كيف أصبحت أنجلينا جولي من أكثر النساء كرماً وإحساناً على كوكب الأرض؟

عدد القراءات
2,598
عربي بوست
تم النشر: 2022/03/16 الساعة 11:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/17 الساعة 09:58 بتوقيت غرينتش
أنجلينا جولي/مواقع التواصل

قليلون هم البشر الذين يتمنون أن يصير العالم مكاناً أفضل، فأغلب الناس لا يهتمون إلا برقعة الأرض التي تحتويهم فحسب، وليذهب العالم بأكمله إلى الجحيم.

أما من هم نادرون حقاً فهم من يعملون على أن يكون العالم مكاناً أفضل فعلاً، ويُكرّسون حياتهم لذلك الهدف أكثر من أي أمانٍ شخصية أخرى.

الجميع يعرف اسم أنجلينا جولي، وهو ذائع الشهرة لسببٍ وجيه جداً، ليس لكونها ممثلة سينمائية محبوبة وزوجة سابقة لممثلٍ شهير ومحبوب أيضاً، ولكن لإسهاماتها الكثيرة جداً على المستوى الإنساني، وأعمالها الخيرية في دولٍ كثيرة حول العالم.

يُمكن القول عنها ببساطة إنّها امرأة اختارت أن تُكرّس حياتها لذلك الهدف النبيل، وهو أن يكون العالم مكاناً أفضل.

 أن يعيش كل إنسان على هذه الأرض حياة أفضل.

فأية غاية في الحياة أسمى من ذلك؟ 

هدية أنجلينا جولي للعالم.. حياة أفضل

أنجلينا جولي

مع مُتابعتي لمجهودات أنجلينا جولي المختلفة، في مُساعدة كل المستضعفين في الأرض حول العالم، شعرت بفضولٍ بالغ، حول السبب الذي جعل هذه المرأة على ما هي عليه الآن.

لماذا اختارت تحديداً أن تجوب الأرض من شرقها لغربها، لتتفقّد أحوال النساء والأطفال اليتامى، وتُساعد في حماية اللاجئين، وتزور البلدان التي دمرتها الزلازل والحروب، وتُسهم في بناء المدارس، وغيرها الكثير، من كل أفعال الخير تقريباً؟

لماذا لم تتبرع بالملايين من النقود فحسب كما يفعل الكثير غيرها، وهو الشيء الذي تقوم به فعلاً إلى جانب كل ما سبق؟

لماذا قررت أن تبيع للصحف صوراً حصرية تخص أطفالها حديثي الولادة بمبالغ باهظة الثمن، كي تتبرع بها كاملة إلى العديد من الجمعيات الخيرية؟

حتى قرأت لها تصريحاً تقول فيه إنّ التبرّع بالنقود هو الاختيار السهل حقاً، لأنّها تمتلك أكثر مما تحتاج، وأنّها ترى أنّ المبلغ الذي يُمكنها أن تشتري به سيارة يُمكنه أن يبني مدرسة، أو يُسهم في إطعام الكثير جداً من الأطفال. 

وأنّ هذا الشيء يُشعرها بالسعادة فعلاً.

مع العلم أنّ أنجلينا تُسافر على نفقتها الخاصة، وتنام حيث ينام أي شخص آخر في المكان الذي تذهب إليه، فهي تقول إنها لا يُمكنها أن تكون لها احتياجات خاصة تُميزها عن غيرها ممن حولها من الناس.

بعدما قرأت تصريحاتها هذه أجد نفسي أكاد أنحني احتراماً لهذه الإنسانة، التي اختارت أن تُساعد غيرها بالطريقة الصعبة.

كيف تحولت أنجلينا جولي من فتاة مُدللة إلى المرأة الأكثر حباً للخير؟

أنجلينا جولي

لم تخرج أنجلينا جولي للحياة من طبقة فقيرة أو متوسطة، كي نقول إنها عانت في حياتها ما قبل الشهرة، ولذلك باتت تشعر بكل من يُعاني على هذه الأرض، بل بالعكس فقد كانت تنتمي لعائلة فنية، فقد كان والدها ممثلاً معروفاً، وهو جون فويت، ووالدتها كانت ممثلة أيضاً وعارضة أزياء.

تخبّطت أنجلينا جولي في بداية حياتها بحثاً عن هويتها، حتى درست التمثيل، وبدأت العمل بالأفلام السينمائية.

هي الآن ممثلة سينمائية شهيرة حائزة على الأوسكار، وأم لستة أبناء، أنجبت ثلاثة منهم، وتبنّت الثلاثة الآخرين من ثلاثة بلدان، كانوا على رأس اهتمامها وهي كمبوديا، وإثيوبيا، وفيتنام.

إذن ما الذي حدث وحوّل أنجلينا جولي، الفتاة المُدللة التي خرجت من عائلة فنّية، إلى امرأة من أكثر النساء تأثيراً في مجال المساعدات الإنسانية وحب الخير؟

الذي حدث ببساطة هو أنّ أنجلينا جولي ذات يوم فتحت عينيها على العالم، لتراه كما هو، عالماً قاسياً على أغلب سُكّانه.

وحينها شعرت أنجلينا لأول مرة بأنها محظوظة حقاً، فرؤيتها لحال الكثيرين حول العالم جعلتها تشعر بأنّها محظوظة لوجود سقف فوق رأسها، وطعام كافٍ لها ولعائلتها، ولكونها تعيش في بلدٍ آمنٍ ومستقر.

حينما فتحت أنجلينا جولي عينيها فجأة على العالم.. كيف بدأ الأمر؟

أنجلينا جولي

لم تكن أنجلينا سعيدة بما هي عليه في فترة شبابها، بالطبع لم تكن شخصاً سيئاً، ولكنها لم تكن تشعر وهي تستيقظ كل صباح بأنها مُهمة أو ذات فائدة لأحدهم، حتى اكتشفت حقيقة العالم وما يجري فيه من أحداث، كانت غافلة عنها. 

تقول أنجلينا إنّ الأمر بدأ حينما كانت تُمثل في بداية حياتها، وكان ذلك يضطرها للسفر إلى بلدان كثيرة، ما جعلها تُدرك أنّ هناك الكثير من الأشياء التي لم تكن تعلمها عن عالمنا هذا، وأثناء تصوير أحد أفلامها في كمبوديا كان أكثر ما لفت انتباهها هو وضع اللاجئين المؤسف فيها.

بعدها فكّرت أنجلينا كثيراً فيما رأته هناك، وحينما عادت إلى منزلها في لوس أنجلوس قامت بمهاتفة أحد الأشخاص الذين يعملون في قضايا العمل الإنساني، 

وطلبت منه أن يخبرها بكل شيءٍ عن الأمم المتحدة، ويُرسل لها كل ما يُمكن أن تقرأه عن هذه المنظمة الحكومية الدولية ذات الأهداف النبيلة، وحينما قامت أنجلينا بقراءة ما أرسله لها هذا الشخص وجدت أنّ عدد اللاجئين حول العالم وصل في ذلك الوقت إلى 20 مليون إنسان بالتمام والكمال.

تقول أنجلينا إنها قامت بالاتصال بالمسؤولين في العاصمة واشنطن، وسافرت بعد ذلك إلى هناك لكي تتعلم كل ما يُمكنها تعلّمه عن قضية اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبعدها بشهر واحد سافرت إلى سيراليون بغرب إفريقيا لمتابعة وضع اللاجئين هناك.

من هنا كانت البداية، والتي جعلت أنجلينا جولي تعمل سفيرةَ نوايا حسنة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR، وسافرت بعدها إلى دولٍ أخرى تُعاني من نفس المشكلة مثل العراق، وتايلاند، وغيرها.

حينما تحدثت أنجلينا جولي عن سر حبّها للعمل الخيري

أنجلينا جولي

قُمت بتجميع أبرز ما قالته أنجلينا جولي عن الأسباب التي دفعتها للقيام بدورها الإنساني العظيم والمؤثر في حياة الكثيرين جداً حول العالم، ووجدت في كلماتها معاني جميلة وصادقة كثيرة. 

تقول أنجلينا:

"لم أكن أعي من قبل مسؤوليتي نحو الآخرين".

"حياتي لا تعني أي شيء إن لم أستخدمها في مساعدة الآخرين".

"عملي الآن يتضمن القتال جنباً إلى جنب زملائي من أجل أن يحصل اللاجئون على حقهم، ومن أجل حمايتهم لمقاومة إجبارهم على العودة، وللسعي في حصولهم على فرص تعليم أفضل".

"دوري كسفيرة للنوايا الحسنة جعل عملي كنجمة سينمائية يبدو مُملاً، لا أجد شيئاً يُثيرني كفاية، كي أعود إلى التمثيل من جديد".

"المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هي منظمة هدفها الحماية، نحن نُساعد من هربوا من الحروب أو من الاضطهاد، ومن تم انتهاك حقوقهم".

"حينما بدأت في العمل الإنساني لأول مرة، بعضهم قال لي إنّ هذا الشيء سيُغيّرني، وإنّه سيكون من الصعب أن أبوح لأي أحدٍ في العالم بما أشعر به حقاً في داخلي".

"الحقوق لا يملكها أي طرف كي يُعطيها للآخر، لا يُمكن أن نحتمل بعد الآن التمييز العنصري، والإفلات من العقاب".

"النظام الذي يحميني، ولكنه ربما لا يحمي ابنتي، أو أي رجل آخر، أو امرأة أو طفل، بناءً على لون بشرته لهو نظام لا يُحتمل."

"للأسف لا يُمكنني إنقاذ الجميع، إنهم 20 مليون إنسان".

"إنّهم يُلهمونني"

"أحلم بتغيير الأمور للأفضل، كنت أحلم قديماً من أجلي وحدي، ولكني الآن أحلم للآخرين، وهي الطريقة الأفضل للحُلم على الإطلاق".

 بعض ما قدّمته أنجلينا جولي للعالم

أنجلينا جولي

ربما لا يعرف الكثيرون حجم ما قدّمته أنجلينا للعالم، وذلك لأنّ إسهاماتها كثيرة جداً ومتنوعة الأهداف والاتجاهات، كما أنّها مستمرة منذ نحو 20 عاماً تقريباً.

ففي عام 2003 أنشأت أنجلينا جولي منظمة خيرية باسم "مادوكس جولي بيت" خصيصاً للبلد الذي تبنّت فيه ابنها الأول مادوكس، وهي كمبوديا. 

كان الهدف من إنشاء المنظمة هو حماية الحياة البرية في كمبوديا، والحد من الفقر والمرض لسكانها.

وفي عام 2006 أنشأت منظمة أخرى باسم "جولي بيت" لدعم القضايا الإنسانية حول العالم.

أصبحت أنجلينا جولي أيضاً سفيرة لمنظمة قرى الأطفال الدولية SOS، التي تهدف لحماية حقوق الأطفال اليتامي، أو الذين لا يُعرف لهم نسب. 

في عام 2012، أنشأت أنجلينا خطاً لتصميم المجوهرات بالتعاون مع أحد المصممين المعروفين، أطلقت عليه اسم The Style of Jolie ، واستخدمت 100% من ربح هذا الخط، للمساهمة في تعليم الأطفال وبناء المدارس في المناطق التي تواجه صعوبات في مسألة التعليم.

كما شاركت أنجلينا جولي في عام 2021 مع منظمة اليونيسكو في مبادرة غريبة من نوعها، بعنوان "نساء من أجل النحل"، والتي تهدف إلى الترويج لتربية النحل من قبل النساء. 

ذلك لم يكن إلا القليل جداً مما قدمته أنجلينا جولي للعالم على مدار عقدين من الزمن.

الآن.. تقول أنجلينا عن نفسها إنّها تشعر بأنّها أفضل حالاً من فترات شبابها، وإنها تعلم أنّ حياتها لو انتهت غداً ستكون راضية حقاً، لأنّها استطاعت أن تُقدّم المساعدة لبعض ممن يستحقون ذلك من الناس.

استطاعت أنجلينا جولي حصد الكثير من الجوائز من خلال عملها ممثلة سينمائية، ولكن كانت جائزتها الكبرى الأثمن على الإطلاق هي حب النّاس، والتي جعلتهم يُلقبونها بالمرأة الأجمل على كوكب الأرض، ليس الأجمل شكلاً فحسب، وإنما الأجمل قلباً وروحاً وإحساساً. 

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

سارة يوسف
دارسة للأدب الإنجليزي، ومهتمة بالفنون والسينما
أنا سارة يوسف، زوجة وأم، مُحبة للقراءة والسينما، درست الأدب الإنجليزي، وعملت في وظائف عدة، حتى توصّلت لشغفي الحقيقي وهو كتابة المقالات الفنّية والأدبية.
تحميل المزيد