صدر أخيراً بيان لوزارة الخارجية الجزائرية يتهم فيه المغرب بقتل مدنيين على الحدود المغربية الموريتانية وحدود دولة ثالثة، يقصد "البوليساريو".
وكالعادة آثرت وزارة الخارجية المغربية الصمت إزاء هذا الاتهام الجديد والذي لا يعدو أن يكون كسابقه من باقي الاتهامات من وجهة نظر المغرب.
الجزائر والكركرات
منذ أعلن المغرب عن تنفيذ حملة عسكرية محدودة لطرد "الميليشيات" التي أغلقت المعبر البري الوحيد بين المغرب وموريتانيا، وإعادة سريان معبر الكركرات وتوسيع الحاجز الرملي لحماية المعبر والأراضي المغربية والآلة الإعلامية الجزائرية في محاولات لتوريط المغرب في حرب مع "البوليساريو". الأمر الذي لم يتم رغم إعلان البوليساريو إنهاء اتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991.
حرائق الجزائر
انطلقت الحرائق الغابات في عدة دول في العالم من بينها تركيا وفلسطين ولبنان والجزائر والمغرب، لكن الحدث الغريب في حرائق الجزائر أن تخرج وزارة الخارجية الجزائرية ببيان إتهام للمغرب بإشعال الحرائق في الجزائر وهو الشيء غير المنطقي ولا دليل عليه.
الملك ورشاد
عادت الجزائر مرة أخرى بصك اتهام جديد للمغرب بدعم لمشروع "جمهورية القبايل" وجمعية "رشاد" وهو ما رفضه المغرب بل واعتبر الملك في خطاب له أن أمن الجزائر من أمن المغرب، ولن يكون المغرب هو الجار الذي يمس الجزائر بسوء بل قدم دعوة لنسيان خلافات الماضي وفتح صفحة جديدة.
قطع العلاقات مع المغرب وإغلاق المجال الجوي
رغم حسن النية التي أبداها المغرب ملكاً وحكومة وشعباً، أخذ حكام الجزائر قرارهم بقطع العلاقات مع المغرب وسحب السفير الجزائري من الرباط بل وزاد عن ذلك إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات المغربية.
مقتل 3 مواطنين
النظام الجزائري يتهم رسمياً المغرب باستهداف مواطنين جزائريين بأسلحة "جد متطورة" في إشارة إلى الطائرات المسيرة. البيان الجزائري نفسه اعترف أن "القصف" لم يتم داخل تراب الجزائري ولا تراب موريتانيا بل داخل أراض مغربية "الصحراء الغربية" أو لنقل أراضي متنازعاً عليها، حسب بيانات هذا الأخير الذي يؤكد قصف المحبس وبئر الحلو وغيرها من هذه المناطق.
ماذا بعد؟
ويطرح السؤال الأهم: ماذا تفعل شاحنات جزائرية وإن افترضنا حسب بيان وزارة الخارجية الجزائرية أنها قافلة تجارة في منطقة نزاع مسلح حسب بيانات جبهة البوليساريو وتقارير الإعلام الرسمي الجزائري.
من يدفع بأبناء الجزائر إلى منطقة ملغومة تدور فيها حرب بين المغرب وجبهة البوليساريو حسب الإعلام الرسمي الجزائري؟
من يسعى إلى زيادة مشاعر الحقد والكره ومحاولة خلق عدو للجزائريين، هذا الذي ردت عليه جماهير فريق الرجاء البيضاوي في لقاء الرجاء ووفاق سطيف، وجماهير الوداد في لقاءاتها ضد اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل.
فمن لا يعرف الشعبين المغربي والجزائري عليه أن يقف على معبر زوج بغال ويشاهد كمية المشاعر والمحبة بينهما، عليه أن يحضر إلى مباريات الأشقاء بين الاتحاد والمولودية والشبيبة والوفاق والرجاء والوداد وبركان، عليه أن يجلس معهم على موائد الإفطار في رمضان وهم مجتمعون في الغربة متحابون لا يهتمون لا لبيانات فلان ولا علان. لا تنخدعوا بالذباب الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي فما يجمع الشعبين أكثر من أن يكتب أو يروى.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.