لا دول إسلامية تدعمهم ولا رؤساء يقفون بجانبهم.. المرابطون في الأقصى يدافعون عما تبقى من كرامتنا

عدد القراءات
563
عربي بوست
تم النشر: 2022/04/18 الساعة 10:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/18 الساعة 10:25 بتوقيت غرينتش
الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأقصى

استمر الجهاز الأمني الإسرائيلي والمستوطنون في استباحة المسجد الأقصى في ليالي رمضان المباركة، وتصدى لهم كما جرت العادة المرابطون الفلسطينيون في رحاب الأقصى المبارك الذين حباهم الله تعالى بهذا الشرف العظيم فهم الصادقون في عهدهم. 

غاب الموقف الرسمي للدول الإسلامية عن تقديم الدعم والعون لإخوانهم في الدين من أصحاب الحق والذين يدافعون عن حرمات المسلمين وما تبقى من كرامة مستباحة، وسط انحياز العالم الغربي الذي يتبجح بشعارات حقوق الإنسان والحيوان والمرأة والمثليين وأوكرانيا، وغيرها من شعارات كاذبة ليست قائمة على مبادئ حقيقية، إنما في حقيقتها تبحث عن مضاعفة الثروات وتعزيز اقتصادات الدول الامبريالية وإفقار باقي شعوب الأرض وتغمض الأعين عن حقوق الشعب الفلسطيني في وطنه وعلى أرضه المحتلة.

المرابطون الفلسطينيون يواجهون وحدهم يومياً غطرسة الاحتلال ولا ينتهي يوم إلا وقد قدمت فلسطين مئات المصابين والمعتقلين في مواجهة مرتزقة من اليهود "السفرديم" من أفارقة وعرب وشرقيين بشكل عام، ينفذون أوامر أسيادهم ذوي الشعر الأشقر والعيون الزرقاء والبشرة البيضاء الفاتحة من يهود "الأشكيناز" أو يهود الغرب الذين جاءوا من أوكرانيا وبولندا وروسيا وغيرها من دول أوروبا وهم ثملون في أغلب الأوقات، ومنهم جماعة الهيكل التي تقوم بذبح القرابين في الأقصى أطهر بقاع الأرض وتنجيسه بقذارتهم.

ومن المؤسف حقاً أن يغيب دعم العالم العربي والإسلامي وهم أهل للقضية متجاهلين أخوتهم في الدم والدين، بل وتنتشر صور سفرائهم في الكيان المحتل وهم يتناولون إفطار رمضان على موائد القادة الإسرائليين وتتصدر ابتساماتهم وسائل الإعلام عل وعسى أن يكتسبوا رضا العم سام عنهم محافظين بذلك على كراسيهم.

المشهد اليومي في فلسطين يمكن رؤيته من عدة زوايا، أهمها العزة والشموخ والشجاعة التي يجسدها رجالنا وحرائرنا في كل بقعة من فلسطين، حيث عملت حرائر فلسطين وبجهود تطوعية على تجهيز المسجد الأقصى لاستقبال الشهر الفضيل كما جهزن بيوتهن، كما يقمن بمسح وتنظيف الساحات والأرصفة وداخل المسجد الأقصى بكل تفاصيله على مدار أكثر من ليلة، حتى دخل الشهر الكريم بحلته البهية على فلسطين، كل فلسطين، ليس ذلك فحسب، فشباب فلسطين أيضاً أحسنوا استقبال الشهر الفضيل وسددوا الضربات الموجعة للمحتل في قلب الأرض المحتلة وجنوبها وشمالها.

الغاية بعيدة المدى مما يفعله الإسرائيليون بحماية من جنودهم هي هدم المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم، وبطريقتهم يمر المخطط بعدة مراحل زمنية منها ما يبحثون عنه في هذه المرحلة من تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً حتى يصبح الموضوع مقبولاً مستقبلاً كما حدث في الحرم الإبراهيمي بحيث يتم تخصيص أوقات للمسلمين وأوقات لليهود، وهذا يمهد للخطوة التالية وهي تمكين اليهود ومنع المسلمين من الصلاة في الأقصى حتى يتم الوصول لمرحلة الهدم لا قدر الله تعالى.

لذلك فمن المؤكد أن المرابطين يحتاجون لنصرتهم بكل الطرق المتاحة من أشكال الدعم سواء بالجهاد بالنفس أو المال وحتى بالدعاء، فنحن مؤمنون بالله تعالى ومن مظاهر إيماننا به الدعاء، فهو القوي الجبار، ونسأل الله تعالى أن ينزل على الاحتلال عجائب قدرته قبل أن يتمكنوا من الأقصى العزيز على قلوبنا، وما النصر إلا صبر ساعة.

الكيان المحتل جبان ولا زالت صواريخ القسام في ليالي رمضان الماضي شاهد حي ماثل للعيان، وكيف لهث قادة الاحتلال خلف أمريكا ومن ثم توكيل مصر من أجل إيجاد صيغة لوقف تلك الحرب، رغم أنها غير عادلة من حيث القوة العسكرية، حيث تمكن رجال المقاومة من النصر لأنهم يدافعون عن عقيدة وقضية بعكس المحتلين المخمورين في حانات تل أبيب ممن لا يمتلكون مبدأ أو قضية يدافعون عنها بقدر ما هم باحثون عن تحسين حياتهم المادية، وأحد الشواهد على ذلك هي أن غالبيتهم الساحقة جاءوا كما يعلم الجميع من بلاد مشبعة بالفقر والفساد من أوروبا الشرقية وإفريقيا وبعض الدول العربية.

وفي الختام نجدد عهدنا للمرابطين من خلال عقيدتنا ونستمدها من كلام الحبيب المصطفى محمد ﷺ أكبر وأفضل دعم لأهلنا المرابطين: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم؛ إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله، وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس".

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علي أبو صعيليك
كاتب أردني
كاتب أردني
تحميل المزيد