قارب سوق الانتقالات الشتوية لموسم 2021-2022 على الانتهاء، وحتى الآن أخبار المغادرين لغرفة ملابس فريق ريال مدريد الإسباني هادئة للغاية، حيث يبدو أنه لا أحد يريد مغادرة أسوار النادي خلال هذه الفترة، بالرغم من أن المدرب كارلو أنشيلوتي قد أرسل العديد من الرسائل غير المباشرة لهم في أكثر من مناسبة بأن لا مكان لهم في تشكيلة الفريق في الفترة المتبقية من الموسم.
من اللاعبون ضيوف الشرف في نادي ريال مدريد؟
عادةً في المواسم الأخيرة كانت نافذة الانتقالات الشتوية من كل عام الوقت المناسب لرحيل اللاعبين، خاصة الذين لم يتحصلوا على دقائق كافية للعب، كما حدث مع الطرف اليمين ألفارو أودريوزولا، الذي رحل إلى فريق بايرن ميونيخ الإيطالي في عام 2020 معاراً، قبل أن يعود ليغادر مرة أخرى معاراً إلى فريق فيورنتينا الإيطالي دون خيار الشراء في 2021.
بالإضافة إلى الحارس الاحتياطي أندري لونين، الذي قضى معظم فتراته معاراً إلى الأندية الأخرى، آخرها إعارته إلى فريق ريال أوفييدو في موسم 2020، قبل أن يعود مرة أخرى ليجلس احتياطياً، وهو مرشح بقوة للمغادرة نهائياً أو على سبيل الإعارة في الصيف القادم صوب فريق أياكس أمستردام الهولندي.
ولكن بعكس المواسم السابقة شهدت فترة الانتقالات الشتوية لعام 2022 تغييراً كبيراً، حيث لم يأتِ أي عرض للاعبين من الأندية الأخرى، سواء من أجل الإعارة أو الشراء النهائي، خاصة مع عدم رغبة أي من لاعبي النادي في إجراء تغيير، حتى أولئك الذين لا يلعبون.
حيث يوجد في غرفة تغيير الملابس الكثير من اللاعبين يجلسون كضيوف شرف على دكة البدلاء، والذين لا يشاركون بشكل نهائي أو يشاركون لدقائق معدودة فقط، ومع ذلك لا يرغبون في المغادرة، مثل الويلزي جاريث بيل، الذي يبدو أكثر راحة بوضعه الحالي ما دام يقبض راتبه، والإسباني إيسكو، الذي خرج من حسابات المدرب بشكل شبه نهائي.
والمهاجم الدومينيكاني ماريانو دياز، الذي خيّب التوقعات بشكل كبير، خاصة أن عودته الثانية للنادي من فريق ليون الفرنسي في موسم 2018 صاحَبَه الكثير من الضجة الإعلامية، مع حمله للرقم 7 الذي كان يحمله اللاعب كريستيانو رونالدو، الذي غادر بشكل غير متوقع باتجاه الأراضي الإيطالية، مدافعاً عن ألوان فريق يوفنتوس الإيطالي.
ما سر بقاء جاريث بيل وإيسكو في النادي بالرغم من دقائق لعبهما القليلة؟
حتى الآن الوحيد الذي كان يمكن أن يغادر النادي بدون أي مصاعب هو الظهير الأيسر البرازيلي مارسيلو، الذي يعرف أن أيامه في النادي قد انتهت وسيكون مرحباً بالخروج، ولكن مع ذلك لم تأتِ أي عروض له من الأندية.
بينما يبدو اللاعبون الآخرون غير مبالين إطلاقاً ولم يجدّوا في البحث عن أندية أخرى للانتقال إليه خلال شهر يناير/كانون الثاني الحالي. إذاً هل البقاء على مقاعد الاحتياط بالنسبة لهؤلاء اللاعبين أمر عادي بدلاً من اللعب كل أسبوع؟
للجواب عن هذا السؤال يجب النظر إلى عقود هؤلاء اللاعبين، وبالتحديد جاريث بيل وإيسكو، حيث تنتهي عقودهم في شهر يونيو/حزيران من هذا العام 2022، وعملياً إذا لم ينتقلوا حتى يوم 31 من شهر يناير/كانون الثاني الحالي فيحق لهم البدء في التفاوض مع أي نادٍ بشكل منفرد للانتقال إليه مجاناً في فترة الانتقالات القادمة.
ورغم انخفاض قيمتهم السوقية بشكل حاد بحسب موقع transfermarkt فإن الأندية التي ترغب في خدماتهما ليس أمامها سوى التفاوض على البنود الشخصية، مثل الراتب ومكافآت الأداء وغيرها، بدون تحمل أي مبالغ إضافية يتم دفعها للنادي نظير انتقالهم.
بينما يبدو اللاعب ماريانو دياز الذي ينتهي عقده في صيف 2023 مرشحاً للخروج حتى قبل انتهاء عقده في أي لحظة، وتبدو حظوظ اللاعب العائد من الإصابة داني سيبايوس قوية في البقاء على الأقل حتى النصف الثاني من هذا الموسم، ولكن من الصعب ضمان مركز ثابت له في التشكيلة.
وبالنسبة للاعب إيدين هازارد، فالجميع يتفق على أن الإصابات وحدها من أعاقت مسيرته مع النادي، حيث يمتلك اللاعب الجودة، ويبدو من الصعب مغادرته قريباً، خاصة أن عقده ينتهي، في يونيو/حزيران 2024، حيث يبدو أن النادي لا يرغب في مغادرته بدون الحصول ولو على القليل من المال بالنظر إلى المبلغ الكبير الذي أنفقه في الحصول عليه من النادي الإنجليزي.
والوحيد الذي يبدو مستمراً على الأقل حتى التوقيع مع بديل ذي جودة عالية هو الصربي لوكا يوفيتش، الذي كان مستعداً للمغادرة بالفعل، لكن تمسك النادي به ليكون البديل الأول في حال تعرض الهداف كريم بنزيمة لإصابة مفاجئة.
صناعة جلاكتيوكس جديد هو الهدف الأبرز
مع استمرار تطوير ملعب سانتياغو برنابيو والمتوقع الانتهاء منه بشكل كامل خلال هذا العام، يبدو الرئيس بيريز أكثر تركيزاً في التوقيع مع أبرز النجوم للتواجد في هذا الملعب، حيث يريد أن يصنع جلاكتيوكوس آخر من خلال ضم لاعب باريس سان جيرمان ممبابي، والهداف النرويجي لاعب بروسيا دورتموند هالاند، اللذين يبدوان من أبرز الأهداف المستقبلية للرئيس.
وبالتالي من المتوقع أن نرى خروجاً جماعياً للكثير من اللاعبين خلال فترة الانتقالات الصيفية القادمة، خاصة مع انتهاء عقود أغلبهم، حيث إن الملعب الجديد بعد توسعته وتطويره سيكون أحد الأدوات الرئيسية في تحمل تكلفة أي انتقال ضخم لأي منهما، ولن يتأثر النادي كثيراً بخروج هؤلاء اللاعبين مجاناً، وهو ما يعكسه هدوء المسؤولين وصبرهم في سوق الانتقالات الشتوية الحالية، بعكس سوق الانتقالات القادمة، والمتوقع له أن يكون صاخباً للغاية.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.