لماذا علينا الدفاع عن “مجالس القرآن” المغربية؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/16 الساعة 08:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/16 الساعة 08:59 بتوقيت غرينتش

عُرف المغاربة منذ القدم بحبهم لكتاب الله المعظم، وحرصهم على خدمته، حب تواتر أباً عن جد، مخلفاً حُفاظاً متقنين وقراء لكتاب الله بارعين، شهد لهم مشايخ القراءات في كل العالم بإتقانهم وتألقهم.

بين الفينة والأخرى نسمع بفوز قارئ(ة) مغربي(ة) في مسابقات عالمية، وحصد المشاركين المغاربة حصة الأسد في جل هذه المسابقات، وقد عرفت هذه السنة تميزاً لا مثيل له لأبناء المغرب البررة، آخرهم ابن مدينة وجدة إلياس المهياوي، الذي احتل المرتبة الأولى في مسابقة إثيوبيا لحفظ القرآن الكريم وتجويده، وقبلها بأشهر وجيزة تميز أهل الله وخاصته من أبناء المملكة في ماليزيا، والإمارات، وإندونيسيا… وغيرها الكثير من دول العالم التي أنارت سماءها نجوم مضيئة من بلاد المغرب.

أهمية مجالس القرآن

براعة المغاربة في المجال تفرض علينا بالضرورة الحديث عن أهمية دور مجالس القرآن في تخريج حُفاظ متقنين، إضافة للتأطير التربوي القيمي الذي تقوم به، ولعلنا اليوم في هذه الظرفية التي تنتشر فيها أفكار وتمثلات تحارب الإسلام السمح المعتدل والفطرة الإنسانية السليمة، صار لزاماً علينا الاعتناء بهذه المجالس وتجويدها أكثر؛ حتى تكون حصناً لأبناء المسلمين من الوقوع في براثن الفتن والانجراف خلف المفاسد، ناهيك عن الدور الكبير الذي تلعبه في ترسيخ القيم إذا ما صاحب الحفظ مجالس لتدارس السيرة النبوية وسير الصحابة المطهرين، وتلقين لمختلف العلوم الشرعية من مقاصد ونوازل وغيرها من العلوم التي تجعل السالك طريق الحفظ والتجويد يكتسب ما يعينه على فهم الإسلام فهماً صحيحاً، بعيداً عن التطرف وعن الحفظ الذي لا ينفع صاحبه ولا يرقى به إلى مدارج العليين، ويجعله متمثلاً للقيم في الحال قبل المقال.

مجالس القرآن
عائلة عربية تقرأ القرآن الكريم

فيكون بذلك قد خضع لتكوين رصين يعينه على اكتساب مناعة فكرية تمكنه من فرز الأفكار، صالحها وطالحها، حتى إذا خاض بعد ذلك في مجال أياً كان، مهنياً كان أو علمياً، فنياً أو رياضياً.. أبدع وأتقن، فيكون بذلك أهلاً لأن يقال عنه حامل لكتاب الله عامل بتعاليمه. 

وتزداد مسؤولية من اصطفاه الله ليكون من أهله وخاصته في بلاد الغرب قبل العرب؛ لأنه بذلك يتحمل مسؤولية الصورة التي يأخذها عنه الأجنبي، إن هو أساء في التصرف أو القول، فكم من مسلم هناك كان له فضل تعريف الأجانب بسماحة الإسلام واعتداله، وكم من آخر كان سبباً في تشويه صورة المسلمين! 

حب مجالس العلم والعلماء، وإتقان الحفظ جعلا من أهل المغرب مدرسة في علوم القرآن، والتعلق ببيوت الله وأهلها.. وهي كلها مظاهر تعكس تعلق الأجداد قبل الأبناء بدينهم وحرصهم على خدمته.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أميمة بونخلة
طالبة باحثة في سلك الدكتوراه تخصص حوار الحضارات.
تحميل المزيد