وسط العديد من الأحداث الكروية المثيرة والملتهبة في الأسبوع الماضي مثل عودة ريال مدريد وإقصائه لفريق باريس سان جيرمان من دوري أبطال أوروبا والضغط الكبير الذي يمارسه ليفربول على المتصدر مانشستر سيتي، ومشكلة مالك نادي تشيلسي الملياردير الروسي أبراموفيتش وغيرها من الأحداث الرياضية الأخرى.
أعلن رئيس تحرير مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية المنظمة والمانحة للجائزة الفردية المرموقة "الكرة الذهبية" عن تغييرات بارزة ومعايير جديدة سيتم بموجبها منح الجائزة للاعب، وتدخل هذه التغييرات حيز التنفيذ مباشرةً ابتداءً من هذا العام 2022.
جائزة عريقة ولكن تغييرات معاييرها كانت قليلة
بداية تجدر الإشارة إلى أن جائزة الكرة الذهبية لم تشهد الكثير من التغييرات في المعايير على مدى 66 عاماً هي عمر الجائزة، حيث إن أبرز التغييرات كانت أولاً في عام 1995 بتوسعها ومنحها لأي لاعب من العالم يلعب في البطولات الأوروبية فقط، ثم تم تغيير هذه القاعدة في عام 2007 لتشمل أي لاعب في العالم بغض النظر عن الدوري الذي يلعب فيه.
وكان التغيير الأبرز هو دمجها مع جائزة "أفضل لاعب كرة قدم في العالم" التي يقدمها "فيفا" في العام 2010 تحت مسمى "كرة فيفا الذهبية"، قبل أن تفض الشراكة بين فيفا والمجلة الفرنسية في 2015، لتعود الجائزة إلى اسمها القديم تحت رعاية المجلة الفرنسية، وتتحول جائزة فيفا إلى اسم "الأفضل".
ما هي أبرز التغييرات في جائزة الكرة الذهبية؟
تأتي التعديلات الجديدة والتي تشمل "أربعة معايير رئيسية" لتُغير الكثير من القواعد في طريقة منح الجائزة للفائز، وهذا من شأنه أن يفتح الباب واسعاً للكثير من لاعبي كرة القدم للحصول عليها مستقبلاً، خاصة الذين كانوا وما زالوا قاب قوسين أو أدنى من الحصول عليها. ولكن سطوة ونجومية اللاعبين البارزين خلال العقدين الماضيين رونالدو وميسي حالت دون ذلك. وتشمل التغييرات الأربعة الرئيسية ما يلي:
1- الأداء خلال الموسم الكروي هو الأهم
سوف يتم منح الجائزة الآن للاعب بناءً على أدائه خلال الموسم الكروي والذي يبدأ من شهر أغسطس/آب وينتهي في شهر مايو/أيار من العام التالي، وذلك بدلاً من السنة التقويمية بأكملها، وهذا يعني أن المعيار الأساسي للفائز بالكرة الذهبية سيكون أداءه خلال موسم 2021-2022 فقط والذي ينتهي ببطولة كأس الأمم الأوروبية للسيدات 2022 في الصيف القادم.
ونتيجة لذلك لن يتم أخذ أداء اللاعب في كأس العالم القادمة قطر 2022 والمقرر إقامتها في شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول في الحسبان، وبالتالي فإن أي أداء خارق لأي لاعب في البطولة العالمية القادمة سيزيد من حظوظه في جائزة الكرة الذهبية للعام القادم 2023.
2- إضافة أعضاء جدد للجنة التحكيم
بالإضافة إلى دور صحفيي فرانس فوتبول وليكيب في التصويت لاختيار الفائز، تمت إضافة أعضاء جدد للجنة التحكيم من الذين كانوا أكثر مصداقية في النسخ السابقة في ترشيحاتهم، ومن أهم الأعضاء الجدد سفير الجائزة النجم الإيفواري ديديه دروغبا، والصحفي الفيتنامي Truong Anh Ngoc والصحفية التشيكية كارولينا هللافاكوفا والصحفي النيوزلندي جوردون واتسون.
3- نظام تصويت أكثر تخصصاً
التعديل الثالث ينص على أنه يُسمح فقط للصحفيين ممثلي أول مئة دولة (100) فقط في تصنيف فيفا و50 للنساء بالتصويت لاختيار الفائز، وذلك بدلاً من (170) صحفياً كما كان في السابق.
والهدف من هذا التغيير هو قصر التصويت على الصحفيين النُّخبة، حيث إن المنتخبات التي تأتي في تصنيف فيفا (من 1-100) هي دائماً منتخبات قوية ولديها دوريات محلية قوية، وبالتالي صحفيون خبراء في اللعبة يعرفون كيفية اختيار الفائز وفق عوامل منطقية وعلمية.
4- تغيير معيار تحديد الفائز
بدءاً من نسخة هذا الموسم 2021-2022 لن تأخذ الجائزة في الاعتبار الأداء الفردي للاعب فحسب بل ستأخذ أيضاً في الاعتبار أداءه مع المجموعة وقوة شخصيته وسجل اللعب النظيف ومدى مساهمته في تحقيق الألقاب لمنتخبه وناديه خلال الموسم.
إذاً ماذا تعني هذه التغييرات للاعبين؟
رؤية نجم جديد متوج بجائزة الكرة الذهبية هو الأمر المتوقع بنهاية هذا الموسم، وبالتحديد اللاعبين الذين لا يزالون يبلون بلاءً حسناً في دوري أبطال أوروبا ودورياتهم المحلية خلال الموسم الحالي، بالإضافة إلى اللاعبين المتوجين مع منتخباتهم بالبطولات القارية.
وبشكل أكثر تفصيلاً من المتوقع بشكل كبير أن نرى لاعبين مثل البولندي روبرت ليفاندوفسكي لاعب بايرن ميونخ والفرنسي كريم بنزيما لاعب ريال مدريد والبلجيكي دي بروين لاعب مانشستر سيتي، ولاعبي ليفربول المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني والهولندي فان دايك.
وحتى الظهير الأيمن الإنجليزي ألكساندر أرنولد لاعب ليفربول والحارس البلجيكي تيبو كورتوا لاعب ريال مدريد قد يكونان من الفائزين بالجائزة إذا حققا دوري الأبطال هذا الموسم وستزداد حظوظهما بقوة في حالة تحقيق لقب الدوري المحلي.
وليس من المستغرب رؤية لاعب آخر من الذين لا تزال فرقهم مستمرة في دوري أبطال أوروبا من غير المذكورين أعلاه يحمل جائزة الكرة الذهبية – وفق القواعد الجديدة – بنهاية الموسم، خاصة أن الأداء في كأس العالم القادمة ليس شرطاً في الدخول للقائمة القصيرة.
وبالتالي فإن الفرصة أصبحت مفتوحة أمام الجميع للفوز بالجائزة الفردية العريقة بعد أن أصبحت القواعد والمعايير واضحة وضوح الشمس ويسهل فهمها وتطبيقها على أرض الواقع بكل سهولة، فالآلة الإعلامية وجيوش المؤثرين وصحفيو العاطفة والميول أصبح لا مكان لهم هنا ولن يستطيعوا التحكم في تحديد الفائز بعد الآن.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.