بلا صراخ ولا عصبية.. كيف تدرس لطفلك في البيت بطريقة ناجحة؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/30 الساعة 12:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/30 الساعة 12:34 بتوقيت غرينتش

تدريس الأطفال أمر ضروري، ومهمة يومية تقوم بها كل الأمهات مع أطفالهن في البيت منذ نعومة أظافرهن وحتى المرحلة الثانوية، باختلاف شكل وطبيعة التدريس في كل مرحلة، وهذا أمر يتفق فيه الجميع، ولكن ليست كل الأمهات تقوم بتلك المهمة على القدر نفسه من المهارة والحب، ولا تستعيد ذاكرة كل الأطفال ذكريات جميلة عن تدريس الوالدين لهم، فلربما يتذكر البعض الصراخ عليهم والتشنج لإنهاء واجب أو بسبب عدم فهم موضوع ما، ولربما وصل الأمر للضرب والشتائم التي تصفه بالغباء والفشل، وتظل وصمة تكبر مع الطفل، وانهيار ثقة بنفسه بسبب ما قاله له مصدر دعمه الأول وهما أبواه، وقليل من الناس فقط هم من يذكرون كيف كان والداهم يتسمان بالتفهم والحكمة والمساعدة وقت المذاكرة معهم، وأنهم استطاعوا النجاح في حياتهم وحل كل الصعاب التي واجهتهم بسبب دعم أهلهم وثقتهم بهم، وكثير من الأمهات على وجه التحديد ترين أن تغيرن من طريقتهن في تدريس أطفالهن، حتى إن هناك بعض الأمهات لا يعلمن من الأساس كيف يقمن بتلك المهارة، والأهم أن يقمن بها بحب. ولذلك في مقالنا التالي قررنا الرد على كل تساؤلاتكم، وطرح أفكار عملية ناجحة لتدريس طفلك في البيت بمهارة وحب. 

ما الهدف؟ 

بداية وقبل أن تطلب من طفلك الدراسة علّمه أولاً أن يعرف لماذا يدرس، وما الهدف من المذاكرة، ولماذا يترك اللعب والمرح والعيش على هواه ويقوم بأمر شاق ومجهد وغير محبب لنفسه، إذا كان سيفعل ذلك الشئ المكروه له فلابد أن يكون هناك هدف عظيم يستحق، فأخبر طفلك بهذا الهدف العام من التعلم والدراسة، ومن ثم اجعله يضع لنفسه هدفاً خاصاً يريد الوصول له. 

لماذا أترك اللعب وأذاكر؟ 

المذاكرة والدراسة كلها ترتبط في أذهاننا قبل أطفالنا بأنها عملية مكروهة وغير محببة للنفس، فعندما يذكر كلمة دراسة أو مذاكرة نسترجع كل الذكريات المؤلمة المرتبطة بها من صراخ وضرب أو مشاعر الضغط والتوتر بسبب كثرة الواجبات المطلوب إنهاؤها، أو المسائل الحسابية التي لم نوفق فيها وغيرها، وبالتالي فهمت الطبيعي ألا نود فعل ذلك الشيء الذي يذكرنا بآلامنا ولا يسعدنا.. فما الحل؟! 

  • اربط ما يكره بما يحب: نظريات التعلم تخبرنا بالحل، وهو أن نقوم بربط ذلك الشيء المكروه الذي لا نحب فعله بشيء آخر محبب للنفس ونرغبه، فطفلك لا يحب الدراسة والمذاكرة، ولكنه إن فعل ذلك سيحصل على طعام أو لعبة يفضلها أو وقت مستقطع يلعب فيه مع أصدقائه. 
  • ركز على الدافع والحافز للتعلم: الإنسان جُلب على النسيان، ويحتاج دائماً أن يتذكر ماذا يفعل؟ ولماذا يفعل؟ وبالتالي ذكر طفلك دوماً بالهدف من التعلم، وبما سيحصل عليه مقابل كل هذا الجهد المبذول، ذكّره بالعاقبة وزينها له وحفزه عليها كي يستطيع أن يصطبر على التعب ويستلذه، بدل الشعور السلبي المصاحب لعملية التعلم. 
  • حول المذاكرة إلى لعبة جميلة : الأطفال دائماً وأبداً يحبون الألعاب والتحديات، فعليك أن تساعد طفلك بتحويل المذاكرة إلى لعبة ذات مراحل متعددة وتحديات يجب إنهاؤها لكي يستحق الفوز بالجائزة، على أن تكون بمستويات متفاوتة وذات جوائز وتوقيت أيضاً متفاوت يناسب المنهج أو المادة أو الكم المطلوب منه إنجازه ويلائم قدراته، وعند الوصول للإنجاز أوفِ بوعدك، وأعطه الجائزة المتفق عليها والمختارة ضمن نطاق تفضيلاته، وهذه الاستراتيجية مجربة وفعالة وكنت أقوم بتطبيقها مع الأطفال، خاصة محبي الحركة وسريعي الملل، ولكن عليك بتحفيزهم وأن تعيشهم جو السباق والتحدي طوال فترة إنجاز المهمة كي تحافظ على دافعيتهم وتصلا للهدف معاً بنجاح. 
  • شارك طفلك ولا تتركه وحيداً: أكثر ما يؤثر في نفسية الطفل هو أن يشعر أنه الوحيد المطلوب منه القيام بالواجبات ومذاكرة الدروس المملة، في حين أن بقية أفراد الأسرة يمرحون ويتسامرون، وهنا يتجسد لديه شعور بالظلم والقهر من العالم، وحينما يشكو أو يتذمر كأي طفل فقط يأتيه جواب استراتيجي وقاصف لجبهته من السيد/ة الوالد/ة بأنه حينما كان طفلاً مثله كان يفعل الشيء نفسه، وأنه أنهى فترته وتجربته، وهذا دور الطفل الآن، فيصاب الطفل بالإحباط أكثر!

والحل؛ أن تشارك طفلك وجدانياً قبل مشاركته معرفياً، فقد لا يحتاج الطفل أن تدرس له، بل قد تكمن كل احتياجاته في أن تجلس بجواره وتشعره بأنك تشعر به وتتفهمه، وأنه ليس وحيداً يواجه هذا العالم الصعب من خلال الدراسة، وعلى كل البيت أن يراعي مشاعره أيضاً ويشاركه بخفض صوت التلفاز أو الهاتف، ومراعاة أن هناك طفلاً يدرس ويقوم بأمر مهم وصعب ويجب أن نيسره له ونشعره بالتشاركية، وكل فرد يفعل ما يجب تجاهه، وأن يكون وقت دراسته هو وقت عمل للجميع، الأب ينهي عمله، الأم تقوم بعمل ما جوار الطفل أو بالقرب منه وتتابعه، وكذلك بقية أفراد البيت، وهكذا يشعر الطفل بالتشاركية ويقدم على الدراسة بحب وأمان. 

  • خطِّطا معاً لرحلة التعلم: أحضر طفلك وتحدث معه عن أهمية وضع خطة تسيران عليها خلال فترة الدراسة، وخذ رأي طفلك واعرف فيمَ يفكر؟ وماذا يحتاج خلال تلك الرحلة؟ ماذا يفضل من وسائل وأدوات مكتبية؟ وما يود أن يشرب أو يأكل خلال فترات الراحة؟ ما الأنشطة التي يود أن يجدد نشاطه بها عند التعب؟ وكيف سنتعامل عند الشعور بالإجهاد والملل ورفض مواصلة العمل؟ عندما تشارك طفلك وتخطط معه وتطلعه على كل شيء منذ البداية يكون بمثابة عقد اتفاق معه وتوصل له رسالة أنك كبير ومسؤول وصاحب قرار، وقادر على الالتزام به، وأنا أساعدك لتحقيق ذلك، فأنت لست وحدك، وأشعره أنها رحلة للتعلم، وأننا سنبذل جهدنا فيه بمتعة، ونحيا بها بروح التحدي والمغامرة كي نصل للهدف معاً، صدقني عندما يشعر طفلك منك بكل ذلك يستحيل أن يرفض أو يكره الدراسة مرة ثانية. 
  • لكل قفل مفتاحه، ولكل طفل طرقه للتعلم: قبل بدء رحلة التعلم اعرف أولاً ما هي الطرق التي يفضلها طفلك في التعلم، وذلك من خلال معرفتك بشخصيته، فالطفل كثير الحركة لديه طرق خاصة بالتعلم تفيده غير التى تفيد الطفل الذي يحب الهدوء، والطفل ذو صعوبات التعلم يختلف عن الطفل شديد الذكاء، والطفل الذي يتعلم من مرة غير الذي يحتاج التكرار 3 مرات حتى يصل للتعلم، فالنهاية الهدف هو الوصول للتعلم، ولكن المهم أن نعرف ما هي الطرق التي ستوصلنا له، وذلك من خلال فهمك شخصية طفلك منذ الصغر، واتباع ذلك دون إشعاره بالحرج، فالطفل مثلاً الذي يحتاج التكرار لثلاث مرات أو يحتاج أن يكتب وهو يستمع حتى يتعلم، إذاً هذه طريقته للتعلم، وستظل كذلك، فلا داعي أن تقول له إنك غبي ولا تفهمها وهي طائرة مثل أختك أو صديقك أو أو… ولكن اعرف طريقة طفلك واحرص على تكرار أن له أدوات مختلفة حتى يفهم المعلومة. 
  • ركز على الحواس بوسائل متنوعة: كثير من المعلمين أو الأهل لا ينتبهون لوسائل التعلم العلمية والحديثة ونظرياته المفيدة في تسهيل عملية التعلم للطفل رغم كثرتها، وهنا أوصيكم بالبحث والقراءة؛ لأن مقالاً واحداً لا يسع لذكرها جميعاً، وهناك كتاب واحد على سبيل المثال به أكثر من ١٠١ طريقة للتعلم، فتخيلوا فقط بقية الكتب، وتوصيتي لكم بالحرص على الحواس كلها أثناء التعلم، فلا تركز على التلقين فقط أو العين فقط، ولكن حاول استخدام أكثر من حاسة، فذلك يساعد الطفل على الفهم بشكل أسرع، وأيضاً بقدر ما اشتركت الحواس في التعلم بقدر ما ثبتت المعلومة في ذهن الطفل، وعليك بالتنويع في الوسائل وعدم اعتماد وسيلة واحدة؛ ما يشعره بالملل، فلا تستخدم ورقة وقلماً فقط أو سبورة فقط طول الوقت، بل استخدم أدوات من البيئة أو فيديو أو تطبيقاً ما، كلها يكون لها علاقة بالدرس الذي ستشرحه لطفلك، فهذا يساعدك على التعلم السريع دون نسيان.
  • "الأهم من الشغل.. تظبيط الشغل": هذه المقولة الشهيرة تختصر كل شيء حقاً، فالأهم من المذاكرة هو التهيئة لتلك المرحلة قبل بدئها، والتهيئة أنواع، فعليك بتهيئة نفسك أولاً قبل بدء التدريس لطفلك، من خلال عمل نشاط أو رياضة أو مشروب تحبه، فتستعد وتجدد نشاطك قبل التدريس لطفلك، فلا تبدء معه بعد يوم عمل شاق فتخرج فيه كل طاقتك السلبية من يومك، وتهدم من حيث أردت الإصلاح، وتجعله يكره الدراسة طوال عمره. وقم بتهيئة البيئة التي ستدرس للطفل فيها، فاختر غرفة أو مكاناً مناسباً بعيداً عن المشتتات والإزعاج، جيد التهوية والإضاءة، وبه أثاث يناسب للدراسة، فلابد أن تقرأ الدرس وتتعرف إليه قبل أن تتفاجأ به مع طفلك، أعد وسائل تعليمية تناسب الدرس، وحدد بناءً عليها الأسلوب وطريقة التدريس الأفضل لشرحه، والتي تتلاءم مع طبيعة طفلك، وهيئ طفلك أيضاً جسدياً من خلال عمل بعض الرياضة قبل البدء، ربما لاستعادة نشاطه، والحرص على تناول طعام متوازن وصحي بشكل عام، واختيار التغذية التي تساعد على التركيز لتناولها أثناء فترات الراحة المستقطعة من الدرس، ونفسياً من خلال تذكيره بالهدف والدافع من المذاكرة وإشعاره بأنك معه وتشاركه، وعقلياً من خلال سرد قصة تكون المدخل للدرس الذي ستشرحه له، أو لعبة تجدد نشاطه العقلي، أو لغز أو استرجاع معلومات أو مشاهدة فيديو متعلق بالدرس وهكذا. ولا تنس بشكل عام اختيار الوقت الملائم للتدريس لطفلك، والذي يتناسب مع مستوى نشاطه الجسدي والعقلي وحالته النفسية. 
  • استرخ ولا تصرخ: عند الشعور بالملل أو الإجهاد وأن الطفل لم يعد قادراً على الاستيعاب، استرخ ولا تصرخ على طفلك، خذا وقتاً مستقطعاً تجددان فيه نشاطكما وتستعيدان فيه حيويتكما، أشعر طفلك بالتفهم وأنك تقدر مجهوده، وأنه بشر قد يتعب ويمل ومن حقه، ولكننا لا نترك العمل والمذاكرة لمجرد الشعور بالتعب، واجعل له قاعدة أو مقولة يتذكرها عن التعب دوماً مثل "تعبت ارتاح.. لكن اوعى تستسلم". وبذلك تكون قد علمت طفلك كيف يتصرف عند التعب بشكل إيجابي، بدلاً من أن تصرخ عليه وتبذل مجهوداً مضاعفاً في الصياح على طفلك وتجعله يكره الدراسة كلها، واتفق مع طفلك على الأمور التي يمكن فعلها عند الشعور بالتعب والملل، وحددا قائمة بالأنشطة التي تودان فعلها عند ذلك الوقت. 
  • أعط فترات راحة قصيرة: يعتقد الأهل أن تدريس الطفل لساعات طويلة ثم إعطاءه ساعة للراحة أمر جيد، لكن الأفضل من خلال خبراء التربية وعلم النفس أن يدرس الطفل لمدة لا تزيد عن نصف ساعة، ثم يعطى فترة راحة 5 دقائق ثم يكمل درسه، وذلك حسب عمر الطفل، وحتى الكبار ربما يعمل حتى 45 دقيقة ثم يأخذ استراحة 10 دقائق ويكمل بعدها عمله بنشاط، فالعقل لا يحتاج أكثر من ذلك دون إفراط أو تفريط، فالعمل لساعات طويلة يجهد العقل، والاستراحات لفترات طويلة تجعل من الصعب استعادة النشاط والدخول في جو المذاكرة، وتستلزم تهيئة الطفل من جديد، فاحذر! 
  • الروتين سر الناجحين: يكره الطفل الروتين، ويحتاج إلى أن يحيا بالمغامرة طوال الوقت، ولكن كما ذكرت اجعل طفلك يعيش المغامرة داخل رحلة التعلم، على أن تكون رحلته للتعلم داخل إطار أكبر وهو "الروتين"، وأخبره عن قصص الناجحين، وأن العامل المشترك بينهم جميعاً هو أن لكل فرد فيهم روتيناً وجدولاً ثابتاً ينجز فيه مهامه اليومية، ولكن الاختلاف كان في "كيفية" إنجازهم لتلك المهام، وبالتالي لدينا روتين ثابت ننفذه بكيفية فريدة تناسب كل شخص حسب احتياجاته وطرق تعلمه، وبذلك تعلم طفلك أن الروتين ليس أمر سيئاً، بل وسيلة تساعده على النجاح، وتكون قد عودته على سر من أسرار النجاح في الحياة مبكراً، وإضافة إلى ذلك وعوده أن يقوم بمهامه بنفسه بعد ذلك بشكل تلقائي وتدريجي. 

هل الحياة تقتصر على الدراسة؟ 

من المهم أن تخبر طفلك أن الحياة رحلة ومدرسة كبيرة للتعلم، وأن من ضمنها الدراسة والمذاكرة، فهي جزء من كل وليست كل الحياة، وذلك يأتي بشكل واقعي عملي حينما تجعل لطفلك برنامجاً حياتياً مقسماً على مهام يومية مختلفة، فاشترك له في ممارسة رياضة يفضلها، أو تعلم فن يحبه، أو تطبيق تجربة علمية تعلمها في كتابه تحت إشرافك، واعمل على ربط الحياة بالواقع دائماً كي يدرك أنهما ليسا منفصلين عن بعض، فعندما تجعل حياة طفلك مقتصرة على الدراسة يكبر الطفل وهو لا يرى أي رابط بينهما، وأن ما فالكتب ينتهي فور أن نقدم تلك المعلومات في الامتحان، وهذا أمر خطأ، وعليك بتعميم ما يتعلمه طفلك في الحياة والقيام بالأنشطة المختلفة، فتساعد الأنشطة المختلفة على تقسيم اليوم، لذا تأكد من إدخال بعض الأنشطة العملية والبدنية والقراءة، وذلك يعتمد على عمر طفلك وما يحبه، يفضل بعضهم القراءة، بينما يفضل بعضهم الآخر مزيداً من العمل البدني والتدريب العملي، مثل (تمارين رياضية مع الأغاني للأطفال – جولة افتراضية في متحف على الإنترنت – تجربة علوم فيزيائية أو كيميائية آمنة -‏ مشاهدة فيلم وثائقي – تحويل وقت الغداء إلى فصل طبخ). 

  • لا تعاقب طفلك بسبب درجاته السيئة: ذكرت مراراً وتكراراً أهمية حبنا لأطفالنا كما هم، دون قيد أو شرط، سواء كانوا بيضاً أو سمراً، ناجحين أو لا، درجاتهم مرتفعة أو لا، وشعارنا "نحبك كما أنت". 

ولكن للأسف لا يزال بعض الأهل يضعون معيار الحب بالدرجات الدراسية، فعندما يحصل على علامة جيدة يحبه، وعندما تنخفض علامته يوبخه ولا يتقبله، وهذا أمر مؤذٍ نفسياً للغاية ويحطم نفسية الطفل ويفقده الثقة بنفسه وبأنه غير مقبول إلا حينما يكون ناجحاً، ويعلمه أيضاً طرقاً خطأً للحل عند مواجهة المشكلات، فأنت كمربٍّ حينما تفعل ذلك الآن مع طفلك فلا تستغرب أن يقوم طفلك بحلول تزعجك لمواجهة مشكلة ما، وإن كانت تلك المشكلة أنت! فانتبه من الآن فصاعداً، ويكفي طفلك خجلاً أن علامته السيئة قاربت على كتفه، وأخبره أنها ليست نهاية العالم، وأن هناك فرصة أخرى، وفكرا معاً كيف يمكن أن نحلها وأين كان الخلل، ونبذل جهدنا من جديد والنتائج كما تأتي لا تهمنا ما دمنا فعلنا ما بوسعنا. 

  • مفيش فايدة: قد تشكو بعض الأمهات أنها فعلت كل ذلك ولا فائدة تذكر أو نتيجة ملموسة مع الطفل ولم يتقدم مستواه، وقد يكون ذلك لعدة أسباب، منها: أن الأم تعتقد أنها فعلت كل الطرق الممكنة لكنها لم تفعل أو فعلت بشكل غير مطلوب، وأن الطفل لديه مشكلة ما مثل صعوبات تعلم أو غيره، وهذا يحتاج طرقاً خاصة للتعلم، وأن البيئة غير ملائمة، وتوجد مشاكل تؤثر على نفسية الطفل، وهذا يحتاج تلقي مساعدة، أو أن طريقة شرح الأبوين تختلف عن المعلم، وهذا يجعل الطفل يرتبك ولا يستوعب بشكل جيد، عصبية الوالدين ونفاد صبرهما والجدية الزائدة عن الحد، عدم امتلاك الوالدين لمهارات التدريس ومحدودية الثقافة لديهما وعدم امتلاكهما بعض المهارات التكنولوجية البسيطة لتدريس الطفل، ضغوطات الحياة، ضيق الوقت، عدم السيطرة على الأبناء وعدم فهم شخصياتهم واحتياجاتهم، صعوبة بعض المواد الدراسية بما يفوق مستوى الأهل. 

وختاماً.. 

فإن لكل شيء مميزاته وعيوبه، فكما قد تكون الدراسة في البيت والمذاكرة للطفل أمراً جيداً ويساعدنا على التحكم في الوقت بشكل أفضل، ويعطي فرصة للتقرب من الطفل وقضاء وقت أكبر معه ومشاركته حياته، ونستطيع من خلالها الاستفادة من ذلك بالتخطيط والإعداد الجيد، فإنها قد تكون أسوأ وقت يمر علينا، ولا نريد أن يأتي المساء بسبب الأحداث المأساوية التي سنعيشها أثناء التدريس للطفل، أو أن الطفل يأتي مجبراً بعد بكاء ونحيب، ويصير وقت الدراسة له عذاباً سعيراً. 

حياتنا قرارات صغيرة نتخذها كل يوم، ونحن من يقرر كيف نريد أن نحيا، بإمكاننا أن نسعد أنفسنا بتخطيط بسيط والتزام مستمر، وبإمكاننا أن نتركها للعبثية فنتعس أنفسنا وأطفالنا.. وهذا ما لا نريده بالتأكيد، لكن القرار لك. 

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

آلاء مهدي
مدونة مصرية، وتربوية متخصصة فى الموهبة وصعوبات التعلم
حاصلة على بكالوريوس العلوم فى التربية الخاصة، كلية التربية الخاصة، جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، باحثة ماجستير صعوبات التعلم بكلية علوم الإعاقة والتأهيل، جامعة الزقازيق
تحميل المزيد