كثيرة هي الأحداث في العالم العربي والجميع بالغرب يراهن على انقسامات داخلية، على طريقة النظرية الشهيرة "فرِّق تسُد"، وفي اعتقاد الغرب أن الانفراد بدولة عربية دون أخرى، وتحديداً فلسطين المحتلة أو القدس عاصمة فلسطين الأبدية هو الحل الأمثل لضمان هيمنته، لكن مثل هذه المراهنات بدأت تفشل في الفترة الأخيرة.
الطفل ريان ووقوعه في البئر كان خبراً إعلامياً كبيراً، والتفاف الوطن العربي والتمنيات له بأن يخرج حياً من البئر كان واضحاً على جميع وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، وجدنا أن العرب متحدون تماماً مع طفل عربي بشكل كان لافتاً للغرب بهذه الوقفة والتعاطف مع هذا الطفل.
وما حدث مؤخراً في فلسطين من اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة كان له أثر إيجابي كبير في الداخل الفلسطيني، فجميع الفلسطينيين ساروا في تشييع جثمانها، وكثير من الفلسطينيين تحديداً، كانت المفاجأة أنها ليست مسلمة بل على ديانة أخرى، لكن الاهتمام بهذا الحدث وضع هذا الأمر جانباً، وكان التفاعل كبيراً جداً من قِبل الفلسطينيين من شتى الديانات، والاحتجاج على هذه العملية النكراء أمام العالم وفي وضح النهار.
وكان واضحاً تفاعل العرب بشكل كبير من أي مشكلة يقع بها أي مواطن عربي، فمثلاً في الأردن فتى الزرقاء، كان له صدى كبير وواسع على مستوى العالم العربي، والتعاطف أيضاً معه، والطفل السوري المختطف ووقوف العرب معه لتحريره، وكثيرة هي وقفات العرب مع العرب في أي حدث يهم المواطن العربي.
كل هذه الأحداث وغيرها الكثير في هذه الفترة جاءت بعد معركة (سيف القدس) ويرى مراقبون أن العالم العربي اتحد أثناء هذه المعركة وسار خلف الفلسطينيين بشكل لافت جداً، والتعاطف مع الطفل ريان وشيرين، كان فشلاً ذريعاً للكيان الغاصب بأن المراهنة على أي انقسام داخلي أو خارجي هو وهم أكيد، وخصوصاً الانقسام الداخلي الفلسطيني الذي يعول عليه هذا المحتل، وكما جاء في وسائل الإعلام بأن الدول التي عانت وتعاني من الربيع العربي كان لها وقفة في هذه الأحداث والتضامن مع العرب برغم جراحها الدامية.
وكما يرى المراقبون فإن العرب يتحدون في أي قضية تهم أو تخص أي مواطن عربي على المستوى الإنساني، أما على المستوى العقائدي فيكون التلاحم العربي أقوى بكثير، حسب رأي الكثيرين، وخصوصاً في القضية الفلسطينية والقدس تحديداً.
هناك وحدة عربية بعيدة عن التطبيع الوهمي الذي يتغنى به هذا الاحتلال أقوى مما هو متوقع، فالعرب أمة واحدة واستراتيجيتهم واحدة ضد هذا الكيان الغاصب، وتحرير فلسطين هو هدفهم الوحيد، فمهما حاولوا زرع فتن داخلية إلا أنها كلها باءت بالفشل.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.