ما بين الترفيه والترويج لأجندات معينة.. هل تحوّلت كرة القدم لوسيلة لدعم الأقليات بالإكراه؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/07 الساعة 08:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/07 الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش

فئات عريضة من الناس تعتقد أن الرياضة، وخصوصاً محبوبة الجماهير الأولى "كرة القدم"، هي مجرد وسائل للترفيه، لكنها لم تكن كذلك على مر التاريخ، ولن تكون.

وما محاولة بعض المنتخبات والأندية الأجنبية التطبيع مع المثلية الجنسية، كما هو الأمر في حالة المنتخب الأمريكي، وفرق الدوري الفرنسي، إلا دليل آخر على ذلك. 

ورغم التشدق بحرية التعبير، فإنه قليلاً ما تجد لاعباً يعارض تلك الأجندة؛ لما يعرضه ذلك من عقوبات من إدارة الفريق وهجوم للجماهير المتطرفة، كما جرى مع اللاعب السنغالي المسلم إدريسا غاي الذي حظي بتضامن واسع بعد الهجوم الكبير الذي تعرض له، إثر غيابه عن مباراة فريقه الفرنسي باريس سان جيرمان بالدوري المحلي؛ تجنباً لارتداء قميص لدعم المثليين.

الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن مفهوم الحرية التي يروج لها الغرب، وإن كان يقول بالحرية فلماذا يفرض على لاعبين من أوساط دينية وثقافية مختلفة التطبيع مع أيديولوجيات وممارسات لا تناسبهم، في الوقت ذاته الذي ينادي فيه بحرية الأقليات؟!

تناقض كبير يتخبط فيه الغرب وهو يحاول فرض أجندته، والتضييق على ديانة بعينها مقابل فرض احترام أقليات معينة.

المراهقون المسلمون في خطر

الأطفال والمراهقون من خصائص المراحل العمرية التي ينتمون إليها يتخذون من بعض لاعبي كرة القدم ونجوم الفن نماذج يحاولون تقليدها في اللباس، وتسريحة الشعر، وطريقة التحدث، وحتى نمط العيش؛ لذلك لا يستقيم في عصر كثرت فيه المغريات وازدادت فيه شعبية كرة القدم أن نطلب منهم أو نفرض عليهم عدم مشاهدة كرة القدم أو الإعجاب بلاعب، إنما من ضرورات المرحلة أن يقوم المربي بتأطير هؤلاء الأطفال، من خلال توجيه أنظارهم وإعجابهم إلى لاعبين تتوفر فيهم شروط معينة، من قبيل حسن الخلق والوازع الديني الذي يجعلهم قادرين على حماية أنفسهم من المغريات، وسط عالم كله فتن.

ولنا- ولله الحمد- نماذج للاعبين مسلمين يشهد لهم بذلك من جنسيات مختلفة، كاللاعب المغربي المحترف في دولة فرنسا زكرياء بو خلال، وقبله المصري أبو تريكة، والسنغالي ساديو ماني، ولنا في كل دولة نموذج، استطاعوا أن يمثلوا الإسلام والمسلمين خير تمثيل، خصوصاً في المجتمعات الغربية، رغم صعوبة الثبات على المبدأ في تلك المجتمعات التي إما أن تجعلك تحيد عن الطريق المستقيم، أو على الأقل تجعلك غير قادر على الاعتراض والتعقيب، خصوصاً في دولة فرنسا.

عالم من دون منظومة قيم أخلاقية تحكمه وتوجهه، هو عالم من التناقضات، لا صوت فيه يعلو على صوت المال ونشر الأفكار الشاذة؛ مما يستوجب أن يتعاون كل من يصبو لحماية أبنائه من الانسياق وراء هذه الأفكار وتبنيها، على تنمية الفكر النقدي لدى الأطفال وترسيخ وازعهم الديني، وإلى حينها- من باب الأولويات- توجيه أنظارهم إلى فئة تتوفر فيها الشروط اللازمة.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أميمة بونخلة
طالبة باحثة في سلك الدكتوراه تخصص حوار الحضارات.
تحميل المزيد