الهند وباكستان، الصين وتايوان.. أي النقاط الساخنة ستشتعل أولاً؟

عدد القراءات
728
تم النشر: 2022/03/08 الساعة 13:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/08 الساعة 13:54 بتوقيت غرينتش
العلمان الصيني والتايواني/ رويترز

 يشهد العالم الآن حالة من الغليان غير المسبوق، مع صراع دول تمتلك أسلحة دمار شامل، رغم أن الولايات المتحدة تتظاهر بأنها ليست طرفاً مباشراً في الصراع لغاية الآن، ولا تريد أن تتدخل في الأزمة الأوكرانية سوى على مستوى العقوبات الاقتصادية للدب الروسي، بينما العالم يترقب نهاية هذه الأزمة ومدى تأثيرها سواءً من الناحية الاقتصادية أو العسكرية.

في العالم الأوسع من أوروبا هناك مناطق ساخنة شبيهة بتلك التي بين أوكرانيا وروسيا، فالصين مثلاً تتربص بجزيرة تايوان، وهناك خلاف أيضاً بين الهند وباكستان على مقاطعة كشمير، والكوريتان الشمالية والجنوبية لم تصلا لحلول سلمية لخلافاتهما، والكثير من المناطق الحدودية في هذا العالم قابلة للاشتعال في أي لحظة!

التلميحات الآن حول الصين وتايون بدأت تتعاظم شيئاً فشيئاً، ولا ننسى أن الإعلام يوجه الأخبار كيفما يشاء، فالحيادية وهمٌ والموضوعية عملة نادرة، وهذا كان واضحاً في الفترة الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا بشكل واضح، وقبلها في الربيع العربي وغزو العراق.

عمران خان في ضيافة فلاديمير بوتين – الكرملين

تهديد غير مسبوق

في تهديد غير مسبوق، وعلى وقع الحرب الروسية في أوكرانيا والتصعيد بشرق أوروبا، هددت الصين الولايات المتحدة الأمريكية بـ"دفع ثمن باهظ" إذا استمرت في تحركاتها بدعم تايوان، التي تعتبرها بكين جزءاً لا يتجزأ منها وترفض محاولات دعم استقلالها من قِبَل واشنطن. فهل تتطور التحذيرات الصينية إلى تحركات عسكرية في جزيرة تايوان، مستغلة انشغال الغرب بالحرب الروسية التي تهدد شرق القارة الأوروبية؟

يقول المحللون الغربيون إن المبررات التي دفعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدخول أوكرانيا، تشابه مبررات الصين حول حقها التاريخي في جزيرة تايوان، وحماية نفسها من النفوذ الغربي.

والمقصود بالطبيعة المتشابهة لبعض جوانب الأزمتين هو أن روسيا تريد بالأساس منع حلف الناتو من ضم أوكرانيا، وبالتالي تهديد حدودها مباشرة، والصين تريد أيضاً أن تبعد قوات الناتو بزعامة أمريكا عن محيطها الإقليمي، فالأزمتان تتعلقان بنظام عالمي تقوده وتهيمن عليه واشنطن وترفضه موسكو وبكين وتتحديانه وتريان الوقت مناسباً للتخلص منه.

مخاوف العالم

ما يخشاه العالم هذه الأثناء أن تكون العملية الخاصة التي تقوم بها روسيا هي فاتحة لما هو أعظم في المستقبل، فجميع هذه الجبهات تعتبر باردة، وما يخشاه العالم بأن تكون هناك فتن بين هذه الدول على أراضٍ حدودية وضعها الاستعمار منذ زمن.هذه النقاط الساخنة قابلة للاشتعال وإشعال الحرائق في حدائقها الخلفية ما يهدد بحرب عالمية ثالثة.. العالم يترقب ما بعد أوكرانيا، والولايات المتحدة الأمريكية بدأت تشعر بالقلق تجاه هذه الأزمة، فبدأت بإرسال مندوبين لها إلى أمريكا اللاتينية وهم من يعتبرون حلفاء لموسكو.
وهل مطالبة العالم من الصين والهند بالتدخل لإنهاء هذا النزاع العسكري الروسي الأوكراني خوفاً من امتداد هذه الأزمة إلى غرب أوروبا ووسط آسيا أو المحيط الهندي، أو على أي نقطة ساخنة من العالم؟ أم خوفاً على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية المنتشرة حول العالم؟

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد فؤاد الكيلاني
كاتب أردني
كاتب أردني
تحميل المزيد