نفخر بتقليد الغرب، نضع عاداتهم وتقاليدهم في أعمالنا الدرامية، بداعي الانفتاح والتعايش والتطور ومواكبة العصر، وبمثل هذه المصطلحات التي أدخلوها إلى ثقافتنا وعالمنا العربي، تطاولوا علينا حتى أصبح التمسك بديننا وقيمنا والجهر بها، يسبب لهم إزعاجاً بالغاً.
بل وصل الأمر للمطالبة بمحاسبة من يتمسك بأحكام دينه الإسلامي إذا تعارض ذلك مع مصالحهم ورؤيتهم.
الحرية التي ينادي بها الغرب دوماً، الانفتاح وتقبل الرأي الآخر والتعايش مع الثقافات المختلفة دون تمييز أو اضطهاد واحترامها في نفس الوقت، ما هي إلا شعارت كذابة خداعة فقط لممارسة ما يفعلون دون أي مساءلة حتى ينكشف أمرهم.
أمرهم العنصري في كبت حرية المسلمين، والتقليل من معتقداتهم، والسخرية من رسولهم الصادق الأمين، في إشارة واضحة منهم إلى احتكار الحرية لمعتقداتهم فقط وليذهب المختلف عنهم للجحيم.
وما جحيم التشهير والتقليل والحملات المدفوعة للنيل منه والمطالبة بمعاقبة وإيقاف إدريسا غانا غاي إلا فيض من غيث.
حملة تشهير ضد إدريسا غانا غاي
انطلقت حملة تشهير ضد اللاعب السنغالي الدولي المسلم إدريسا غانا غاي، لاعب نادي باريس سان جيرمانالفرنسي، عندما رفض بهدوء اللعب بقميص فريقه الذي يحمل ألوان علم المثليين جنسياً "علم قوس قزح"، وبناء عليه تغيب عن مباراة فريقه ضد مونبلييه، والتي أقيمت ضمن منافسات الجولة الـ37 من عمر مسابقة الدوري الفرنسي.
لم يحترم الغرب رغبة اللاعب المسلم ودافعه الذي منعه من ارتداء القميص، ومن ثم عدم خوض المباراة، لم يحترموا أحكام دينه التي تحرم المثلية الجنسية.
إن ما فعله إدريسا غاي هو رد قاطع وصارم وجرأة تحسب له وموقف يستحق منا كل الدعم والمساندة.
وأنا أرى أنه بسبب موقفه هذا أصبح سفيراً للإسلام والإنسانية في العالم أجمع، ومثالاً وقدوة لمشاهير كثيرين قد تخدعهم شهرتهم ومنصبهم، فتجبرهم على التنازل عن مبادئهم وقيمهم في هذه الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فيخشون الجهر والتفاخر بتعاليم دينهم، حفاظاً على مكانتهم وعدم اختلاق أي أزمات تسبب لهم أي مشاكل.
لذلك استحق منا لاعب السنغال، إدريسا غانا غاي، كل الدعم والمساندة.
وبالتدقيق في تصرفات الغرب "الذي ينادي دائماً بالحرية" تجاه المسلمين، في الكثير من دول الغرب، في مقدمته فرنسا، دعونا نتذكر سوياً أزمة البوركيني في شواطئ فرنسا وتعدي الشرطة على المسلمات ومنعهن من ارتدائه.
أزمة النقاب، وقبله الحجاب، ومنع الطالبات والنساء بشكل من ارتدائه والتضييق عليهن بصلافة وعجرفة. وغيرها من الوقائع.
هذا هو الجانب المظلم من مدينة الأنوار، باريس، نجد من يهاجم ويستنكر بل يطالب الاتحاد الفرنسي بمعاقبة إدريسا غانا غاي لتمسكه بتعاليم دينه الإسلام، في رد قاطع يشير إلى أنهم يكيلون بمكيالين، وليس لديهم أدنى فكرة حقيقية عن حرية التعبير وثقافة الاختلاف.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.