مضاعفة الرواتب والحوافز بجانب الهبات والعطايا لشريحة معينة مميزة في الدولة المصرية، في الوقت الذي يُضيَّق فيه على غالبية الشعب المصري مالياً بجانب رفع الدعم عن السلع الرئيسة للمحتاجين؛ هو نوع من أنواع الفساد.
استئثار رجال النظام، وهم قلة قليلة من الشعب بمعظم ثروات البلاد، وتجريف موارد الدولة لهم ولأولادهم ولأحفادهم، بجانب الاستحواذ على مناصب الدولة العليا والمهمة والرفيعة لهم فقط ولأولادهم؛ وجه من أوجه الفساد!
حرمان العامة من المواطنين من حقهم في اعتلاء المناصب المهمة في أجهزة الدولة الأمنية والقضائية والمالية، وشغل الوظائف التي تناسب خبراتهم ومؤهلاتهم؛ وجه من أوجه الفساد!
غياب قضاء عادل، منجز ورادع، والبعد عن صريح القانون وروحه، وعدم تطبيق معايير حقوق الإنسان الدولية؛ هو وجه من أوجه الفساد!
انتشار أعمال النصب والتحايل على المواطنين؛ وجه من أوجه الفساد!
استغلال فقر المواطنين وسذاجتهم؛ وجه من أوجه الفساد!
إهمال القطاعين الأساسيين في الدولة: الزراعة والصناعة؛ وجه من أوجه الفساد!
حرمان الفقراء من الشعب من الرعاية الصحية؛ وجه من أوجه الفساد!
عشوائيات في المباني والصرف الصحي ومياه الشرب والمواصلات والخدمات (إهمال البنية التحتية للدولة)؛ وجه من أوجه الفساد!
حرمان الشعب المصري من تعليم وبحث علمي جيدين، وعدم رعاية المتميزين والمتفوقين منهم؛ وجه من أوجه الفساد!
تصنيف الشعب وتقسيمه إلى شعبين، وزرع الفتن فيما بينهما، وتحريض بعضه على بعض؛ وجه من أوجه الفساد!
قمع الحريات، وتكميم الأفواه، وتلفيق التهم، وإلصاق الإرهاب بشريحة من المصريين لمجرد إقصاء الخصوم السياسيين للسيطرة على الحكم وعلى الدولة؛ وجه من أوجه الفساد!
رعاية العنف وانتشاره، وقتل المصريين أياً كانوا، مدنيين أو شرطة أو عسكريين، ونشر البلطجة والسطو المسلح، والبعد عن القانون والدستور؛ نوع من أنواع الفساد.
اختيار شخص وتبجيله، وعمل هالة ضخمة حوله، وصنع فرعون منه، بدلاً من اختيار برنامج اقتصادي إصلاحي متكامل، وبناء نظام مدني ديمقراطي سليم لا يرتبط بأسماء أو أفراد؛ وجه من أوجه الفساد!
قلب النظام وإعلامه للحقائق، بجعل المعتدي المحتل للأرض هو الصديق، والمعتدى عليه والمسلوبة أرضه وحقوقه هو العدو، ومحاولة إلصاق تهمة الإرهاب به؛ هو وجه من أوجه الفساد!
تدمير البيوت وتهجير سكانها، وتجريف الأراضي بدلاً من إعمارها بحجة محاربة الإرهاب؛ وجه من أوجه الفساد!
فهل لنا أن ننهض ضد الفساد، لنغير حاضرنا وماضينا، من أجل صنع مستقبل أفضل لنا ولأولادنا وأحفادنا، ومن أجل غد مشرق خالٍ من الفساد؟
لا أقصد هنا تغيير أفراد بعينهم، ولكن تغيير نظام بأكمله آثر على نفسه الفساد ونشره وغرسه بوصفه ثقافة في المجتمع المصري، فابتلعه الفساد بغير رجعة!
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.