6 أنواع للحب أقرها الإسلام.. لكن لهذه الأسباب صار مختلاً في عصرنا

عدد القراءات
600
تم النشر: 2022/02/15 الساعة 12:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/22 الساعة 12:58 بتوقيت غرينتش

رغم كل ما نكنه من حب لمن يلوذون بنا (أولادنا وأزواجنا وأهلنا وغيرهم)؛ فإن كثيرين منهم لا يشعرون بحبنا، وطالما سمعنا من بعضهم جملة: "لا أحد يحبني"!

نحبهم ولا يشعرون! نعم: لا يشعرون، وما انتشار "الاكتئاب" إلا من افتقاد الحب. 

إنهم لا يشعرون لأننا لا نجيد التعبير عن "الحب"، حتى أبرزها كتاب "لغات الحب" في خمس نقاط، فاتبعوها:

1- "المدح والثناء": وهو كما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول لصحابته: "أنت أمين الأمة" و"أنت سيف الله المسلول"..

وبإعجاز لغوي أضاف القرآن "الكلمة الطيبة" التي تكون بالمؤانسة والمسامرة والمواساة، وبالترحاب كما كان يفعل النبي حين تدخل عليه ابنته فاطمة.  

2- "الملامسة": وجاء بالسنة المصافحة، والتقبيل، والمسح على رأس اليتيم.

3- "الأفعال": فيكون عليه السلام في مهنة أهله، وأسماء تعلف فرس زوجها الزبير.. ومنها: عيادة المريض والتعزية.

4- "وقت خاص": بإعطاء كل ذي حق حقه من الوقت والاهتمام، كما روت السيدة عائشة: "فوضعتُ لحييَّ علَى منكبِ رسولِ اللَّهِ ، فجعلتُ أنظرُ إليها ما بينَ المنكبِ إلى رأسِهِ ، فقالَ لي: أما شبعتِ، أما شبعت. قالت: فجَعلتُ أقولُ لا لِأنظرَ منزلتي عندَهُ".

5- "الهدية": "تهادوا تحابوا"، وكان عليه السلام يَقْبل الهدية ويثيب عليها. 

وهكذا علمنا الدين "أساليب الحب" لأنه ضرورة وأساس، وعاطفة يحتاجها كل الناس مهما أنكروا أو ترفعوا أو امتنعوا؛ لأنه سر البقاء، وسر الاستقرار النفسي، وجذور الشخصية السوية المتوازنة.

والحب مشاعر طيبة وإنسانية وإحساس بالآخرين، وحرص على سعادتهم وراحتهم. والحب يولد معنا على أنه يحتاج لرعاية وعناية ليدوم ويكبر ويبقى سليماً، وإلا فقد ينحرف للأنانية أو يموت! فهناك من يقضي عليه بطريقتين:

الأولى- الجلافة والحرمان: ومعلوم بعلم النفس أنهما تنتجان فرداً معقداً وقاسياً. 

الثانية- اللين الزائد مع -الصغير أو الكبير- وتحمل المسؤوليات عنه، وتحقيق كل طلباته، وإيثاره بالمال والطعام والمتاع والوقت، كل هذا يربي شخصاً أنانياً يحب نفسه فقط، ولا يعرف كيف يحب الآخرين.

ويربي الإنكار والجحود؛ فلا يُقَدِّر ما يبذله من حوله لإسعاده؛ ولا يصدق ولا يقتنع -مثلاً- أن أمه تتعب من العناية به وبالبيت (لأنها مهمتها وتعودت عليها)، وحين تؤثره عن نفسها فتبرد أو تجوع.. يعتبر "التضحية" جبلتها وتلقائية بالنسبة لها، ويمكنها الاستغناء عن الراحة أو الطعام أو الأغراض لأن الأم هكذا! وبالتالي ينتظر دائماً أن يوفر له من حوله كل ما يتمناه!

إذن الحب يولد مع الإنسان، ولكنه يحتاج لتوجيه وتربية ذكية حتى نحافظ عليه، وينمو بشكل سليم، ويُكوِّن شخصية مستقرة ومعطاءة ومؤثرة، والحب الذي نحتاجه أنواع:

– حب الله ورسوله، وهذا أهم أنواع الحب، وهو الذي يُوجِد الشخصية المسلمة التقية المتوازنة.

– حب الوالدين وهو ضرورة لضمان التأثير الإيجابي بالأولاد، والتربية السليمة، والبر والمرحمة وتكاتف أفراد العائلة. 

– الحب بين الأزواج، وهو ما يعطي الأمان والاستقرار والتفاهم والتعاون.

– حب الأبناء، وهو أقوى أنواع الحب البشري؛ لأنه غريزي فطري، ولأنه رابطة قوية متينة.

– حب الأرحام والقرابات.

– الحب العام لإخوتنا في الله.

وإذا اهتممتَِ فقط بتعزيز النوعين الأولين (حب الله ورسوله، ثم حب الوالدين)، كان ذلك كافياً لتكوين "الحب السليم"، الذي سينعكس تلقائياً على كل أنواع الحب الأخرى بشكل صحي وإيجابي.

ويتم التعزيز بالتوجيه، ويحتاج لثلاث مراحل، استخرجتها من القرآن الكريم:

1- المرحلة الأولى "معرفة الفضل والنعمة":

فلو لم يخبرنا الله تعالى عن نعمه لما عرفها الإنسان، من أجل ذلك جاءت آيات متعددة تتحدث عن نعمة السمع والبصر، ونعمة توفر الماء، ونعمة التعليم. وهكذا عَرَّفَنا الله سبحانه وتعالى بفضله علينا، وأثر نعمه في حياتنا اليومية.

وكذلك صغارنا يولدون جاهلين بعظمة هذه النعم، ويرونها أمراً عادياً متوفراً للجميع، فكان لزاماً علينا تعريفهم بأفضال الله عليهم أولاً، ثم بأفضالنا نحن عليهم، وهذا ليس من باب التمنين، وإنما التوعية والتعليم، فالمنّ فيه أذى، بينما التعليم فيه إرشاد وتوجيه وتربية. 

2- المرحلة الثانية "الامتنان الداخلي والشعور بالتقدير"

حين يعلم الإنسان أفضال الله، ويشعر بعظمته، ورحمته.. يحبه. وأيضاً حين يعلم الصغار كم يبذل أهلهم لأجلهم: يقدرونهم ويحترمونهم.  

3- المرحلة الثالثة "رد الجميل":

و"الشكر" هدفنا وغايتنا، ويكون "باللسان والعمل" فلا يكفي ولا يجزئ قول المسلم "الحمد لله"، وإنما عليه أن يتبعه بالامتثال لأوامر الله، من القيام بالفرائض، وترك المحرمات.

والطفل عليه أيضاً شكر أمه وأبيه، والبر والطاعة لهما.

الحب هو مودة و"رحمة" والرحمة من أعلى القيم وأهمها، والقلب هو أعظم عضو بالجسد كله، وبه تصلح الشخصية كلها، لأنه منبع الخير والنخوة والإنسانية التي تحفز وتدفع للأعمال الصالحة ذات الأجر الكبير؛ مثل:

– بر الوالدين.

– صلة الرحم.

– العطف والشفقة على المسكين. 

– تفريج الكرب، والمشي بحاجات الناس.

– السعي على الأرملة، وكفالة اليتيم.

والرحمة (التي هي ثمرة الحب) تدعو لمكارم الأخلاق، فنرى الشخصية الرحيمة:

– تحب لأخيها ما تحبه لنفسها، وتذر الأنانية.

– تراعي المشاعر وتترك السخرية والاستهزاء.

– تقدر الظروف وتبتعد عن سوء الظن، والاتهام.

وأكتفي بهذا، وأقول أحبكم في الله، وأتمنى وأدعو الله بأن تسود المحبة والرحمة بين المسلمين دوماً.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

عابدة المؤيد العظم
أستاذة الفقه والشريعة الإسلامية
عابدة المؤيد العظم، مفكرة إسلامية وباحثة في الفقه وقضايا الأسرة
تحميل المزيد