4 أشياء نملكها لكن لا نشعر بقيمتها.. لماذا قل شعورنا بالامتنان للنعم الإلهية؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/04 الساعة 11:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/04 الساعة 11:31 بتوقيت غرينتش

في زحام الدنيا، لا ينظر الإنسان إلى ما حظي به من النعم، إن شعر بها من الأساس، ولا يهتم إلا بما ينقصه. فالفقير ذو الولد والصحة ينظر لأولاده وصحته على أنها أشياء مُسلّم بها قد ضمنها ولا يفكر إلا في المال الذي ينقصه، مع العلم أنه يرى ليلاً ونهاراً ملايين البشر الذين ينفقون أموالاً طائلة لعلاج مرض ألم بهم. ومع أن الكلام في هذا الصدد قد يبدو مستهلكاً إلا أنه يظل دائماً باباً من أبواب الرضا بقضاء الله، وهو جزء من الإيمان، وباباً لنبذ الضغينة بين البشر الذين وزَّع الله عليهم نعمه المتنوعة ليلجأ بعضهم لبعض لا ليحسد كل منهم غيره على نعمة حرمه الله منها. وهنا سرد بسيط لنعم قد لا يتخيل الإنسان أنها نعم، ولا يشعر بها على وجه اليقين إلا حال غيابها أو -لا قدر الله- الحرمان منها. 

المشي نعمة 

قد تبدو القدرة على المشي أمراً تافهاً لدى الكثير من الناس، لكنها في الحقيقة من أجلّ النعم، فيها يقضي الإنسان حاجته دون أن يحمله أو يحركه أحد، وبها يقضي حق الله في المشي للصلوات في المسجد، ومن خلالها يتسوق لأسرته أو يقدم الرعاية لوالد أو والدة. وكل هذه "المشاوير" مستحيلة لو غابت القدرة على المشي، وكلها تعد من الأعمال الصالحة لو انتوى الإنسان قضاءها إرضاءً لله. 

البيوت "المكركبة" نعمة 

تصاب الأمهات بالإحباط جراء "الكركبة" التي لا تكاد تفارق البيوت رغم جهد الأمهات الكبير في التنظيف والترتيب. ولكن هؤلاء الأمهات أنفسهن يغلب عليهن الحنين لهذه الكركبة ويشعرن أنها نعمة لا يقدرنها إلا عندما يترك الأولاد البيت، كل مع زوجه أو زوجته، ويخلو البيت من الضوضاء وتظل البيوت مرتبة ونظيفة لكنها تصير خالية من الروح. 

الفراغ نقمة لا نعمة 

قد يشعر كثير من الرجال بتعب وإرهاق بسبب المسؤوليات الكثيرة الموزعة على العمل والبيت والأقارب والأصدقاء والجيران. ومن بين هذه المسؤوليات -بجانب مسؤوليات العمل- على سبيل التمثيل لا الحصر زيارة مريض قريب أو حضور جنازة أو المجاملة في فرح أو قضاء مشوار في هيئة حكومية أو تكملة أوراق لطفل في مدرسة.. إلخ. كل هذه المسؤوليات نعمة لا يشعر بها إلا من حُرَم نعمة الأهل أو الأسرة أو الأصدقاء أو المعارف أو الجيران. فمن حُرَم كل هذه لن يكون مسؤولاً عن شيء، وسينظر لوقته على أنه لا قيمة له، بل وسيشعر بأنه هو نفسه لا قيمة له. فما قيمة من لا يخدم غيره أو يؤدي عملاً نافعاً؟   

العوز نعمة 

قد لا يلجأ كثير منا لله إلا في حالة العوز، كعوز الصحة حال المرض وعوز المال حال الفقر وعوز راحة البال حال الشك. وكل هذه الأحوال الصعبة اختبار للإيمان لا يَثْبت فيها إلا المؤمن الذي يلجأ أولاً لله قبل البشر التماساً لحل إلهي. فإن جاء الفرج من الله، انفرجت الأسارير وتبدل حال الإنسان وزاد إيمانه. وإن تأخر الفرج وبقي الإيمان، زاد الأجر، وفي كل نعمة. أما من أُوتي كل شيء، فلا يجد -غالباً- سبباً قوياً للجوء لله، مع أن لديه كل الأسباب لشكره سبحانه وتعالى.

الحقيقة أننا نعيش في فيض من النعم التي لا نشعر بها. فإما إننا منعمون بنعمة مثل الصحة أو المال، وإما منعمون بفقدها الذي يجعلنا نلجأ لله لنلتمس النعمة أو طلباً للتخفيف من نتائج الحرمان منها. وهذا هو حال المؤمن الذي يرى المنحة في المحنة والعطاء في الحرمان، فإن أُعطي رضي وفاز بالعطاء، وإن حُرَم صبر وفاز بأجر الصبر.

فاللهم أعطنا وارزقنا شكر العطاء، وإن حرمتنا فارزقنا الصبر؛ حتى إن فاتنا أجر الشكر لم يفتنا أجر الصبر، وفي كل خير. 

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

سعودي صادق
كاتب ومترجم مصري
كاتب ومترجم مصري
تحميل المزيد