أثار مدرب منتخب مصر السابق، حسن شحاته، جدلاً واسعاً بعد انتقاده النجم محمد صلاح على الصعيد الدولي، مؤكداً أنه لم يقدّم شيئاً لمنتخب "الفراعنة" خلال السنوات العشر التي دافع فيها عن ألوانه.
وسبق لشحاتة قيادة منتخب مصر للتتويج بكأس الأمم الإفريقية أعوام 2006 و2008 و2010، وهو المدرب الوحيد في إفريقيا الذي حقق هذا الإنجاز.
حسن شحاتة ينتقد محمد صلاح
وقال شحاتة في لقاء عبر الهاتف، أجراه مع إحدى القنوات التلفزيونية: "محمد صلاح نجم من نجوم العالم، لكنه لم يقدم أي شيء من الناحية الفنية لمنتخب مصر، يتوجب عليه أن يقدم أكثر".
وعند سؤاله عن تأثير اختلاف اللاعبين الذين يزاملهم في ليفربول عن منتخب مصر، أجاب شحاتة: "عدم قدرته على تقديم المزيد لعدم وجود الزملاء أنفسهم هذا صحيح، ويجب عليه أن يعترف بذلك".
وأضاف: "بالتأكيد صلاح لن يقوم باختيار اللاعبين، ولكن يتوجب عليه القول إن هؤلاء (زملاءه في المنتخب) غير لاعبي ليفربول".
ولمح شحاتة إلى رفضه طريقة تعاقد الاتحاد المصري لكرة القدم مع البرتغالي كارلوس كيروش، لتدريب "الفراعنة"، والتي كان لصلاح دور فيها، وفق تصريحات "المعلم".
وتحدث شحاتة: "كيروش مختلف عن هيكتور كوبر (مدرب مصر الأسبق)، ولكن لا يصح أن نأتي بشخص لنجامله، لكونه أتى عن طريق لاعب بعينه، هذه مجاملة لا تصح".
وعند سؤاله عن هوية اللاعب، كشف "المعلم": "من سيكون؟ محمد صلاح، هذا وصل إليّ، وأنا لم أكن مقتنعاً منذ البداية بالتعاقد مع كيروش".
وأضاف: "لا نختلف على أن صلاح هو أحد نجوم العالم بفضل ما حققه من أهداف وبطولات، وهذا حقه، لكن لا يجوز الاعتماد عليه للتعاقد مع مدرب".
واستدرك شحاتة: "لست واثقاً بهذا الأمر، ولكن هذا ما سمعته، وأرى أنه لا يمكنك تعيين مدرب للمنتخب دون أن يسبق له الفوز ببطولة محلية".
ولم يسبق لشحاتة أن درب صلاح، الذي ارتدى قميص منتخب مصر للمرة الأولى ضد سيراليون يوم 3 سبتمبر/أيلول 2011، وهو بعمر 19 عاماً وشهرين و19 يوماً، تحت قيادة المدرب الوطني هاني رمزي.
أرقام محمد صلاح مع منتخب مصر
وكانت بداية محمد صلاح مخيبة مع المنتخب، إثر خسارة "الفراعنة" تلك المباراة بهدف لاثنين، والتي كانت في إطار تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2012.
ولم يتأهل صلاح إلى النهائيات الإفريقية في 3 نسخ متتالية هي 2012 و2013 و2015، قبل أن يشارك للمرة الأولى في كأس الأمم في البطولة التي احتضنتها الغابون عام 2017.
وبلغ منتخب مصر المباراة النهائية، لكن زملاء صلاح خسروا أمام الكاميرون يوم 5 فبراير/شباط 2017 بهدف لاثنين، بينما ودّع الفريق نسخة 2019 التي استضافتها مصر من الدور ثُمن النهائي على يد جنوب إفريقيا.
وقاد صلاح منتخب مصر لبلوغ نهائي النسخة الأخيرة في الكاميرون، لكن الكأس أدارت ظهرها له للمرة الثانية، بالخسارة أمام السنغال بركلات الترجيح يوم 6 فبراير/شباط 2022.
وأعاد صلاح منتخب بلاده للظهور في نهائيات كأس العالم روسيا 2018، للمرة الثالثة في تاريخ "الفراعنة" والأولى منذ عام 1990، لكنه فشل في تحقيق الأمر ذاته بمونديالي البرازيل 2014 وقطر 2022، بالخروج من تصفيات الدور الحاسم أمام كل من غانا والسنغال على التوالي.
وفي المجمل لعب صلاح مع منتخب مصر 83 مباراة، سجل خلالها 45 هدفاً وقدم 25 تمريرة حاسمة لزملائه.
ويحتل محمد صلاح المركز الثاني في قائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب مصر خلف حسام حسن، الذي سجل 69 هدفاً، ويتفوق على نجم ليفربول بفارق 24 هدفاً.
طريقة لعب "مشربتش من نيلها"
بعيداً عن التصريحات النارية لمدرب الفراعنة السابق، فإن الحقيقة تقتضي القول بأن "الكابتن" حسن شحاتة هو أكثر شخص استفاد من ابتعاده عن الساحة الرياضية وتدريب المنتخب في السنوات الماضية. بفضل ابتعاده عن المنتخب، ظلت أسطورته باقية في أذهان الناس، ولم تمس بضرر، في وقت انهارت فيه العديد من الأساطير الكروية.
وذلك لأن طريقة لعب "مشربتش من نيلها"، كما يصفها الناقد الرياضي محمد سالم، لم تكن لتحل ولو جزءاً يسيراً من مشكلات الجيل الكروي الحالي، أو حتى أي جيل من بعد الجيل الذهبي.
جودة اللاعبين، وكثرة عددهم، في فترة حسن شحاتة، كانت كفيلة بتغطية أي قصور في الجانب الفني أو البدني، ودعنا نقول إن الجيل الذهبي لم يكن يحتاج أكثر من خلق الدوافع اللازمة لاستمرار نجاحاتهم على الصعيد الدولي، وصناعة مناخ مناسب لإبراز جودتهم الكبيرة بحرية محدودة تحت نظام محكم.
والحقيقة أن "المعلم" حسن شحاتة مدير ناجح في غرف الملابس، وفي حماية لاعبيه من أنفسهم ومن أي ضوضاء حولهم من الممكن أن تؤثر على إنتاجية المجموعة. بالتالي لم يكونوا في احتياج فني شديد، بل فقط رسم فني وأدوار غير معقدة؛ لأن كرة القدم وقتها لم تكن معقدة تكتيكياً بالشكل الحالي.
الحقيقة الأخرى، والتي تحسب لحسن شحاتة، هي أنه نجح في استغلال الجيل الذهبي لمنتخب مصر بتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه مع استمرارية عالية.
في تلك الحقبة، على الرغم من معاناة الزمالك الفنية، إلا أنه ضم لاعبين مميزين مثل محمود فتح الله وهاني سعيد وعمرو زكي، وكان الإسماعيلي وقتها في حالة فنية جيدة، وكان يناطح الأهلي رأساً برأس في المواجهات المباشرة. ولا داعي للحديث عن الجيل الأسطوري للنادي الأهلي في ذلك الوقت، الذي هيمن محلياً وإفريقياً بصورة غير مسبوقة.
لكن لما بدأت الجودة تقل، وانخفض مستوى العديد من اللاعبين بعامل العمر، لم يجد المنتخب جودة تكتيكية تعدل الكفة، وفشل المنتخب في الوصول إلى أمم إفريقيا.لذلك، أنا مؤمن جداً بمقولة: كلما قلت جودة اللاعبين زادت الحاجة إلى التكتيك. ولذلك، أيضاً، لا يناسب حسن شحاتة أو زملاءه في المدرسة التكتيكية نفسها الجيل الحالي من اللاعبين إطلاقاً. بينما يستطيع مدربون على شاكلة كارلوس كيروش صناعة هيكل ممتاز للمنتخب في وقت قصير؛ لأنه قوي في الجانب التكتيكي، وقادر على إخفاء العيوب بصناعة قالب تكتيكي يوازن الكفة.
لو كنت مكان "الكابتن" حسن شحاتة لحمدت الله على ابتعادي عن المنتخب في الفترة الحالية، وبقاء أسطورتي حية.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.