مع قرب انتهاء عقود لاعبيهم عادةً يقوم وكلاء الأعمال بتحريك الكثير من المياه الراكدة حول سير المفاوضات سواء حول التجديد أو النقل بين كل فترة وأخرى، حيث برع وكيل الأعمال الشهير مينو رايولا في هذا الجانب وأصبح نموذجاً يُحتذى به في كيفية تشكيل الضغط على مسؤولي الأندية التي يلعب فيها لاعبوه لفرض شروط موكليه عليهم من خلال شائعات غير مؤكدة يتم نشرها في الصحف والمواقع غالباً ما يكون هو مصدرها.
ومؤخراً دخل وكيل الأعمال المصري رامي عباس الذي يدير مصالح اللاعب محمد صلاح، لاعب فريق ليفربول، إلى هذا الميدان، وهو المعروف عنه أنه دائماً ما يلعب خلف الكواليس فيما يتعلق بإدارة شؤون موكله خارج الملعب ولا يحب جذب الأضواء إليه أو إلى موكله في كل شيء.
وكيل الأعمال يريد إرسال رسالة خفية لمسؤولي النادي وإخبارهم بأن الشروط المعروضة حالياً للاعب لا تناسب قيمة اللاعب ومجهوداته مع الفريق.
حيث نشر وكيل الأعمال المصري تغريدة تحتوي على صورة عفوية للغاية تظهر اللاعب الشهير وهو ضاحكاً ويبدو عليه السعادة الغامرة، وقد تفاعل الآلاف مع هذه التغريدة وتوافد العديد من محبي النادي واللاعب لتفسير التغريدة وتقديم الاستنتاجات وقراءة ما بين السطور كُلٌّ بحسب النظرة التي نظر بها إلى الصورة.
ما هي أبرز النظريات والاستنتاجات التي توصل إليها المعجبون حول التغريدة؟
بالنظرة إلى الصورة التي في التغريدة فإنها صورة قديمة تعود ربما إلى عامين أو ثلاثة أعوام، حيث يظهر في الفانيلة التي يرتديها اللاعب العلامة التجارية لشركة New Balance وهي الشركة التي قامت بصنع الأدوات الرياضية للنادي لمدة خمس سنوات، والذي تم إنهاء العقد معها من قِبل مسؤولي النادي في عام 2020 لصالح شركة Nike التي أصبحت هي الشركة التي تقوم بهذا الأمر الآن.
وبالتالي لا يعتبر ذلك تلميحاً ضمنياً إلى أن اللاعب محمد صلاح قد وافق على تجديد عقده مع النادي نسبة إلى أن قميص النادي الرسمي يحمل العلامة التجارية لشركة Nike الأمريكية منذ موسم 2020 – 2021.
وبالرجوع إلى التفاعلات التي أبداها الجمهور حول التغريدة فإن العديد منهم ألمحوا إلى أن وكيل الأعمال يريد إرسال رسالة خفية لمسؤولي النادي وإخبارهم بأن الشروط المعروضة حالياً للاعب لا تناسب قيمة اللاعب ومجهوداته مع الفريق.
بينما جنح بعض المغردين إلى أن هذه التغريدة قد تكون رداً على خبرين ظهرا قبل نشر التغريدة بيوم، حيث ذُكر في الخبر الأول والذي وُصف بالحصري عبر تغريدة لحساب لديه متابعين بالآلاف أن اللاعب قد وافق بالفعل على تجديد عقده مع النادي بالشروط الجديدة رافضاً عرضاً ضخماً من فريق باريس سان جيرمان.
بينما ذُكر في الخبر الثاني الذي نشره موقع LFC Transfer Room أن اللاعب اشترط على مسؤولي النادي الحصول على راتب أسبوعي يصل إلى 550 ألف دولار أو 28.6 مليون دولار لكل موسم قبل توقيع العقد الجديد. حيث فسّر الكثيرون أن صورة اللاعب الضاحكة رداً على هذين الخبرين باعتبارهما خبرين كاذبين.
بينما توصل بعض المغردين إلى أن توقيت نشر الصورة لا يعني شيئاً سوى أن وكيل أعمال اللاعب أراد إرسال رسالة للجميع بأن اللاعب مستمتع بوقته داخل أسوار النادي ولا يفكر في المغادرة، ولكن الشيء شبه المؤكد – وهو المرجح بقوة – أن الصورة تبدو غير بريئة تماماً من قِبل وكيل اللاعب الذي كما ذكرنا سابقاً لا يحب الأضواء كثيراً.
لماذا يعتبر تمديد العقد مهماً للغاية للاعب والنادي معاً؟
ينتهي عقد اللاعب محمد صلاح مع النادي في شهر يونيو من عام 2023 القادم وهذا يعني أنه إذا وصل الطرفان إلى نهاية هذا الموسم دون أي اتفاق بشأن التمديد فإن اللاعب سيدخل رسمياً العام الأخير من عقده، وإذا مر شهر يناير من العام القادم دون حصول اتفاق فيمكن لوكيل أعمال اللاعب رسمياً البدء في التواصل مع الأندية التي ترغب في خدماته.
ونسبة لجائحة كورونا والمصاعب الاقتصادية التي مرّت بها معظم الأندية فإنها سوف تحرص بشدة على تقديم إغراءات وضمانات جاذبة للاعب للتوقيع معه مجاناً في فترة الانتقالات الصيفية من العام القادم، وبالنسبة للنادي فإن مغادرة اللاعب مجاناً ستكون خسارة فادحة بالنظر إلى قيمة اللاعب وجودته حيث يعتبر اللاعب من ضمن أفضل اللاعبين في العالم.
وبالتالي سيحتاج النادي إلى توخي الحذر بشأن مفاوضات تجديد العقد مع وكيل اللاعب، حيث إن رؤية محمد صلاح يغادر خلال فترة الانتقالات الصيفية القادمة مقابل مبلغ وإن كان كبيراً أو العام المقبل بشكل مجاني ستكون بمثابة ضربة قوية لخطط النادي قصيرة المدى، وسيغضب المشجعون على مسؤولي النادي بشدة عند رؤية رحيل أفضل نجومهم بدون بذل أي مجهود للإبقاء عليه.
وبالنسبة للاعب فإن بلوغه سن الثلاثين في شهر يونيو القادم يجعل وكيل أعماله يعمل بكل جهده لضمان أفضل عقد له وطويل المدى ومُجزٍ مادياً، خاصة وأنه من المحتمل أن يكون هذا آخر عقد له يكون فيه هو المتحكم في شروطه، وفي حين أنه بالتأكيد قد يقدم له النادي عقداً مغرياً لمدة موسمين أو ثلاثة مواسم قادمة إلا أنه من المحتمل عدم تجديد هذا العقد مرة أخرى في المستقبل بنفس الشروط التي طلبها حالياً.
وأخيراً بالرغم من أن منشورات وسائل التواصل الاجتماعي يمكن قراءتها بزوايا وتفسيرات مختلفة، فإنه لا يمكننا إنكار تأثيره على توجهات المتلقين، وفي حالة وكيل اللاعب محمد صلاح فإن هناك الكثير مما يمكن تفسيره بناءً على نشاطه في حساباته الاجتماعية وخاصة إذا ارتبط بصورة مباشرة بوكيله الأشهر عالمياً، فكل حرف أو صورة أو حتى صورة تعبيرية سينبري له جيش من المحللين بمختلف اللغات لتفسير الغرض من التغريدة وقراءة مستقبل لاعبهم المفضل.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.