قراءة في صراع الأجيال داخل الإدارة الأمريكية وانعكاسه على مصر

عدد القراءات
525

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/25 الساعة 09:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/25 الساعة 14:01 بتوقيت غرينتش

في عام 2016 أصدر مركز راند المموّل من وزارة الدفاع الأمريكية دراسة بعنوان (جيل الألفية: التداعيات على مجموعات الاستخبارات والسياسات)، وتناولت الدراسة بشكل رئيس الآثار المترتبة على وصول أفراد من الأجيال الشابة من مواليد 1980-2004 إلى مناصب قيادية في أجهزة الاستخبارات والمناصب العسكرية والسياسية والنيابية، وانخراطهم في عمليات صنع السياسات، وتحليل المعلومات، وتشريع القوانين مما سيؤثر على شكل العمل داخل الحكومة الأمريكية.

اعتنت الدراسة بهذا الجيل المشهور بجيل الألفية لأنه يختلف عن الأجيال السابقة من عدة مناحٍ، فهو أول جيل يولد ضمن أسر تستخدم الحواسيب الشخصية، وواكب الثورة الرقمية، وهو أكثر تعليماً من الأجيال السابقة من حيث ارتفاع نسب القراءة والكتابة، ويعيش في بيئة منفتحة معلوماتياً فلا يثق تلقائياً بمصادر المعلومات ويميل للتحقق منها، ويميل إلى التشكك تجاه الحكومات؛ إذ تبلغ نسبة ثقته في الحكومة الأمريكية 20% فقط، ويتلقى الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من أي وسيلة إعلامية أخرى، ويفضل التوازن بين العمل والحياة الشخصية مما ينعكس على عدم تحبيذه العمل المكتبي اليومي لساعات طويلة، ضمن جملة أمور تؤثر على طبيعة تواصلهم ومدى قدرتهم على الانسجام مع الأجيال الأكبر منهم داخل الحكومة الأمريكية بما فيها أجهزة الاستخبارات، وهو ما أوضحته استطلاعات رأي كشفت أن 44% فقط من جيل الألفية يرون أن أساليب التحقيق القاسية التي استخدمتها السي آي إيه بعد 11 سبتمبر/أيلول مبررة فيما يرى 60% ممن هم فوق سن الخمسين عاماً أنها مبررة. وبالتالي نوهت الدراسة إلى أهمية دراسة سمات ذلك الجيل، وتداعيات ذلك على أنماط العمل والتوظيف والتواصل بحيث تُوفر له بيئة جاذبة تراعي خصوصياته وتستفيد من مواهبه وقدراته، وتقلل الاحتكاك بين الأجيال بما يخدم المصالح الأمريكية.

 اختلاف الأجيال داخل إدارة أوباما

أجرى مركز راند دراسته المشار لها في نهاية عهد أوباما، وهي حقبة شهدت أحداثاً ضخمة وغير مسبوقة من أبرزها ثورات الربيع العربي. وقد أسهمت الفوارق الجيلية بين أفراد إدارة أوباما في تباين مواقفهم من تلك الثورات، وبالأخص الثورة المصرية، وهو ما تطرق له العديد من المسؤولين الأمريكيين؛ مثل وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس في مذكراته “الواجب”،  وجيتس من مواليد 1943، و”بين رودس” كاتب خطابات أوباما ونائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للاتصالات الاستراتيجية في كتابه (العالم كما هو: ذكرياتي في البيت الأبيض في عهد أوباما)، ورودس من مواليد 1977.

تطرق رودس إلى أنه بعد نجاح ثورة تونس في خلع بن علي، لم يعتقد مجتمع الاستخبارات الأمريكي في البداية أن الاحتجاجات يمكن أن تطيح بحكومات أخرى، لكنه أشار إلى أنه كان مجموعة من الموظفين الشباب في الإدارة الأمريكية مثل مايكل ماكفول، المسؤول عن ملف روسيا في مجلس الأمن القومي، وسامانثا باور مديرة الشؤون المتعددة الأطراف وحقوق الإنسان في مجلس الأمن القومي، أزعجتهم الطريقة الفاسدة التي يُحكم بها الشرق الأوسط، ورأوا أن التظاهرات والاحتجاجات ستزداد، وأن على إدارة أوباما الانحياز لمطالب الشارع لأن استبداد مبارك هو مصدر عدم الاستقرار.

وفي مقابل هؤلاء وقف فريق الشيوخ في الإدارة إلى جانب مبارك، بداية من بايدن نائب الرئيس الذي صرح للإعلام بأن مبارك ليس ديكتاتوراً، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي أصرت على أن نظام مبارك مستقر ومسيطر على الأوضاع، ووزير الدفاع جيتس الذي قال إن الاستقرار يعني بقاء مبارك، فيما تخوفت أجهزة الاستخبارات من أن تأتي الاحتجاجات بالإسلاميين لسدة الحكم.

ويروي رودس كيف أثر هذا الانقسام الجيلي على أول بيان أصدره أوباما بخصوص الوضع المصري في 28 يناير/كانون الثاني 2011، حيث صاغ رودس بياناً تناول الحقوق العالمية للمتظاهرين ودعا الحكومة المصرية إلى احترام هذه الحقوق، والامتناع عن العنف، واتباع طريق التغيير السياسي، ولكن كبار موظفي البيت الأبيض طلبوا من رودس تمرير المسودة على كافة الأشخاص المعنيين بالإدارة لتلقي التعقيبات، وأدت التعديلات التي أجروها إلى إزالة أي كلمة عن حقوق الإنسان والمظالم التي أثارت المتظاهرين مع إبداء التأييد لنظام مبارك، لكن أوباما رفض تلك التعديلات، واستدعى رودس وطلب منه أن يصرح برأيه خلال اجتماعات كبار المسؤولين قائلاً له (أريدك أن ترفع صوتك، لا تتراجع أمامهم لمجرد أنهم المديرون، نحن أصغر سناً)، وأضاف أوباما أنه لو الأمر بيديه لفضّل أن يحكم مصر المدير في موقع جوجل وائل غنيم على أن يحكمها حسني مبارك.

يذكر رودس أنه بعد خطاب مبارك الذي أعلن خلاله أنه سيكمل فترة رئاسته واضعاً خياراً بين الفوضى والاستقرار، وتعهد بالموت على التراب المصري، قرر أوباما بدعم من الشباب في إدارته بأن الوقت قد حان لإخبار مبارك بوجوب التنحي، فاتصل أوباما بمبارك قائلاً له (أنا فخور للغاية بصداقتي معك، أعتقد أنه إذا استمرت عملية الانتقال السياسي لعدة شهور بالتوازي مع وجودك في منصبك، فإن الاحتجاجات ستستمر، وأعتقد أن دورك ودور الجيش سيكونان أكثر صعوبة) فقال له مبارك (أنت لا تفهم ثقافة الشعب المصري، إن مصر ليست تونس، هذه الاحتجاجات ستنتهي قريباً). وعقب المكالمة صيغ بيان أمريكي نص على أن نقل السلطة في مصر يجب أن يبدأ الآن، فيما عارض وزير الدفاع جيتس ووزير الخارجية كلينتون تلك الصيغة، لكن أوباما أصر عليها، ثم قال المتحدث باسم البيت الأبيض لاحقاً حين سُئل عما كان يعنيه أوباما بكلمة “الآن” فأجاب “بدأنا الآن بالأمس”.

ورغم تعليمات أوباما الواضحة، يذكر رودس أن أوباما تلقى في 5 فبراير/شباط مكالمة هاتفية من ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، يستنكر خلالها تصريح المبعوث الأمريكي لمصر فرانك ويزنر الذي أدلى به خلال حضوره مؤتمراً للأمن الدولي في ميونيخ رفقة هيلاري كلينتون، وتضمن القول بأن مبارك ينبغي أن يبقى في منصبه لإتمام عملية التغيير السياسي. وهو تصريح لم يكن يعرف أوباما بصدوره، فطلب من كبار أفراد إدارته اجتماعاً عاجلاً تحدث معهم خلاله بغضب وحدة، وحذرهم من التصرف بعيداً عن توجيهاته.

وإثر تنحي مبارك، قال أوباما لرودس، أحد الأشياء التي سهّلت الأمر بالنسبة لي هو أنني لم أكن أعرف مبارك حقاً، بينما كلينتون وجيتس وبايدن يعرفون مبارك منذ عقود، ربما لو حدثت الاحتجاجات مع الملك الشاب عبدالله بالأردن، لما كان بإمكاني فعل الشيء نفسه.

إن نموذج الخلافات بين الأجيال داخل إدارة أوباما تجاه الموقف من ثورة يناير يوضح مثالاً  للمضمون الذي تناولته دراسة راند حول جيل الألفية ومشاكله مع الأجيال الأكبر، وهو ما ينبغي أن ينتبه له المنخرطون في الشأن العام من أحزاب سياسية وجماعات ومؤسسات، فثقافة الأجيال الجديدة مختلفة، والتعامل معها وفق الأنماط القديمة التي تقوم على التبعية المطلقة واشتراط الثقة دون ما يعضدها من قرائن سيؤدي لصدامات تهدر قدرات الأجيال الشابة ومواهبها، وفي النهاية فإن من يقف ضد الخط الزمني لتطور المجتمعات ستدهسه الأحداث والأوضاع الجديدة التي ستفرض نفسها عليه.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

أوباما فضّل وائل غنيم على مبارك لحكم مصر، وبايدن وكلينتون عارضاه.. صراع الأجيال داخل الإدارة الأمريكية

قراءة في صراع الأجيال داخل الإدارة الأمريكية وانعكاسه على مصر

عدد القراءات
525
عربي بوست
تم النشر: 2022/05/25 الساعة 09:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/25 الساعة 14:01 بتوقيت غرينتش

في عام 2016 أصدر مركز راند المموّل من وزارة الدفاع الأمريكية دراسة بعنوان (جيل الألفية: التداعيات على مجموعات الاستخبارات والسياسات)، وتناولت الدراسة بشكل رئيس الآثار المترتبة على وصول أفراد من الأجيال الشابة من مواليد 1980-2004 إلى مناصب قيادية في أجهزة الاستخبارات والمناصب العسكرية والسياسية والنيابية، وانخراطهم في عمليات صنع السياسات، وتحليل المعلومات، وتشريع القوانين مما سيؤثر على شكل العمل داخل الحكومة الأمريكية.

اعتنت الدراسة بهذا الجيل المشهور بجيل الألفية لأنه يختلف عن الأجيال السابقة من عدة مناحٍ، فهو أول جيل يولد ضمن أسر تستخدم الحواسيب الشخصية، وواكب الثورة الرقمية، وهو أكثر تعليماً من الأجيال السابقة من حيث ارتفاع نسب القراءة والكتابة، ويعيش في بيئة منفتحة معلوماتياً فلا يثق تلقائياً بمصادر المعلومات ويميل للتحقق منها، ويميل إلى التشكك تجاه الحكومات؛ إذ تبلغ نسبة ثقته في الحكومة الأمريكية 20% فقط، ويتلقى الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من أي وسيلة إعلامية أخرى، ويفضل التوازن بين العمل والحياة الشخصية مما ينعكس على عدم تحبيذه العمل المكتبي اليومي لساعات طويلة، ضمن جملة أمور تؤثر على طبيعة تواصلهم ومدى قدرتهم على الانسجام مع الأجيال الأكبر منهم داخل الحكومة الأمريكية بما فيها أجهزة الاستخبارات، وهو ما أوضحته استطلاعات رأي كشفت أن 44% فقط من جيل الألفية يرون أن أساليب التحقيق القاسية التي استخدمتها السي آي إيه بعد 11 سبتمبر/أيلول مبررة فيما يرى 60% ممن هم فوق سن الخمسين عاماً أنها مبررة. وبالتالي نوهت الدراسة إلى أهمية دراسة سمات ذلك الجيل، وتداعيات ذلك على أنماط العمل والتوظيف والتواصل بحيث تُوفر له بيئة جاذبة تراعي خصوصياته وتستفيد من مواهبه وقدراته، وتقلل الاحتكاك بين الأجيال بما يخدم المصالح الأمريكية.

 اختلاف الأجيال داخل إدارة أوباما

أجرى مركز راند دراسته المشار لها في نهاية عهد أوباما، وهي حقبة شهدت أحداثاً ضخمة وغير مسبوقة من أبرزها ثورات الربيع العربي. وقد أسهمت الفوارق الجيلية بين أفراد إدارة أوباما في تباين مواقفهم من تلك الثورات، وبالأخص الثورة المصرية، وهو ما تطرق له العديد من المسؤولين الأمريكيين؛ مثل وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس في مذكراته "الواجب"،  وجيتس من مواليد 1943، و"بين رودس" كاتب خطابات أوباما ونائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للاتصالات الاستراتيجية في كتابه (العالم كما هو: ذكرياتي في البيت الأبيض في عهد أوباما)، ورودس من مواليد 1977.

تطرق رودس إلى أنه بعد نجاح ثورة تونس في خلع بن علي، لم يعتقد مجتمع الاستخبارات الأمريكي في البداية أن الاحتجاجات يمكن أن تطيح بحكومات أخرى، لكنه أشار إلى أنه كان مجموعة من الموظفين الشباب في الإدارة الأمريكية مثل مايكل ماكفول، المسؤول عن ملف روسيا في مجلس الأمن القومي، وسامانثا باور مديرة الشؤون المتعددة الأطراف وحقوق الإنسان في مجلس الأمن القومي، أزعجتهم الطريقة الفاسدة التي يُحكم بها الشرق الأوسط، ورأوا أن التظاهرات والاحتجاجات ستزداد، وأن على إدارة أوباما الانحياز لمطالب الشارع لأن استبداد مبارك هو مصدر عدم الاستقرار.

وفي مقابل هؤلاء وقف فريق الشيوخ في الإدارة إلى جانب مبارك، بداية من بايدن نائب الرئيس الذي صرح للإعلام بأن مبارك ليس ديكتاتوراً، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي أصرت على أن نظام مبارك مستقر ومسيطر على الأوضاع، ووزير الدفاع جيتس الذي قال إن الاستقرار يعني بقاء مبارك، فيما تخوفت أجهزة الاستخبارات من أن تأتي الاحتجاجات بالإسلاميين لسدة الحكم.

ويروي رودس كيف أثر هذا الانقسام الجيلي على أول بيان أصدره أوباما بخصوص الوضع المصري في 28 يناير/كانون الثاني 2011، حيث صاغ رودس بياناً تناول الحقوق العالمية للمتظاهرين ودعا الحكومة المصرية إلى احترام هذه الحقوق، والامتناع عن العنف، واتباع طريق التغيير السياسي، ولكن كبار موظفي البيت الأبيض طلبوا من رودس تمرير المسودة على كافة الأشخاص المعنيين بالإدارة لتلقي التعقيبات، وأدت التعديلات التي أجروها إلى إزالة أي كلمة عن حقوق الإنسان والمظالم التي أثارت المتظاهرين مع إبداء التأييد لنظام مبارك، لكن أوباما رفض تلك التعديلات، واستدعى رودس وطلب منه أن يصرح برأيه خلال اجتماعات كبار المسؤولين قائلاً له (أريدك أن ترفع صوتك، لا تتراجع أمامهم لمجرد أنهم المديرون، نحن أصغر سناً)، وأضاف أوباما أنه لو الأمر بيديه لفضّل أن يحكم مصر المدير في موقع جوجل وائل غنيم على أن يحكمها حسني مبارك.

يذكر رودس أنه بعد خطاب مبارك الذي أعلن خلاله أنه سيكمل فترة رئاسته واضعاً خياراً بين الفوضى والاستقرار، وتعهد بالموت على التراب المصري، قرر أوباما بدعم من الشباب في إدارته بأن الوقت قد حان لإخبار مبارك بوجوب التنحي، فاتصل أوباما بمبارك قائلاً له (أنا فخور للغاية بصداقتي معك، أعتقد أنه إذا استمرت عملية الانتقال السياسي لعدة شهور بالتوازي مع وجودك في منصبك، فإن الاحتجاجات ستستمر، وأعتقد أن دورك ودور الجيش سيكونان أكثر صعوبة) فقال له مبارك (أنت لا تفهم ثقافة الشعب المصري، إن مصر ليست تونس، هذه الاحتجاجات ستنتهي قريباً). وعقب المكالمة صيغ بيان أمريكي نص على أن نقل السلطة في مصر يجب أن يبدأ الآن، فيما عارض وزير الدفاع جيتس ووزير الخارجية كلينتون تلك الصيغة، لكن أوباما أصر عليها، ثم قال المتحدث باسم البيت الأبيض لاحقاً حين سُئل عما كان يعنيه أوباما بكلمة "الآن" فأجاب "بدأنا الآن بالأمس".

ورغم تعليمات أوباما الواضحة، يذكر رودس أن أوباما تلقى في 5 فبراير/شباط مكالمة هاتفية من ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، يستنكر خلالها تصريح المبعوث الأمريكي لمصر فرانك ويزنر الذي أدلى به خلال حضوره مؤتمراً للأمن الدولي في ميونيخ رفقة هيلاري كلينتون، وتضمن القول بأن مبارك ينبغي أن يبقى في منصبه لإتمام عملية التغيير السياسي. وهو تصريح لم يكن يعرف أوباما بصدوره، فطلب من كبار أفراد إدارته اجتماعاً عاجلاً تحدث معهم خلاله بغضب وحدة، وحذرهم من التصرف بعيداً عن توجيهاته.

وإثر تنحي مبارك، قال أوباما لرودس، أحد الأشياء التي سهّلت الأمر بالنسبة لي هو أنني لم أكن أعرف مبارك حقاً، بينما كلينتون وجيتس وبايدن يعرفون مبارك منذ عقود، ربما لو حدثت الاحتجاجات مع الملك الشاب عبدالله بالأردن، لما كان بإمكاني فعل الشيء نفسه.

إن نموذج الخلافات بين الأجيال داخل إدارة أوباما تجاه الموقف من ثورة يناير يوضح مثالاً  للمضمون الذي تناولته دراسة راند حول جيل الألفية ومشاكله مع الأجيال الأكبر، وهو ما ينبغي أن ينتبه له المنخرطون في الشأن العام من أحزاب سياسية وجماعات ومؤسسات، فثقافة الأجيال الجديدة مختلفة، والتعامل معها وفق الأنماط القديمة التي تقوم على التبعية المطلقة واشتراط الثقة دون ما يعضدها من قرائن سيؤدي لصدامات تهدر قدرات الأجيال الشابة ومواهبها، وفي النهاية فإن من يقف ضد الخط الزمني لتطور المجتمعات ستدهسه الأحداث والأوضاع الجديدة التي ستفرض نفسها عليه.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد مولانا
باحث في الشئون السياسية والأمنية
باحث في الشئون السياسية والأمنية
تحميل المزيد