استسهال الطلاق! هل بات الجيل الجديد غير مؤهل للزواج؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/05 الساعة 10:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/05 الساعة 10:46 بتوقيت غرينتش
الطلاق- صورة تعبيرية/ رويترز

قرأت على أحد جروبات السوشيال ميديا سطوراً لزوجة، أنقلها لكم كما هي دون أي تدخل : "حالتنا المادية أنا وزوجي بسيطة جدا، ونحن نعيش في الغربة، فمثلا لو عملت أكلة حلوة، اكذب على زوجي وأقوله أنا أكلت منها، علشان يأكل منها حتى يشبع، فهل أخذ ذنب في هذه الكذبه".

وفقاً للسؤال تنتظر الزوجة رداً دينياً على ما طرحته، وهل كذبها على زوجها ذنب تعاقب عليه أمام الله؟ في الوقت الذي نعتصر ألماً على زيادة حالات الطلاق ليس في مصر فقط، بل في الوطن العربي كله، فقد كتب البعض ساخراً على صفحات السوشيال ميديا: "50 ألف حالة طلاق وقعت في شهر رمضان، يعني من يؤذن عليها المغرب وهي على ذمة زوجها تحمد ربنا وتشكره".

قمة الرحمة والإنسانية:

الحقيقة ما جاء في سطور هذه الزوجة هو قمة الرحمة والإنسانية، وتشعر وكأنك تتحدث عن زوجات زمان، وجيل كانت حياته قائمة على العطاء والمحبة، حياة كلها دفء مشاعر واحترام بين الزوج والزوجة، الحفاظ على قواعد البيت، أكله وشربه وراحته ونومه وملابسه النظيفة وشاي العصاري ودعواتها وهو يتحرك للعمل، واستقباله وهي سعيدة ومبتسمة وسرعة تجهيز احتياجاته ومتطلباته.

6 حالات طلاق من 10 زيجات:

صدمتني سطورها، وأنا أقرأ وأتابع إحصائيات تشير إلى ارتفاع معدلات الطلاق، فما بين كل 10 حالات زواج، هناك 6 حالات طلاق، للأسف أرقام تبشر بانهيار مجتمعي، وكسر لأجيال قادمة، ستخرج للحياة أباً في مكان وأماً في مكان آخر، أجيالاً مشردة بين محاكم الأسرة والانتظار في قضايا الرؤية، قوانين تفتقد لكل معاني الإنسانية، وتجبر الجميع على العبث بمستقبلهم، ممثلاً في النفقة والأثاث والحضانة والرؤية وغيره كثير.

ما يأتي بدون تعب يذهب:

يجب أن نعترف بأن الأجيال الحالية باتت غير مؤهلة للزواج، أغلبهم خرجوا للحياة ووجدوا جزءاً كبيراً من الاحتياجات موجوداً، الأسر الآن تقتل نفسها مادياً، حتى توفر شققاً لزواج أبنائها، أو تجهز بناتها، أو تساعدهم في المعيشة، وللأسف هو سلاح ذو حدين، فمن المفترض أن تُهيأ حياة مستقرة سهلة، لكن في أغلب الأحيان، ما يأتي بدون تعب يذهب بلا تعب، أضف إلى كل هذا تحول الزواج إلى مشروع تجاري، كل طرف داخل وعينه على المكاسب، مكان جيد وشقة فخمة، وطرف آخر عينه على الأثاث والمؤخر وخلافه.

ضبط الخلافات والعناد والندية:

أضف إلى كل هذا عدم وجود أب وأم قادرين على ضبط الخلافات، فمع أول خلاف ينشأ في السنوات الأولى- وهذا طبيعي لاختلاف طباع كل طرف، ولأنها حياة مختلفة عن كل ما سبق-، فلا يمدان أيديهما للتوضيح والتعامل الإيجابي مع المشكلة، بسرعة يكون العند هو السائد، والندية هي الوسيلة وافتقاد كل ملامح الرحمة بدءاً من الخلاف الذي يعرفه القاصي والداني والانتهاء بالطرد من الشقة أو قفل الأبواب وغيره.

مؤهلات الزواج شهادة صحية:

الحياة رحمة، وقدرة على التعايش مع المشاكل التي تكون جديدة على كل زوج وزوجة، المسألة أب وأم، هما جزء من معادلة الحياة الهامة مع السنوات الأولى، والكرامة الحقيقية في الحفاظ على كيان الأسرة وعدم اللجوء للانفصال، لأنه بالتأكيد جزء ممن يدفع الثمن الأولاد. المجتمع المدني له دور، والتعليم أيضاً له دور، والتدريب على السلوك له دور، والأب والأم والأسرة لهم دور، وتأهيل ما قبل الزواج له دور، ولكن كيف يتم كل هذا وفق برنامج كامل ومسؤولية كاملة؟ ونحن قد اختصرنا مؤهلات الزواج في مجرد شهادة صحية بـ خمسين جنيهاً عليها صورة الزوج والزوجة لتقدم للمأذون ضمن أوراق إثبات حالة.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

هشام زكريا
كاتب مصري
تحميل المزيد