لا يستطيع أي إنسان الاستغناء عن دور المرأة في حياته، فالمرأة فن ولغة استثنائية، تفننت في كثير من أمور الحياة للتعبير عن أفكارها، وتسعى أن تكون موضع تقدير لجمالها وقوتها النفسية والعاطفية.
لكنها دائماً ما كانت ضحية للعنف والانتهاكات، ورغم استمرار الدعوات المتواصلة لوقف العنف والاضطهاد ضدها في العالم، وتجريمه قانونياً في معظم البلدان، يتزايد مستوى العنف ضد النساء والفتيات في الصومال بصورة واضحة، أكثر من 80% من نسوة الصومال يتعرضن للعنف والانتهاكات، بحسب تقرير للأمم المتحدة.
يوضح التقرير أن وضع المرأة الصومالية يصنف ضمن الأوضاع المروعة والمخزية، وذلك بازدياد الانتهاكات في حقها وما يتعرضن له من أشكال العنف المختلفة واستغلال لضعفهن وخصوصاً اللاتي يقطن داخل مخيمات النازحين. وحتى اللواتي يتمتعن بمناصب عليا ويقمن بالمشاركة في القرارات السياسية يتعرضن لأشكال مختلفة من العنف كضابطة المخابرات الصومالية المفقودة إكرام تهليل، وكذا وقضية اغتيال النائبة البرلمانية آمنة محمد التي تعمقت بالتحديد في هذه القضية وكانت تسعى لتحقيق العدالة لعائلة المفقودة.
تتراوح أشكال العنف ضد نساء الصومال من العنف الجنسي للجسدي، والتمييز، التحيز، التنمر، التعنيف، الاضطهاد، وكذلك التحرش اللفظي والجسدي.
إن المرأة الصومالية لوحة مغبرة باهتة لا يهتم ويعتني بها أحد. تناضل من أجل إثبات قيمتها، لكن آمالها بتحقيق مستقبل أفضل لها ولمجتمعها تتحطم كل يوم على صخور الأزمات والنزاعات القائمة في البلاد التي لا نهاية لها.
هذه الأزمات السياسية والاقتصادية تنعكس بشكل واضح على مستوى العنف القائم ضد النساء والفتيات وقلة مشاركتهن السياسية والمجتمعية، حتى أصبحت أدوارهن شكلية وهامشية. لذلك وجب حماية المرأة وزيادة مساهمتها، وأول طريقة لتحقيق ذلك هو توعية المرأة بحقوق المرأة وتحقيق العدالة وكرامة العيش والمساواة للجميع. وقبل ذلك فتح باب المشاركة لها في جميع مجالات الحياة الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، المهنية، حتى تؤدي دورها في المجتمع بشكل فعال وآمن. فلأسباب اقتصادية صعبة، خرج العديد من النساء إلى سوق العمل وأصبحن معيلات لأسرهن وحافظن على قيم مجتمعهن وعاداتهم وتقالديهم. وكذلك تشكيل منظمات وهيئات للدفاع عن حقوق المرأة وضمان حقوقهن وكسر الصور النمطية السائدة التي تحد من دورها في المجتمع الصومالي.
تستحق كل امرأة الحصول على فرص أفضل وأكثر أماناً لضمان حياة أفضل لها ولأسرتها، وكذلك يجب حماية كل امرأة من مظاهر العنف المنتشرة بالبلاد، وحمايتها من الذين يستغلون ضعفها وقلة حيلتها وذلك بزيادة أعداد رجال الشرطة النساء، وخصوصاً في مخيمات النازحين. وكذلك توفير خدمات الصحية الضرورية لهم وتحقيق مساواة في التعليم بين الجنسين وضمان المشاركة السياسية للمرأة.
في الأخير، المرأة الصومالية لها الحق في الحصول على فرصة الانخراط مع نساء العالم والوطن العربي في أشكال متنوعة من النشاط السياسي والاجتماعي والعمل الأدبي والصحفي، وأن يكنّ ناشطات سياسيات وعضوات في منظمات الحقوقية والمجتمع المدني لضمان مستقبل أفضل لنساء وفتيات الصومال.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.