"جميل جميل المغازي".. كان هذا الاسم مألوفاً في فترة التسعينيات عندما كان يزين الكليبات الغنائية لبعض نجوم تلك المرحلة، ورغم اعتيادنا على مشاهدة الاسم فإن صاحبه لم يكن يعتبر من المخرجين المتألقين في عالم الفيديو كليب مثل المخرج السينمائي طارق العريان، على سبيل المثال.
وبعدما انتهى عصر الفيديو كليب وأصبح تصوير المطربين لأغانيهم في زمن مواقع التواصل الاجتماعي بتلك الطريقة مجرد "تحصيل حاصل"، ظهر اسم جميل المغازي على السطح مرة أخرى، وحدث خلط بين جميل جميل المغازي، مخرج الفيديو كليب، ووالده جميل المغازي الذي كان يعمل موظفاً في ماسبيرو ومنتج برامج تلفزيونية.
ينشر جميل المغازي من خلال صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك فيديوهات أرشيفية لفنانين كانوا نجوماً لامعة في بداية عصر الفيديو كليب، وهم في مواجهة مفيد فوزي، ذلك الشخص الذي اشتهر في الماضي بجملة "أنا لست مذيعاً، بل محاوراً".
شاهدنا في تلك الفيديوهات نجوماً من أكبر النجوم في عالم السينما والمسرح والغناء، مثل أحمد زكي وفؤاد المهندس وسهير البابلي وسناء جميل وعادل إمام، وحتى عمرو دياب، الذي لا يحب الظهور في البرامج ظهر مع مفيد فوزي ثلاث مرات، وليس مرة واحدة أو حتى مرتين.
تكرر أمامي على موقع فيسبوك ظهور لعددٍ من تلك الفيديوهات على صفحة جميل المغازي، مع وصف يقول إن فناناً معيناً يُحرج مفيد فوزي، وهو في الحقيقة ما كان يثير فضولي -كآخرين- لمشاهدة الفيديو، وفي كل مرة أشاهد فيها مفيد فوزي يطاردني سؤال واحد: كيف أصبح مفيد فوزي نجماً تلفزيونياً دون أن يمتلك أدنى قدر من مهارات المذيع (أو المحاور)؟
دائماً ما أشعر بالاستياء من طريقة مفيد فوزي، الذي يصيب ضيوفه بالارتباك، بالإضافة إلى اقتحام حياتهم الشخصية، والتدخل في أمورهم الخاصة، وإصراره على إفشاء أسرار حياتهم أمام الكاميرات.
ويقودني السؤال الأول إلى سؤال آخر: لماذا وافق هؤلاء النجوم الكبار على الظهور مع مفيد فوزي، ومن المفترض أنهم عرفوا عنه تلك العيوب؟ وتتصارع الأسئلة بداخل رأسي: ألم يكن هناك مذيع آخر أفضل من مفيد فوزي؟ هل كان يستحق مفيد فوزي أن يكون نجماً تلفزيونياً يوافق هؤلاء النجوم على الظهور معه، والوقوف في مرمى أسئلته المستفزة، وتحمُّل أسلوبه غير اللائق؟
بالتأكيد هو لا يستحق تلك المكانة، ولنقُل إذن إنه كان من "المَرْضِي عنهم" من نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وهو ما كان كافياً ليصبح نجماً، ويتم فرضه على الجمهور الذي لم يكن أمامه بدائل في عصر القنوات التلفزيونية الأرضية.
ظاهرة المفيد فوزي تعتبر من أهم سمات الرئيس المخلوع حسني مبارك، فيكفي فقط أن تكون من "المرضي عنهم" حتى تصبح نجماً لامعاً، وبقدر رضا أصحاب السُّلطة والنفوذ عنك تكون درجة اللمعان التي ستحصل عليها.
من المستحيل أن أقتنع أن مفيد فوزي نجح بمجهوده أو بكفاءته، وقد شاهدته على الشاشة في برامج عُرِضت قبل سنوات عديدة، كما شاهدته ضيفاً في عددٍ من البرامج وهو يتحدث بأسلوب متحذلق، لكي يستعرض لنا ثقافته وقدراته اللغوية الوهمية.
من المستحيل أن أقتنع أن الدولة المصرية التي تتميز بعدد سكانها الكبير لم تنجب المئات ممن هم أفضل من مفيد فوزي بعشرات المرات.
من المؤكد أن مصر كانت وما زالت تمتلك مَن هم أفضل كثيراً من مفيد فوزي، ولكنهم لم يحصلوا على فرصة واحدة، لمجرد أنهم لم يكن مرضياً عنهم.
إتاحة الفرص فقط لـ"المرضيّ عنهم" جعلت من مفيد فوزي نجماً تلفزيونياً، وهو الشخص الذي لا نصيب له من اسمه على الإطلاق.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.