شهدت الكرة السودانية في العام 2021 العديد من الأزمات والأحداث وحتى الهزائم التي لا تُنسى، حيث تنوعت ما بين أزمات إدارية في الأندية إلى أزمة الانتخابات في الاتحاد الذي أفرز رئيساً جديداً مع وقف التنفيذ، وانتهاءً بالهزائم الثقيلة التي تلقاها المنتخب الأول في بطولة كأس العرب وخروجه مبكراً من تصفيات كأس العالم.
وفي هذا المقال نستعرض أبرز المحطات التي مرت بها الكرة السودانية خلال عام 2021:
هزائم ثقيلة ووداع مبكر لتصفيات كأس العالم
بالرغم من تأهل المنتخب لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2022 إلا أنه بشكل عام كان أداؤه مخيباً للآمال، حيث فشل في التأهل للأدوار الحاسمة من تصفيات كأس العام القادمة بتذيل مجموعته بحصيلة ثلاث نقاط فقط أتت من ثلاثة تعادلات ليودع التصفيات مبكراً.
وأتت الطامة الكبرى في بطولة كأس العرب التي أقيمت في قطر حيث تلقى هزائم ثقيلة أمام كل من مصر والجزائر بواقع 4 أهداف للأول و5 أهداف للثاني وخسارته في مباراة رد الاعتبار أمام المنتخب اللبناني بهدف، ولم يتمكن لاعبو المنتخب من تسجيل أي هدف في مرمى منافسيه.
وكان نتيجة هذا الأداء المخيب هو الإطاحة بالمدرب الفرنسي هوبير فيلود من كرسي الإدارة الفنية ومعه قرابة 14 لاعباً دفعة واحدة، بعضهم كانوا أساسيين طوال العامين السابقين وكان لهم دور أساسي في تأهل المنتخب لنهائيات كأس أمم إفريقيا.
اللعب خارج الديار بأمر كاف
نسبة لعدم جاهزية معظم الملاعب في السودان سواء الملاعب التي تتبع للاتحاد أو الأندية فإن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قد منع جميع الأندية والمنتخبات من اللعب في السودان حتى يتم تطبيق الشروط الفنية التي طالب بها.
وقد كان لهذا الأمر تأثير كبير في مسيرة المنتخب في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، واضطر إلى لعب جميع مبارياته في المغرب؛ حيث لم يتمكن من الاستفادة من عاملي الجمهور والأرض أمام منافسيه والنتيجة خروجه المبكر من التصفيات.
أما عن الأندية فحالها حال المنتخب؛ حيث اضطر ناديا الهلال والمريخ لعب مبارياتهما في بطولة دوري أبطال إفريقيا في مصر؛ حيث تمكنا من التأهل لدوري المجموعات للمرة الثانية على التوالي، بينما لم يتمكن فريقا أهلي مروي وحي الوادي نيالا من التقدم في بطولة الكونفدرالية.
حيث انسحب الأول من الدوري التمهيدي الثاني للبطولة بعد أن واجه صعوبات مالية حدت من قدرته على السفر، بينما لعب الثاني مباراة واحدة فاصلة أمام الأهلي طرابلس في ليبيا وخسرها ليودع الفريقان مبكراً البطولة في أول ظهور لهما في البطولات الإفريقية.
أزمات إدارية معقدة
أجريت في هذا العام انتخابات جديدة على مستوى الاتحاد والأندية، حيث أفرزت انتخابات الاتحاد الكروي الأول وجوهاً سبق لها التواجد في الاتحاد، حيث تمكنوا من الفوز بالانتخابات وبالتالي إدارة شؤون كرة القدم في البلاد للمرحلة المقبلة، ولكن بصورة ضبابية بعض الشيء، حيث لم يتمكن الفائزان (الرئيس ونائبه الأول) من تسلم مهامهما حتى الآن.
وما زالا في انتظار نتيجة لجنة التحكيم الرياضية (كاس) بعد رفعهما استئنافاً ضد لجنة قرار الأخلاقيات التي أدارت الانتخابات والذي قدم مستندات تشكك في نزاهتهما المالية، في أغرب انتخابات شهدها الاتحاد السوداني لكرة القدم حتى الآن.
وعلى مستوى الأندية فإن النزاعات الشخصية والمؤسسية أيضاً وجدت طريقاً إليها، حيث تمخض الصراع الإداري الدائر في نادي المريخ عن ظهور مجلسي إدارة منتخبين كل منهما يؤكد أنه مجلس الإدارة الشرعي للنادي وما زالا في هذا الصراع حتى وقت كتابة هذه السطور.
ماذا يخبئ العام الجديد للكرة السودانية؟
بشكل عام ستكون كل الأعين موجهة نحو المنتخب في بداية العام الجديد لمعرفة ماذا سيفعل في بطولة أمم إفريقيا المقامة في الكاميرون، حيث وقع المنتخب في مجموعة صعبة للغاية تضم مصر ونيجيريا وغينيا بيساو في ظهور بعد غياب طويل.
ومحلياً فإن الصدام الناري بين كبيري الكرة السودانية نادي الهلال والمريخ في مرحلة المجموعات بدوري أبطال إفريقيا بعد وقوعهما معاً في مجموعة واحدة سيكون الشغل الشاغل للجميع من واقع الندية الكبيرة بين الفريقين في الدوري المحلي.
ولكن يبقى الأهم هو العمل بجد لتأهيل الملاعب لتطابق المواصفات التي طلبها الاتحاد الإفريقي؛ ليتمكن الفريقان من لعب مبارياتها وسط جماهيرهما. كما أن الأزمات الإدارية التي ظهرت والتي سيتم نقلها للعام الجديد من المتوقع لها أيضاً أن تأخذ حيزاً كبيراً في العام الجديد.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.