الحياة صعبة رغم سهولتها عند البعض؛ لأنها ببساطة لا تخلو من المشاكل والعوائق والشهوات، وتزداد صعوبتها عندما تبتسم لنا؛ لأننا داخلياً نشعر بالخوف، ونتساءل: هل هذا فخ لنا أم أنها حقاً تجازينا بعد صبرنا على قسوتها؟ هناك مَن يرى الحياة سهلة، لكنه مخطئ، فهي ليست سهلة، وعليه الاحتراس منها.
يختلف الناس فيما بينهم في طريقة مواجهتهم لصعاب الحياة أو طريقة العيش في هذه الحياة، هناك أشخاص شُجعان لا يخافون منها ولا من صعابها أو فخاخها، وهناك ساذجون لا يفكرون في العواقب حتى لو كانوا شجعاناً، وشجاعتهم هذه قد تجعلهم يتجرعون المرّ طوال حياتهم حتى ولو كانوا على حق.
وهناك نوع آخر من الناس ذكي جداً لا يخطو خطوة إلا إذا درسها جيداً وفكّر في عواقبها، وهذا النوع من الناس سيمر عليهم كل مرّ دون أن يصيبه ضرر إلا إذا كان قدراً.
وهناك نوع آخر من الناس يتصف بالغباء والحماقة، لدرجة أنه حتى وإن صفعته الحياة عدة مرات سيظل يرتكب نفس الأخطاء، ويرمي نفسه للتهلكة دائماً دون إعمال لعقله، وهذا النوع من الناس سرعان ما يتعب نفسياً، ويكره الحياة بسبب كثرة الطعنات الموجهة له.
كثير منا يبحث عن الحل النهائي لتوقف المشاكل، لكن للأسف المشاكل ليس لها موعد محدد ولا سبب معين، قد تخرج من بيتك سعيداً لتعود إليه باكياً من مشكل ليس لك دخل به، وهذا أمر عادي ويحدث مع الجميع؛ لأنه كما سبق أن ذكرت سابقاً المشاكل ليس لها سبب معين، ولا موعد محدد، ولا حتى مكان خاص، وبدل إجهاد أنفسنا في البحث عن طريقة لإيقاف المشاكل، يجب أن نبحث عن طريقة مثالية أو ذكية تجعلنا نستطيع أن نصبر على المشاكل أو نتصدى لها دون أن نتضرر أو أن نتعب، ومن بين أفضل الطرق التي تجعلنا نتصدى للمشاكل أو نصبر عليها دون أن نتضرر هي أن يتصف الشخص بمجموعة من الصفات تجعله يعيش الاستقرار في هذه الحياة رغم صعوبتها، وهذه الصفات هي:
– التحلي بالقناعة والإيمان بقضاء الله وقدره.
– الابتعاد عن كل شيء لا يخصنا ونرى فيه مشاكل لنا.
– حل المشاكل في هدوء تام.
– عدم التعصب أو الغضب؛ لأن الغضب يُعمي البصيرة والحكمة ويذهب التفكير.
– حاول دائماً أن تعيش ببساطة، وأيضاً ابتعد عن الأفكار التي تهوّل الأمور.
– استعمل عقلك دائماً قبل قلبك، لا تنجرّ وراء عاطفة ولا وراء أحقاد.
– قبل اتخاذ أي قرار فكّر عدة مرات في عواقب ما ستقوله أو ما ستفعله، ولا تكن متسرعاً.
– ابتعد عن الأشخاص الذين يفتعلون المشاكل أو كثيري المشاكل.
– خذ دروساً من المشاكل التي مرَّت عليك سابقاً، ولا تكُن ساذجاً تكرر نفس الأخطاء دائماً.
إن اتصفت بهذه الصفات ستكون شخصاً مميزاً وتستطيع مواجهة الحياة.
رغم صعوبة الحياة، فإنها جميلة؛ لهذا علينا أيضاً ألا نحرم أنفسنا من السعادة، وأن نحاول الصمود والوقوف من جديد كلما أسقطتنا الحياة، وألا نصب كل اهتمامنا على المشاكل فقط، بل هناك أمور أخرى يجب علينا الاهتمام بها ألا وهي البحث عن السعادة والنجاح، ولا دخل للمشاكل في قلّة سعادتك أو عدم نجاحك، بل يعود سبب ذلك لاهتمامك الزائد بالمشاكل، وإدخال نفسك لبحر الهموم والمتاهات الوهمية، وعدم تركيزك على السعادة أو السبل إليها.
لا يوجد شخص في هذا الكون لم يمر على المشاكل، بل بالعكس الناجحون والمميزون يمرون عليها بكثرة في حياتهم، خاصة عندما يخطّون طريق النجاح، لا يوجد شيء سهل المنال في هذه الحياة، وإن كان هناك شيء سهل المنال فإنه غير دائم أو شيء عادي؛ لذا عليك دائماً أن تتذكر أن هذه الحياة صعبة فتوقع منها كل صعب، لكن لا تصعّب الأمور على نفسك رغم صعوبتها، حاول أن تحصل على الأمور التي تحبّها، وحاول أن تصل لطموحاتك.
عندما لا تصل لما تريده، لا تفشل ولا تمل من محاولة التجربة مرة أخرى، وأخبر نفسك داخلياً أنه ربما هذا الأمر لم يكتب لك، أو أن موعده لم يحِن بعد في حياتك، ففي الأخير كل شيء بيد الله، ثم أعِد النهوض من جديد وحاول تعويض ما فاتك ودراسة ما حدث لك سابقاً من حيث خطواتك وتفكيرك وطريقتك في السعي وراء ما تريد؛ لأنه في بعض الأحيان أفكارنا غير الصالحة أو طريقتنا في التصرف هي سبب فشلنا، حتى المشاكل أو صعاب الحياة لا دخل لها في فشلنا، فلو كان الشخص قوي الإرادة وصاحب أفكار نيرة ومهتماً بهدفه أكثر من شيء آخر لوصل لما يريده، ولنجح حتى لو كان يمر بأصعب لحظات حياته.
يقال إن أجمل الزهور تنمو في الظروف القاسية، ويقال إن بعض المشاكل حكمة إلهية الغاية منها دفع الشخص لنجاح أو لخير؛ لهذا على الشخص قبل أن يكره حياته أو نفسه بسبب صعوبات الحياة، وقبل أن يضغط على نفسه أو يخسرها، عليه أن يفكر بعقلانية وهدوء.
وفي النهاية.. نهاية كل فرد منا هي الموت، فلنعِش حياتنا باحثين عن كل ما هو مفرح، ولنترك كل ما هو محزن.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.