بعد أن قمت بحل كثير من خلافات الأزواج.. هذه هي الوصفة السحرية للسعادة الزوجية

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/08 الساعة 11:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/08 الساعة 11:44 بتوقيت غرينتش

تتعالى الأصوات التي تتجادل في موضوع السر الذي يقف وراء علاقات زوجية ناجحة وسعيدة تمتد بامتداد عمر الأزواج، أيكون الحب هو المفتاح السحري الذي يفك أقفال الأبواب الموصدة ويفكك العقبات ويمهد الطرق الوعرة؟ أم أنه ينبع من الاهتمام؟ أيكون الاحترام والثقة المتبادلة بين الزوجين هو الأساس المتين والسقف الذي يحمي العلاقة من الرياح العاصفة وكل تغيرات الحياة وفصولها؟ 

دعونا نناقش معاً هذه القضية ونفنّدها لنستخلص في النهاية أياً من تلك القيم هي الأهم والأعمق تأثيراً في العلاقة الزوجية، وأياً منها يهدم فقدانها أركان العلاقة ويدمرها؟

يعتبر أناس كثر أن الحب هو أساس العلاقة الزوجية. فإذا تلاشى الحب أو بهت جفّ عرق التفاهم فيها وتيبَّس وانتهى أمرها! وما هي إلا مسألة وقت حتى تنهار أرضاً فتعمل فيها دواب الأرض أو تلتهمها النيران! 

أتمنى من حضراتكم أن تجيبوا على الأسئلة الآتية بشفافية ووعي: هل تختلف طبيعة الحب من فترة إلى أخرى خلال مراحل العلاقة الزوجية؟ هل يختلف معناه، أم أن طريقة التعبير عنه هي ما تتغير؟ هل الحب خلال فترة الخطوبة يحمل ذات المعنى والشكل والتركيب الذي يحمله الحب بعد 30 سنة زواجاً؟ هل الود الناتج عن العشرة يسمى حباً؟ وهل يكون بمقدور هذا الود أن يحفظ العلاقة الزوجية نضرة متماسكة حتى المحطة الأخيرة؟؟

لن أجاوب عن هذه الأسئلة وأخوض في تفاصيلها لأنها تحتاج لمقال منفصل، ولكني أذكركم بحقيقة واحدة صغيرة أُرددها دائماً على الأزواج الصغار، وأتمنى أن تأخذوها بعين الاعتبار وأنتم تجيبون عنها:" إن الحب الناضج يختلف تماماً عن الشغف المندفع.. الحب شيء، والشغف شيء آخر.. الحب يبقى مشتعلاً بنار خافتة، والشغف نار مستعرة هوجاء، تضطرم بسرعة وتذوي بالسرعة ذاتها، ولا تبقي خلفها إلا رماداً بارداً أغبر!"

لننتقل إلى قضية الاحترام في العلاقة الزوجية:

فهل يمكن لعلاقات الزواج أن تستمر في غياب الاحترام؟ تصوّر نفسك مع شريك يهينك باستمرار، لا يحترم آراءك ورغباتك، يسفِّه من طريقتك في الكلام واللبس ومن عاداتك اليومية! لا يحترم أهلك ومن تحب.. ينال منك بطريقة تؤذي مشاعرك أمام الآخرين: أهل، أصدقاء، أبناء، غرباء.. وحتى يكفيك أنه يفعل ذلك أمامك أنت فقط.. هل تقبل لنفسك بالإهانة والتسفيه، أو الاستهتار بك وبما أنت عليه وما حققته؟ 

إذن، هل يمكن لمركب الزواج أن يصمد في بحر من الحب يغيب الاحترام فيه؟ 

أترك الجواب لكم!

وهل يمكن لعلاقة الزواج أن تكون ناجحة وسعيدة في ظل انعدام اهتمام كل طرف بالآخر؟ الاهتمام بمشاعره ورغباته وما يوفر له الراحة والسكينة والاطمئنان، ومراعاة ذلك والحرص عليه! إن مرض الآخر.. لا يهمك، وإن حزن فلا يؤثر ذلك عليك.. وإن تعرض لانتكاسات لا يجدك الساعد القوي الذي يتكئ عليه!

وهل يمكن لعلاقة ما أن تنجح، يتدفق فيها الاهتمام من طرف واحد فقط، بينما الآخر يتلقى بنهم وسعادة ويغض الطرف تماماً عن ما عليه من مسؤوليات وواجبات تجاه الآخر، فلا يعبأ بك وبحاجتك إلى سند ومعين؟ هل نستطيع استخلاص نتيجة مفادها أن الاهتمام المتبادل عامل مهم وضروري وأحد أسرار نجاح العلاقة الزوجية؟ 

وماذا بشأن الثقة؟ أتكون هي مفتاح السر لنجاح العلاقة الزوجية؟ 

ما رأيكم في ذلك؟ لو توفر الحب الوافر والاحترام الفياض والحرص الدائم على الآخر ومشاعره ورغباته ولكن.. فُقدت الثقة بين الطرفين.. هل للعلاقة الزوجية أن تستمر؟ كيف ستكون طبيعة علاقة لا تأمن على نفسها الكذب والخداع والمراوغة والغش والنفاق؟ أمامي يحترمني ويحبني وخلفي يطعنني في ظهري ويعيب عليَّ ما أوهمني بأنه محط إعجابه وتقديره.. 

إن انعدمت الثقة وحلّت محلها أضدادها بفجاجة واستفحال.. هل يستطيع الأزواج المساكين الاستمرار؟ هل يمكن البقاء تحت سقف من الشك والريبة والتكهن والتحسب؟؟ هل تبقى سكينة ورحمة وحب واحترام؟ أم أن جميع الروابط تحزم أمتعتها وترحل دون أن تأبه إن كان الوقت ليلاً أو نهاراً.. ظهيرة هاجرة أو صبحاً مُزمهراً!

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

زهرة خدرج
كاتبة وروائية وناشطة فلسطينية
كاتبة وروائية وناشطة فلسطينية
تحميل المزيد