نهاية كييف واقتراب حروب الذكاء الاصطناعي.. متاهات الحرب الروسية على أوكرانيا

عدد القراءات
680
عربي بوست
تم النشر: 2022/05/25 الساعة 10:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/25 الساعة 10:35 بتوقيت غرينتش
Shutter Stock/ قوّضت تصرفات فلاديمير بوتين في أوكرانيا الإحساس طويل الأمد بالاستقرار في شمال أوروبا، وهو ما ترك السويد وفنلندا تشعران بالضعف والخوف من وصول أطماع الروس إليهما.

متى تضع الحرب الدائرة في وسط شرق أوروبا منذ 24 فبراير/شباط 2022 أوزارها؟ سؤال يطرحه الكثيرون في مختلف أنحاء العالم لأسباب عديدة، لعل أهمها للأغلبية هو أن هذا النزاع الدائر بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة من جهة وروسيا وأنصارها من جهة أخرى على أرض أوكرانيا يؤثر بشكل غير مسبوق اقتصادياً وسياسياً وأمنياً على جل سكان المعمورة، ويؤسس لنظام عالمي جديد يختلف عن ذلك الذي قام بعد انهيار الاتحاد السوفييتي بداية تسعينيات القرن الماضي حين أصبحت الولايات المتحدة القوة المهيمنة.

إجابات متباينة تحاول أن تقدم رداً على هذا التساؤل، هناك من يتوقع أن تستمر هذه المواجهة لأشهر طويلة إن لم تكن لسنوات على أساس أن الغرب -واشنطن ولندن على وجه الخصوص- يريدها عملية استنزاف لروسيا كالتي واجهها الكرملين في ظل حكم السوفييت في حرب أفغانستان ما بين 24 ديسمبر/كانون الأول 1979 – 15 فبراير/شباط 1989 وكانت أحد عوامل تفككه.
ويذهب عدد من أنصار هذا السيناريو إلى القول إنه بفضل سخاء واشنطن والدول الأعضاء بحلف الناتو مادياً وعسكرياً ستنتصر كييف عسكرياً على روسيا، وسيسقط النظام في موسكو وتتفكك روسيا الاتحادية إلى دويلات صغيرة ويسود النظام الأمريكي عالمياً لعقود أو ربما حتى لقرون قادمة. ويرفض أو يهمش هؤلاء الحديث عن أي دور أو تأثير للصين في هذه المواجهة.

آخرون يشيرون إلى أن سيناريو هزيمة موسكو وهم يعيشه الغرب؛ حيث إنه سقط عن قصد أو ربما بدونه في فخ إنكاره للواقع وتصديق حملته الدعائية عن تعثر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. ويضيف هؤلاء أن التكتيكات التي اتبعتها القيادة الروسية منذ اليوم الأول الذي شرع فيه في الهجوم الكبير ساهمت في تضليل واشنطن ولندن وبعض أعضاء الناتو بشأن أهداف الكرملين الأساسية.

لمحاولة الفهم بين هذين التحليلين هناك معطيات يمكن أن نرسم على أساسها عملية استكشاف للمستقبل.

استخدمت روسيا ما بين 150 و180 ألف عسكري في العملية الخاصة في أوكرانيا، أقل من نصف هؤلاء مجموعات قتالية، أما البقية -وكما في شأن كل الحروب وغالبية الجيوش- وحدات نقل ودعم وتموين وتطبيب، ووفرت للقوة 75 طائرة مقاتلة فقط حسب تقديرات البنتاغون الأمريكي.

يوم 24 فبراير، اندفعت القوات الروسية بسرعة مشابهة لما يسمى تكتيك "الحرب الصاعقة"، وتقدمت لمسافات كبيرة وراء الحدود، حتى أن الأجهزة الأمريكية توقعت، وفي تصريحات علنية، أن تسقط العاصمة الأوكرانية كييف خلال أسبوع، أي بداية شهر مارس/آذار، هذا لم يحدث، وتباطأ التقدم الروسي بل توقف على بعض الجبهات. علَّل البنتاغون في البداية ذلك بتدني الروح المعنوية للقوات الروسية وسوء القيادة وفوضى خطوط الدعم والمواصلات وفساد الأسلحة، لاحقاً فسر الأمر غربياً بأنه ناتج عن شراسة واستبسال المقاومة الأوكرانية.

بعد توقف التقدم الروسي نحو كييف، وسحب القوات لمسافات بعيدة عنها، نقلت موسكو ثقلها العسكري نحو الجنوب على جبهتي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك اللتين تشكلتا سنة 2014 بعد حرب أهلية مع كييف، ولكن لم تسيطر قواتهما سوى على ثلث مساحة منطقتهما.

طوال 90 يوماً التي تتممها المواجهة يوم الثلاثاء 25 مايو/أيار، لم تتخلَّ القوات الروسية عن أسلوب القضم التدريجي لأراضي الخصم، والعمل على استنزاف القوات الأوكرانية والمتحالفين معها، دون المخاطرة بدخول مواجهات مكلفة بشرياً ومادياً.

في واشنطن، ذكرت قيادات البنتاغون أن موسكو تطبق نفس الأساليب التي اتبعتها مع الجيش السوري في الحرب شبه الدولية الدائرة على أرض بلاد الشام منذ منتصف مارس/آذار 2011 والتي مكنت الأسد من استعادة 70% من أراضي البلد.

على الأرض وحسب تقديرات عسكرية ألمانية، تم تدمير أكثر من 72 % من البنى التحتية العسكرية الأوكرانية، ولم يعد هناك تقريباً وجود لقوة جوية في يد كييف، وخسرت القوات البرية 64 % من مدرعاتها ووسائل نقلها وغدت تعاني من نقص شديد في الوقود والقوى البشرية.

في الجنوب، وعلى ضفاف البحر الأسود تستكمل القوات الروسية السيطرة على أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وتكاد تكمل الطريق نحو ميناء أوديسا، آخر منافذ أوكرانيا على البحر. على الخارطة التي وضعتها وزارة الحربية البريطانية، الأكثر تحمساً في مساندة كييف، تسيطر روسيا على شريط عريض من الأراضي من الشمال حتى الجنوب والغرب.

في الغرب، يعترف السياسيون بخجل بأن حربهم الاقتصادية على روسيا لم تثمر على الأقل حتى الآن، ولم ينجحوا في وقف شراء الغاز أو النفط الروسي، أو إيجاد بدائل له، يضاف إلى ذلك حاجتهم إلى المعادن الاستراتيجية الروسية من اليورانيوم والتنغستين والبلاديوم وغيرها.

النظام المالي العالمي، وبسبب الحرب وعقوباتها، يتأرجح على حافة الهاوية، والتضخم ينخر الاقتصاديات القوية أكثر من الضعيفة، وأسواق الأسهم تخسر آلاف ملايير الدولارت في أيام قليلة، والأمن الغذائي العالمي مهدد.

نهاية دولة

يوم الخميس 19 مايو/أيار 2022 صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن أوكرانيا "لن تبقى" كدولة في حال وقفها القتال ضد القوات الروسية. وقال بلينكن خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول أوكرانيا: "إذا أوقفت روسيا القتال غداً، فستنتهي الحرب. وإذا أوقفت أوكرانيا القتال، فإنها لن تبقى".

منتصف شهر مايو/أيار أكد السفير الأمريكي السابق لدى موسكو، مايكل ماكفول، أن الدبلوماسيين الأمريكيين الذين وعدوا كييف بالانضمام إلى "الناتو" على مدى السنوات الماضية كانوا يكذبون عليها. وخلال مناظرة The Munk Debates للمناقشات نصف السنوية حول قضايا السياسة الرئيسية عقدت في تورنتو الكندية، ذكر مدير الجلسة: "في عام 2021 بذل دبلوماسيونا قصارى جهدهم لإقناع كييف بأنهم قادرون على الانضمام إلى الحلف، وكررنا هذا مراراً وتكراراً"، وتساءل: "إذاً، هل كذب دبلوماسيونا فعلاً؟". فأجاب ماكفول: "نعم، نعم"، مضيفاً: هذه هي الطريقة التي يُعمل بها "عالم الواقع".

يوم الإثنين 9 مايو 2022 قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الأمر قد يستغرق عقوداً من الزمن حتى تقبل أوكرانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي. وفي إطار حديث أدلى به أمام البرلمان الأوروبي، اقترح ماكرون أن تنضم أوكرانيا إلى "تكتل أوروبي موازٍ" في الوقت الذي تنتظر فيه قرار انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي الرسمي.

 يوم الأحد 22 مايو، قال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون، إن "انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي قد يستغرق ما بين 15 و20 عاماً". وأضاف بون، في مقابلة مع قناة "راديو جي" المحلي: "علينا أن نكون صادقين.. إذا قلنا إن أوكرانيا ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي في غضون 6 أشهر أو سنة أو سنتين فنحن نكذب.. ذلك ليس صحيحاً.. ربما يستغرق الأمر 15 أو 20 عاماً، وهو وقت طويل".

وأضاف المسؤول الفرنسي: "لا أريد أن نبيع الأوكرانيين أوهاماً وأكاذيب.. إذا قلنا للأوكرانيين "أهلاً بكم في الاتحاد الأوروبي"، فإننا قد نتسبب بخيبات أمل لجيل كامل من الشعب الأوكراني".

كما اقترح الوزير الفرنسي أن تنخرط كييف في المنظمة السياسية الأوروبية التي اقترح الرئيس إيمانويل ماكرون إنشاءها.

وتابع بون قائلاً: "في غضون ذلك، نحن مدينون للأوكرانيين بمشروع سياسي يمكنهم الانخراط فيه".

يوم 20 مايو، وعلى عكس تصريحات أنتوني بلينكن وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" انتصار أوكرانيا على روسيا، مع عودة الأراضي التي فقدتها كييف، بأنه "غير واقعي".

وبحسب الصحيفة، فإنه وعلى الرغم من التخطيط والإجراءات "غير الحريصة" من جانب روسيا، إلا أنها لا زالت قوية للغاية، وفي النهاية سوف يتعين على الأوكرانيين اتخاذ قرارات صعبة. وإذا أدى الصراع إلى مفاوضات حقيقية، فسيكون على القادة الأوكرانيين اتخاذ قرارات مؤلمة بشأن الأراضي التي تتطلبها أي تسوية.

ووفقاً للصحيفة، ينبغي على الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن يوضح لنظيره الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، أن هناك حدوداً للدعم الذي تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية والناتو" تقديمه. وتابعت الصحيفة: "إن المهمة الآن هي التخلص من النشوة، ووقف الانتقادات اللاذعة، والتركيز على تحديد المهمة وتنفيذها".

وقد أصبحت القرم منطقة روسية بعد استفتاء أجري هناك في مارس/آذار من العالم 2014، حيث صوَّت 96.77 % من ناخبي القرم و95.6 % من سكان سيفاستوبول لصالح الانضمام إلى روسيا، في الوقت الذي لا تزال فيه أوكرانيا تعتبر أن القرم منطقة أوكرانية لكنها محتلة مؤقتاً.

نضوب السلاح

خيبة أمل حكومة كييف لم تقتصر على الناتو أو الاتحاد الأوروبي، بل أصبحت تلامس المعونة الاقتصادية والعسكرية، فيوم الأحد 22 مايو 2022 حذر مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، من أن الاحتياطيات العسكرية للاتحاد الأوروبي قد استنفدت، وأحد الأسباب الرئيسية هو المساعدة العسكرية لأوكرانيا.

وقال بوريل في مقال له إن الاحتياطيات العسكرية التابعة للاتحاد الأوروبي قد استنفدت نتيجة دعم دول الاتحاد لنظام كييف في ظل أزمة مالية تعاني منها الدول الأوروبية. وأضاف أنه من بين الأسباب الأخرى التي أثرت على تخفيض الموارد العسكرية للاتحاد الأوروبي، تخفيض الميزانيات العسكرية لدول الاتحاد وعدم التمويل بسبب سياسات التقشف.

وأشار إلى أن الإنفاق الدفاعي لأعضاء الاتحاد الأوروبي بدأ في الانخفاض منذ بداية أزمة عام 2008، ووصل إلى الحد الأدنى في عام 2014، ووصل الآن فقط إلى مستوى ما قبل الأزمة.

واختتم بوريل قائلاً: "من المهم للغاية أنهم "الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي" لا ينفقوا فقط أكثر "على الدفاع"، ولكن أيضاً التوحد لمنع المزيد من التجزئة" بين أعضاء الحلف.

 في توقيت متقارب أكد المحلل والضابط السابق في المخابرات الأمريكية، سكوت ريتر، أن الولايات المتحدة كررت بأوكرانيا الخطأ الذي ارتكبته في أفغانستان، بإرسال أموال إلى كييف دون خطة واضحة وفهم لما يحدث.

وذكر ريتر: "بالنظر إلى التوفير المتسرع لعشرات المليارات من الدولارات من المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، يشعر المرء بشكل لا إرادي بأن واشنطن تكرر نفس الأخطاء التي أدت إلى الفشل الذريع في أفغانستان. والحديث هنا يدور حول عدم القدرة على تقييم الأحداث بشكل مناسب في أوكرانيا".

وأضاف: "المسؤولون الأمريكيون كونوا صورة خاطئة لأوكرانيا على أنها "حصن شجاع ونبيل للحرية والديمقراطية"، "وهو ما يتناقض بشكل كبير مع الواقع، حيث تعد أوكرانيا المعاصرة واحدة من أكثر الدول فساداً في العالم".

ترسانة واشنطن

نهاية شهر أبريل/نيسان 2022 ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية: "قدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا دعماً عسكرياً وتقنياً جباراً، بما في ذلك صواريخ جافلين وستينغر ومدافع الهاوتزر وغيرها من الإمدادات التي يجري تسليمها عبر أوروبا الشرقية لتجديد قدرات القوات المسلحة الأوكرانية".

ومع استمرار الصراع الأوكراني، يتزايد القلق، فتتولد أسئلة من نمط: هل تستطيع الولايات المتحدة الاستمرار بتسليم كميات هائلة من الأسلحة إلى أوكرانيا مع الحفاظ على ترسانتها الخاصة؟

وفقاً لكبير المستشارين في المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والدولية، مارك كانتشيان، فإن الولايات المتحدة قدمت حوالي 7000 قاذف جافلين لأوكرانيا، بما في ذلك تلك التي تم تسليمها خلال إدارة ترمب، ما يشكل حوالي ثلث الاحتياطيات الأمريكية.

ويرى المحللون أيضاً أن الولايات المتحدة أرسلت إلى أوكرانيا ربع مخزونها تقريباً من صواريخ ستينغر المحمولة إلى أوكرانيا. وقد أخبر الرئيس التنفيذي لشركة Raytheon Technologies، غريغ هايز، المستثمرين، نهاية أبريل خلال المناقشة ربع السنوية، أن شركته التي تصنع هذه الأسلحة لن تكون قادرة على زيادة الإنتاج حتى العام المقبل بسبب نقص المكونات.

وذكر كانتشيان، لوكالة أسوشيتد برس: "هل سيكون ذلك مشكلة؟ الإجابة باختصار: على الأرجح نعم".

ويقول مسؤولو البنتاغون إن كييف تستهلك كل يوم ما يصلها خلال أسبوع من إمدادات الذخيرة المضادة للدبابات. كما أنها تواجه عجزاً في الطائرات الصالحة للعمل في ظل ما تواجهه من هجمات جوية روسية وخسائر في القتال. فقد أصبحت الذخيرة نادرة في العديد من المناطق. ويؤدي هذا إلى أن تواجه الدول الغربية خياراً واضحاً ما بين إرسال المزيد من الإمدادات إلى أوكرانيا أو الاحتفاظ بالإمكانيات المحدودة التي قد تحتاج إليها للدفاع عن نفسها.

ورفضت ألمانيا إرسال دبابات إلى أوكرانيا على أساس أنها ببساطة لا تستطيع تعويضها. وسرعان ما عانت كندا من عجز في منصات الإطلاق وغيرها من المعدات التي يحتاج إليها الأوكرانيون بصورة مُلحَّة.

أمريكا لم تعد قوة بلا منازع

منتصف شهر مايو 2022 دعا رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي الجيلَ القادم لإعداد الجيش لخوض حروب مستقبلية قد لا تشبه حروب اليوم، مؤكداً أن السنوات الـ25 المقبلة لن تكون مثل سابقاتها.

ورسم الجنرال مارك ميلي صورة قاتمة لعالم أصبح أكثر اضطراباً، مع وجود قوى عظمى عازمة على تغيير النظام العالمي. 

وأخبر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الطلاب المتخرجين من الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت أنهم سيتحملون مسؤولية التأكد من أن أمريكا جاهزة.

وذكر ميلي للطلاب العسكريين: "إن احتمال نشوب صراع دولي كبير بين القوى العظمى يتزايد، ولا يتناقص.. مهما كان التقدم الذي تمتعنا به عسكرياً على مدار السبعين عاماً الماضية، فإنه ينغلق بسرعة وستكون الولايات المتحدة في الواقع أمام العديد من التحديات في كل المجالات الحرب، والفضاء، والإنترنت، والقوات البحرية والجوية والبرية".

وأضاف أن أمريكا لم تعد القوة العالمية التي ليس لها منازع، مضيفاً: "يتم اختبارها في أوروبا من خلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وفي آسيا من خلال النمو الاقتصادي والعسكري الهائل للصين وكذلك التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، وفي الشرق الأوسط وإفريقيا من خلال عدم الاستقرار من قِبَل "الإرهابيين".

وبالتوازي مع ما يراه المسؤولون العسكريون في حرب روسيا على أوكرانيا، قال ميلي إن الحرب المستقبلية ستكون معقدة للغاية، مع وجود حرب تتطلب أسلحة دقيقة بعيدة المدى وتقنيات متقدمة جديدة.

وصرح ميلي بأنه ومع تطورات الحرب في أوكرانيا ازدادت الحاجة إلى أنواع مختلفة من الأسلحة، موضحاً أن الأسابيع الأولى ركزت على الأسلحة الدقيقة بعيدة المدى مثل صواريخ "ستينغر" و"جافلين"، ولكن التركيز الآن على المدفعية وزيادة شحنات مدافع الهاوتزر.

وأكد الجنرال الأمريكي أنه على مدى 25 إلى 30 عاماً القادمة، ستستمر الطبيعة الأساسية للحرب وأسلحتها في التغير.

وبين ميلي أن الجيش الأمريكي لا يمكنه التمسك بالمفاهيم والأسلحة القديمة، ولكن يجب أن يقوم على وجه السرعة بتحديث وتطوير القوة والمعدات التي يمكنها ردع أو إذا لزم الأمر الفوز في صراع عالمي. 

وقال إنه سيتعين على الضباط المتخرجين تغيير الطريقة التي تفكر بها القوات الأمريكية وتتدرب وتقاتل، مضيفاً: "كقادة للجيش في الغد، سيقاتل المعينون حديثا بالدبابات والسفن والطائرات الروبوتية، وسيعتمدون على الذكاء الاصطناعي والوقود الاصطناعي والتصنيع ثلاثي الأبعاد والهندسة البشرية".

يتبع..

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

عمر نجيب
كاتب ومحلل سياسي مغربي
تحميل المزيد