مسؤولية إدارة شؤون البيت المالية ليست بالمهمة السهلة؛ فمع بداية كل شهر تعكف المرأة على حساب الإيرادات والمصروفات حتى من أجل الحفاظ على ميزانية الأسرة، في الأحوال العادية تنجح سيدة البيت في ذلك الأمر، ولكن مع التقلبات الاقتصادية الحالية وأزمة التضخم العالمية قد يحتاج الأمر لأكثر من تدبير الإيرادات والمصروفات. ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف معاً على أهم الخطوات والعادات الاجتماعية التي قد تساعدنا في إدارة الشؤون المالية..
تقسيم النفقات وتفنيدها
بعد الحصول على الراتب تأتي خطوة تقسيم النفقات؛ والحقيقة أن هذه الخطوة مهمة للغاية بسبب ما يترتب عليها من مسار الشهر بأكمله، ويفضل في هذه الخطوة الاستعانة بملف إكسل على الكمبيوتر أو مفكرة ورقية تحتوي على كل المعلومات التفصيلية التي تتضمن التالي: نفقات المنزل مثل الإيجار وفواتير الكهرباء والماء والغاز ونفقات المعيشة مثل الطعام والملابس ووسائل المواصلات، وأخيراً هناك بند النفقات الاجتماعية، مثل تذاكر السينما وفواتير المطاعم والكافيهات والمصايف والرحلات، ويتضمن هذا البند أيضاً الاشتراكات الدورية، مثل اشتراك القنوات الخاصة واشتراك الجيم.
ترشيد النفقات الاجتماعية
الآن وبعد أن قمنا بحصر كل المعلومات المهمة سيصبح من اليسير إدخال بعض التغييرات المهمة، ليس من الضروري أن تكون التغييرات كبيرة وجوهرية، فمن الممكن أن نبدأ بخطوات صغيرة؛ على سبيل المثال فيما يخص نفقات المنزل وفاتورة الكهرباء يمكن التقليل من هذا الاستهلاك عبر إطفاء الأنوار في الغرف غير المستخدمة، وكذلك مكيف الهواء يمكن تشغيله فقط في ساعات النهار وإطفاؤه أثناء الليل.
نأتي بعد ذلك إلى ترشيد النفقات الاجتماعية؛ على سبيل المثال يمكن تقليل المرات التي نتناول فيها الطعام بالخارج، كما يمكن الاستعانة بشركات رحلات مخفضة الميزانية، وفيما يخص اشتراك الجيم فأغلبنا يدفع ثمن هذا الاشتراك الشهري ولا يذهب إلى صالة الألعاب الرياضية إلا في أيام معدودة؛ في هذه الحالة فقط يمكن إلغاء اشتراك النادي الرياضي والاستعاضة عنه بتطبيق التمارين الرياضية في المنزل، والوضع نفسه مع اشتراك القنوات الخاصة، فإذا كنت لا تستعملها قم بإلغائها.
ضرورة الذهاب إلى متجر البقالة مع قائمة المشتريات
جميعنا مررنا بالموقف ذاته؛ نذهب إلى متجر البقالة أو إلى المول التجاري أول الشهر، نحضر عربة التسوق ونتجول لنشتري كل الأشياء التي نظن أننا سنحتاج إليها يوماً ما، وقد لا يأتي هذا اليوم أبداً، ولذلك سواء كنتِ تتسوقين من المول التجاري أو من متجر البقالة الصغير لا تذهبي إلى هناك نهائياً دون قائمة المشتريات التي تتضمن احتياجاتك الشهرية، وقاومي قدر الإمكان إغراء شراء المنتجات الكمالية.
افعليها بنفسك
حين تفشى فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم توقفت العديد من مظاهر الحياة، وأغُلقت أبواب معظم الأماكن في وجوهنا؛ وقتذاك أذكر أن السيدات اشتكين من إغلاق مراكز التجميل النسائية، ولكن بمرور الوقت ظهرت على صفحات التواصل الاجتماعي دعوات للسيدات إلى الاهتمام بمظهرها في البيت دون الاستعانة بصالونات التجميل، وبالفعل نجحت تلك الدعوات، ماذا لو عدنا للأمر نفسه؛ فمن المعروف أن صالونات التجميل تكلفتها عالية، ولهذا لماذا لا تفعلينها بنفسك أياً كان ما تريدين فعله؟ فيمكنك تصفح المواقع الأجنبية أو العربية، كما يمكنك الدخول على قنوات اليوتيوب واتباع الإرشادات؛ ستجدين الكثير من الخطوات المبسطة والسهلة لقص الشعر على سبيل المثال أو صبغه، أو حتى طريقة العناية بالأظافر والبشرة.
والحقيقة أن الأمر هنا لا يقتصر فقط على الذهاب لصالونات التجميل؛ لنفرض أنك تعشقين الحلويات وتشترينها من الخارج، جربي أن تقومي بتحضيرها في المنزل برفقة أفراد أسرتك، ستشعرين بالكثير من السعادة وتوفرين النفقات، وفي حال كنتِ تحتفلين بأعياد ميلاد أولادك بالخارج جربي أيضاً أن تحتفلي به في المنزل، وحضري الكعكة والحلويات بنفسك، ولكن احرصي على اتباع الوصفات عبر الصفحات المتخصصة.
تحدثي مع أفراد أسرتك حول الأوضاع الاقتصادية
من المهم أن تكون عملية تنظيم النفقات وترشيدها تدريجية، فمن غير المنطقي أن تقومي بإلغاء الاشتراكات الخاصة وعضوية النادي الرياضي وإلغاء حفلات الميلاد خارج المنزل في آن واحد، وأثناء عملية ترشيد المصروفات تحدثي مع أفراد أسرتك حول الأمر؛ يجب أن تتشاركوا جميعاً في اتخاذ القرار، وبالنسبة إليكِ لا تنظري أبداً إلى أزمتك المالية على أنها شكل من أشكال الفشل الشخصي، وتذكري دوماً أن العالم بأجمعه يمر بأزمة تضخم، وعليه فالوضع الحالي في حد ذاته ليس فشلاً من جانبك.
تسوقي في أماكن البيع بالجملة
إذا كان لديكِ أطفال في سن المدرسة فمن المؤكد أنهم يحتاجون إلى شراء الأدوات المكتبية من وقت لآخر، في هذه الحالة يفضل الذهاب إلى أسواق الجملة والشراء من هناك؛ فالأسعار ستكون أقل، والكمية ستكون كبيرة تكفيهم طوال العام الدراسي، وبالتالي سترتاحين من هذا البند لمدة طويلة، والشراء من أسواق الجملة لا يقتصر على الأدوات المكتبية؛ إذ يمكنك الذهاب إلى هناك أيضاً من أجل شراء المستلزمات التي يحتاجها منزلك من السكر والزيت والبقوليات.
الحفاظ على وجود أموال للطوارئ
أثناء وضع خطتك المالية أو ميزانيتك الشهرية من الضروري أن تكون منظمة أو تملك معياراً أو نمطاً، لدينا على سبيل المثال طريقة 50/30/20؛ فـ50% لنفقات المنزل والمعيشة، و30% للنفقات الاجتماعية، ليتبقى لنا في النهاية 20% خاصة بأموال الطوارئ، ويفضل عدم المساس بأي حال من الأحوال بأموال الطوارئ.
تجميد بطاقة الائتمان الخاصة بك
لاشك أن الشراء ببطاقة الائتمان يعد أمراً رائعاً؛ فمن السهل الحصول على ما تود شراءه دون أن تُسحب الأموال من رصيدك الحالي، ومع ذلك عليكِ تجميد تلك البطاقة حالاً إذا كنتِ جادة في مسألة ترشيد النفقات، فالأموال التي لن تُسحب من رصيدك في الوقت الحالي سوف تُسحب مستقبلاً، وهكذا ستظلين تدورين في حلقة مفرغة لا فكاك منها، وإذا كنتِ لا تودين تجميد تلك البطاقة لا تخرجي بها، اتركيها في المنزل حتى لا تضطري إلى شراء أغراض كمالية.
ابدئي بخفض نفقاتك الآن
سأحكي لكم قصتي؛ أنا شخصية أعشق وضع الخطط والأهداف، درج مكتبي يعج بالدفاتر التي تضم الكثير من الخطط المستقبلية التي ظلت سجينة الدرج ولم تخرج حتى الآن؛ لماذا لم تخرج؟ لأني وضعت خطة محكمة لمستقبلي، ثم قررت أن ألتزم بها بداية من الشهر القادم أو العام القادم أو حين أقبض راتب الشهر القادم، وهنا يجب أن أقول لكن: لا تفعلن مثلي إذا وضعتن خطة من أجل ترشيد النفقات، ابدأن على الفور، الآن لا تنتظري ولا تترددي كثيراً، كلما بدأتِ مبكراً كان الوضع أفضل.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.