقده، وفق موقع transfermarkt الشهير.
وبدأ سواريز عمله في المجال التدريبي بعد اعتزاله مباشرة، وحينها كان يبلغ من العمر 30 عاماً مع فريق كالداس داس تايباس، وبقي معه حتى يناير/كانون الأول 2007.
وخلال مسيرته التدريبية، عمل سواريز (47 عاماً) مع بعض الأندية مثل فيلغوبراس في الدرجتين الثانية والثالثة في البرتغال، وأكاديميكا كويمرا في الدرجة الثانية، وموريرينسي وتشافيز في الدرجة الممتازة.
ويُعد أبرز إنجاز للمدرب سواريز مع هذه الأندية، هو قيادته لنادي فيزيلا عام 2014، للصعود من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية.
الأندية الألمانية لا تتعاقد مع المدرب بناءً على إنجازاته وبطولاته السابقة، أي أن الإنجازات ليست معياراً رئيسياً في الاختيار والتعيين عندهم. أزيدك من الشعر بيتاً، ليس من المهم أصلاً أن تكون صاحب تجربة وخبرة كبيرة في مجال التدريب الكروي حتى يتم تعيينك.
الثقافة الكروية الألمانية تنحاز للمدرب الأكثر بصيرة وثقافة، صاحب الفهم المميز لكرة القدم، المتمكن من أدواته التدريبية والقادر على تطبيق أفكاره في الملعب. يسيرون عكس التيار الذي يميل لأولئك الذين فازوا بعشرات الألقاب ويمتلكون سمعة كبيرة.
هناك أمر آخر تعتمد عليه الأندية الألمانية في تعيين المدربين وهو مدى معرفة المدرب وإلمامه بالجزئيات، إضافة إلى مرجعيته الفكرية الكروية.
على غرار ألمانيا، البرتغال من الدول القليلة التي يشفع لك فيها فهمك وإلمامك بكرة القدم، حتى لو كنت دون خبرة تدريبية أو مسيرة كروية مبهرة، ليتم تعيينك ولتعطى الفرصة التي تستحق.
أفضل المدربين الألمان حالياً، مثل يورغن كلوب وناغلسمان، لم يكونوا لاعبين مبهرين ولا من الطراز الرفيع ولم يحققوا نجاحات في الملاعب قبل أن يتم تعيينهم، وكذلك المدربون البرتغاليون اليوم، فكثير منهم لم يسبق له أن مارس كرة القدم بالمعنى الحرفي اليوم.
مورينهو لم يمارس كرة القدم، بينما كارلوس كيروش وفرناندو سانتوس وباولو فونسيكا وجورجي خيسوس كانوا لاعبين متواضعين، إلى جانب كل من توخيل وأوتمار هيتسفيلد وماركو روزه، والأب رالف رانغنيك.
من الجهة الأخرى من العالم، في الأرجنتين الأب الروحي لجل المدربين مارسيلو بيلسا لم يحترف أبداً كرة القدم، واعتزل مسرعاً للتفرغ للتدريب، وكذا المدرب الخارق للعادة سيزار مينوتي كان لاعباً من المستوى العادي لم يحترف طوال مسيرته، وخورخي سامباولي ينطبق عليه نفس الأمر، بينما الأسطورة وأحد أعظم اللاعبين في تاريخ الأرجنتين دييغو مارادونا أخفق في التدريب رغم أنه من أفضل الذين داعبوا كرة القدم على مر العصور.
في إيطاليا أعظم العقول الكروية مثل زيمان وساري وساكي لم يمارسوا كرة القدم في مستوى عالٍ، وحين سئل الأخير من قبل صحفي استفزازاً بعدما تعاقد معه برلسكوني من بارما أجابه بمقولته الشهيرة:
"كي تصبح فارساً، لا يجب أن تكون حصاناً في السابق".
مقولة تختصر كل شيء ليس بالضرورة أن أكون مدرباً، يتطلب مني أن أكون سبق أن مارست كرة القدم.
ريكاردو سواريز، مدرب النادي الأهلي الجديد، أحد الجهابذة الذين يستطيعون مساعدة الكرة المصرية وتطويرها بما يمتلك من أفكار في دماغه، فالمدرب البرتغالي من المعروف عنه أنه يطور حدس اللاعب ويطور اللاعبين ذهنياً وحركياً، كما يطور قدراتهم البدنية.
نحن الآن أمام نقلة نوعية في الكرة المصرية للاعبين سيتم تدريبهم بالشكل المطلوب.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.