وحَّدتَنا وكشفت معدننا الأصيل.. شكراً ريان

عدد القراءات
6,627
تم النشر: 2022/02/08 الساعة 10:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/08 الساعة 14:07 بتوقيت غرينتش
الطفل المغربي ريان

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي هذه الفترة قضية الطفل ريان الذي سقط في بئر مهجورة، وكان هناك اهتمام كبير وجاد في بلده الأصلي، المغرب، بإنقاذ الطفل ريان بكل الوسائل والطرق المتاحة عند أي دولة، لكن الأقدار كان لها رأي آخر ورحل ريان عن دنيانا.
صدقاً، ورغم الأمل في بقائه حياً، لم تكن تلك الصدمة، فمن الصعوبة بمكان أن يبقى طفل رقيق على قيد الحياة في هكذا ظروف، لكن المفاجأة كانت بأن العرب، أقصد الشعوب، وقفوا كرجل واحد في أزمة ريان ومحنته، بشكل لافت جداً.

الشعوب العربية المتهمة من قبل الغرب والذباب الإلكتروني وقنوات الفتنة وغيرها بأنها شعوب رجعية في بعض الأحيان، وإرهابية في أخرى، أبانت مدى إنسانيتها وصدقها في قضية الطفل ريان.

جميع الشعوب العربية كانت متعاطفة جداً مع الطفل ريان، وكانت هناك متابعة حثيثة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، وكان الأمل أن ينجو هذا الطفل من الموت. واللافت جداً وقفة الوطن العربي خلف هذه القضية الإنسانية.

هناك رسائل كثيرة في هذا الموقف، فلو حللنا من الذي كان يتابع هذه القضية، لوجدنا أن هناك دولاً عانت وما زالت تعاني من الإرهاب المنظم، تتابع هذه القضية، مثل سوريا وما تعانيه من حرب كونية عليها لسنوات طويلة، والعراق، وفلسطين برغم الاحتلال الذي تقاومه منذ عشرات السنين، واليمن برغم الحرب عليها.

من منظور آخر، نجد أن هناك صحوة عربية كبيرة في وجه الغطرسة الغربية على الدول العربية، فكل العرب اتحدوا واجتمعوا للدعاء لهذا الطفل، وكان هذا غريباً بالنسبة للمستعمرين القدامى والجدد بأن العرب لا يمكن اختراقهم، ومهما تغنوا في التطبيع الوهمي والفاشل، سيجدوا أن هناك صحوة عربية لم يتوقعوها.

كما محنة ريان، كانت الحرب على غزة الأخيرة من قبل الكيان الإسرائيلي، قامت هبة شعبية عالمية وعربية، حاول الكيان الصهيوني فعل كل شيء لوأدها لإيقاف  التعاطف مع الشعب الفلسطيني. فهذا الأمر بدأ يقلق الحكومات الغربية ودوائر صنع القرار بشكل كبير.
أتمنى أن تكون الصحوة هي بداية النهاية للظلم الكبير الواقع على الشعوب العربية، وهذا الحراك من الممكن أن يجعل الغرب يعيد حساباته من جديد، مع شعوب ودول عربية صاحية وواعية لإعلام مسيّس وموجه لما يريدون نشره من خلال قنوات الفتنة.

قضية ريان ليست قضية طفل مغربي، بل طفل سوري عراقي فلسطيني يمني وقضية جميع أطفال العرب، هذه الرسائل أدركها العالم، وفي السنوات القادمة سنرى عرباً متحدين في أي محنة يتعرضون لها، ويكون الصوت العربي أقوى في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد فؤاد الكيلاني
كاتب أردني
كاتب أردني
تحميل المزيد