هل ترد منى زكي أموال السينما النظيفة إلى جمهورها السابق؟

عدد القراءات
1,754
عربي بوست
تم النشر: 2022/01/25 الساعة 10:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/25 الساعة 10:18 بتوقيت غرينتش
الممثلة المصرية منى زكي - الشبكات الاجتماعية

عاصفة من الانتقادات تتعرض لها الممثلة المصرية منى زكي بسبب مشاركتها في فيلم "أصحاب ولا أعز" الذي تم عرضه مؤخراً على منصة "نتفليكس"، ووصل الأمر إلى إصدار نقابة المهن التمثيلية المصرية بياناً لدعم الممثلة تؤكد فيه النقابة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي اعتداء لفظي أو محاولة ترهيب معنوية لأي فنان مصري أو النيل منه نتيجة عمل فني ساهم فيه مع مؤلفه ومخرجه، وستقوم النقابة بدعم الفنانة منى زكي حال محاولة البعض اتخاذ أي إجراء من أي نوع كان تجاه الفنانة عضو النقابة.

وبعيداً عن بيان النقابة ومدى اتفاقنا أو اختلافنا معه أو مع دور منى زكي في الفيلم محل الأزمة أو مع محتوى الفيلم بشكلٍ عام، فيجب علينا أن نحاول فهم أسباب تلك الأزمة بموضوعية.

في رأيي أن الأزمة التي تعانيها منى زكي حالياً ليست أزمة الجمهور، بل هي أزمة منى زكي نفسها، بمعنى أنها هي من وضعت نفسها في مرمى نيران الجمهور الذي تجاوز حدوده في نقد العمل الفني بناءً على وجهة نظر فنية وبعيداً عن شخوصه، إلى نقد الممثلة نفسها والتطرق إلى حياتها الشخصية.

منى زكي
منى زكي – مواقع التواصل الاجتماعي

أذكر أنني قبل شهور قليلة شاهدت بضع دقائق من لقاء الممثلة مع الإعلامي عمرو أديب للحديث عن مسلسل "لعبة نيوتن" الذي عُرض في شهر رمضان الماضي وحقق نجاحاً كبيراً، ولفتت الفنانة انتباهي بتجاوز حدودها كممثلة دورها ترفيهي إلى توجيه نصائح للسيدات بشأن علاقاتهن مع أزواجهن، بالإضافة إلى حديث سابق لها على موقع "السينما.كوم"، عام 2010، عن المجتمع المصري ووصفه بـ"المجتمع الذكوري" لمجرد رفض أحد المنتجين لمبدأ كتابة اسمها كممثلة قبل أي ممثل ذكر.

هكذا فسّرت منى زكي رفض المنتج لتصدر اسمها تتر الفيلم، بسبب المجتمع "الذكوري" وليس بسبب حسابات السوق والبيع والشراء وعدم قدرتها -حتى ذلك الوقت- على فرض نفسها كنجمة شباك مثلما فعلت سعاد حسني وشادية ونادية لطفي وغيرهن من الممثلات اللواتي تألقن على شاشات السينما وكان لهن جمهور عريض قبل أن تولد منى زكي. 

في رأيي أن الحديث عن المجتمع المصري "الذكوري" لا يتعدى كونه حديثاً سفسطائياً لا معنى له، فإلقاء نظرة سريعة على أفلام السينما الأمريكية والأوروبية سنجد أن معظم الأفلام يتصدر الممثلون الرجال "تتراتها"، بالإضافة إلى كون أكبر مخرجي السينما الأمريكية والعالم من الرجال، الأمر إذن ليس متعلقاً بذكورية المجتمع المصري، هو فقط تعالٍ من الفنانة على مجتمعها الذي جعلها نجمة تتهافت البرامج على استضافتها وإفساح المجال لتصريحاتها عن المجتمع المصري "الذكوري".

النقطة الأهم في رأيي هي تصريحات منى زكي في بداية نجوميتها عن رفضها لتقديم مشاهد جنسية أو غير مناسبة للثقافة الشرقية فيما عُرف وقتها بـ"السينما النظيفة".

كما قالت منى زكي في حوارها المشار إليه مع موقع السينما، وعن مدى إمكانية مشاركتها في فيلمٍ عالمي، قالت نصاً وبحسب الموقع: "إذا جاءتني فرصة للاشتراك في فيلم عالمي سأوافق بشرط أن تكون فرصة حقيقية‏،‏ لا أن يقتصر دوري على مجرد الظهور فقط،‏ كما يجب أن تكون فكرة الفيلم مناسبة لأنني لن أمثل في فيلم يتبنى أفكاراً ضد مبادئي‏، فكثير من هذه الأفلام لا يحترمنا كعرب ويهين فكرنا العربي الإسلامي، وأنا أعترض بشدة على المشاركة في فيلم من هذه النوعية‏".‏

هل ترد منى زكي أموال السينما النظيفة؟

تصريحات منى زكي عن السينما النظيفة وعن السينما العالمية التي تقدم أعمالاً تهين الفكر العربي والإسلامي جعلتها تكسب جمهوراً عريضاً من أصحاب الفكر المحافظ، هذا الجمهور دعمها فقط بسبب تلك التصريحات والأدوار المحافظة التي كانت تقدمها في بدايتها.

ولا شك أن الممثلة ربحت أموالاً كثيرة من وراء هذا الجمهور، والآن بعد أن تخلت عن ذلك الفكر الذي ربحت أموالاً طائلة من ورائه، ألا يجب عليها أن تعتذر لجمهورها السابق وتعيد الأموال التي كسبتها؟

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد شريف
صانع محتوى متخصص في السينما والفن
صانع محتوى متخصص في السينما والفن
تحميل المزيد