استغل المهاجم المصري المعتزل أحمد حسام "ميدو" حضوره ضيفاً على نجم الحراس العرب الأسبق، و"أيوب" الكرة المصرية، أحمد شوبير في إحدى القنوات الفضائية؛ ليدلي بتصريحات تخص نهائيات كأس أمم إفريقيا دورة العام 2004 التي استضافتها تونس ونال تاجها منتخب نسور قرطاج.
في المقابلة، زعم ميدو بعدما سأله شوبير عن مدى تأثيره على اختيارات مدرب المنتخب عندما كان لاعباً كاشفاً عن اتفاق جرى بين المنتخبين المصري والكاميروني لإنهاء المواجهة بينهما بالتعادل في الجولة الثالثة من دور المجموعات من أجل أن يصعدا معاً للدور الموالي على حساب منتخبي الجزائر وزيمبابوي.
و حسب ما جاء في تصريحات ميدو أن الاتفاق تم بينه، بصفته نجم منتخب مصر ونجمي منتخب الكاميرون صامويل إيتو وريغوبير سونغ، ويقضي الاتفاق بإنهاء المباراة بالتعادل سلباً لأنها نتيجة تكفي المنتخبين للصعود معاً مهما كانت نتيجة المباراة الأخرى من نفس المجموعة بين الجزائر و زيمبابوي.
وبدا واضحاً أن ذاكرة ميدو معطوبة؛ لدرجة أن من يسمعه يتحدث يخيّل له أنه أصيب بألزهايمر مبكر رغم أنه لا يزال في الأربعين من عمره.
فالمواجهة بين مصر والكاميرون فعلاً انتهت بالتعادل السلبي غير أن الكاميرون تأهلت للدور الموالي بينما أُقصيت مصر بعدما حلت ثالثة في ترتيب المجموعة.
وصعد منتخب الجزائر رغم خسارته في الجولة الثالثة بهدفين لهدف وذلك بعدما حل ثانياً في ترتيب المجموعة بفارق الأهداف في المواجهة المباشرة بينه وبين مصر حيث فاز الخضر بهدفين لهدف.
وظهر ميدو، الذي سبق له أن عمل مدرباً لعدة أندية، أبرزها نادي الزمالك، بعد اعتزاله المبكر، أنه غير ملمّ بقوانين لعبة كرة القدم رغم أنه مارسها سنوات ويعمل كمحلل ومذيع.
فالمنتخب المصري في تلك الدورة كان يحتاج للتعادل الإيجابي حتى يفك شراكته مع منتخب الجزائر بفارق الأهداف والتعادل السلبي لم يكن ليخدمه إلا في حال خسرت الجزائر أمام زيمبابوي دون أن تسجل.
وأكثر من ذلك ظهر ميدو من خلال تصريحاته أنه اتفق مع المنتخب الكاميروني من تلقاء نفسه دون العودة إلى الجهاز الفني وإلى مسؤولي المنتخب المصري؛ حيث يفترض في مثل هذه الحالات غير القانونية وغير الشرعية أن يكون الاتفاق بين المسؤولين قبل أن يصل إلى اللاعبين.
ما يكذّب رواية ميدو أكثر حول الاتفاق مع المنتخب الكاميروني هو تصريحات نجمي الكاميرون صامويل إيتو وريغيبور سونج اللذين نفيا ما جاء على لسان ميدو جملة وتفصيلاً.
وقال ميدو إن أعضاء الجهاز الفني لم يشيروا إليه بتقدم المنتخب الجزائري حيث لا يزال يعتقد أن الخضر فازوا على زيمبابوي ليصعدوا إلى الدور الربع النهائي متهماً بشكل ضمني المدرب محسن صالح وجهازه المعاون بإخفاء نتيجة المباراة الثانية حتى لا يسجل المنتخب المصري على الكاميرون.
وادعى ميدو أن مباراة الجزائر مع زيمبابوي حسمها الخضر بأربعة أهداف في الشوط الأول للمباراة وهو أمر غير صحيح بالمرة؛ حيث خسرت الجزائر اللقاء بهدفين مقابل هدف.
وتؤكد هذه التصريحات المنافية للتاريخ القريب أن ميدو لا تهمه الحقيقة بقدر توجيه الاتهامات في كل الاتجاهات والعودة إلى مركز الساحة الإعلامية الرياضية لإثارة الجدل مثلما أثاره عندما كان لاعباً بتصرفات غير لائقة وخارجة عن المقبول كما حدث في تلك الدورة من كأس أمم إفريقيا في دورة 2006 تشاجر مع المدرب حسن شحاتة الذي قرر استبداله في المواجهة ضد السنغال حيث رفض الخروج رغم أن مستواه كان هابطاً.
و الملفت في ردة الفعل تجاه تصريحات ميدو أن العديد من المواقع و الصحف خاصة في الجزائر نقلتها فقط من أجل الحديث عن التآمر ضد الجزائر. بينما قراءة بسيطة لتصريحاته تكشف أن ميدو إما لديه إصابة بألزهايمر مبكر أو يحاول كعادته إثارة الجدل من أجل استعادة بريقه الإعلامي الذي فقده بسبب مثل هذه الخرجات غير المسؤولة.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.