(يُنصح بالاستماع لأغنية "قوم أقف وأنت بتكلمني" لبهاء سلطان، أثناء قراءة المقال)
عاد من جديد للساحة الفنية المصرية، المطرب بهاء سلطان، صاحب الصوت الفريد، الذي أجمع عليه الجمهور والمطربون والنقاد، ليكمل مسيرته الفنية طويلة الزمن، قليلة الإنتاج، بسبب أزمته الشهيرة مع المنتج الفني نصر محروس، ولكن هذا جانب من القصة، فصفات "سلطان" الشخصية ربما كانت عاملاً هاماً في تعطل مسيرته، بينما تعج الساحة بأشباه الموهوبين.
بهاء ومحروس.. "الواد قلبه بيوجعه وعايز حد يدلعه"
في حلقة جديدة من برنامج "صاحبة السعادة" مع إسعاد يونس، استضافت بهاء سلطان ونصر محروس، لإعلان الصلح بينهما بعد وساطات فنية عديدة، أهمها تدخل الفنان تامر حسني لمحاولة تقريب وجهات النظر بينهما.
حيث وقع "محروس" أثناء الحلقة على إبراء ذمة سلطان من كل الالتزامات والمستحقات المادية عن حفلات "اللايف" التي أحياها الفنان خلال خلافهما الطويل، وإعفاء الفنان من استكمال المتبقي من عقوده المحررة مع المنتج، ليصبح من حقه التوقيع مع أي شركة فنية، مع استعداد نصر محروس للتعاون معه من جديد، بدافع المحبة والتسامح، حسب وصفه.
"خلافنا واختلافنا موضوع قديم.. جايلك بنية صافية وقلب سليم" أغنية "تعال أدلعك".
بداية القصة.. "وانت فاكر لسَّه لسه العمر باقي"
بدأت رحلة بهاء سلطان مع نصر محروس، عام 2000، من خلال تعاقده مع شركة "فري ميوزك"، التي يملكها "محروس، بنية إنتاج وتوزيع كامل الأعمال الفنية للفنان، ومنها العديد من الألبومات الناجحة مثل: قوم أقف، كان زمان، 3 دقائق، لكن ذلك التعاون تعثر لقرابة 5 سنوات، ليعود من جديد بتعاقد لمدة 5 سنوات عام 2009، وما لبث أن عادت الخلافات من جديد بين الثنائي بعد طرح ألبوم "مالنا".
أغنية "أسيبك" من ألبوم "سيجارة"، كانت هي الأخيرة لتعاونهما معاً عام 2014، رغم النجاح الكبير الذي حققته الأغنية، لكن الألبوم الكامل لم يخرج للنور، بسبب طلب "نصر محروس" تجديد التعاقد مع الفنان، لمواصلة التعاون بينهما، لكن بهاء سلطان رفض التجديد، من هنا بدأ الخلاف الذي دام 9 سنوات، لينتهي بإعلان الصلح، وطرح ألبوم "سيجارة" بالأسواق.
"يلّا نغني أغاني جديدة يا حبيبي يا حبيبي مافيهاش ولا جرح".
"وسيبك بقى من اللي فاتنا ما دام الليلة عاملين الصح"
-أغنية عاملين الصح-
ما لا يعرفه بهاء سلطان عن نفسه
بكل تأكيد حالة الحب التي يتمتع بها بهاء سلطان لم تحدث لأي من مطربي جيله والأجيال التي تصغره، فهناك حالة إجماع على صوته الجميل من كل أطراف الساحة الفنية، رغم الاختلافات الكثيرة في الأذواق، فمن يحب عمرو دياب، على الأغلب لا يعجبه تامر حسني، ومن يطربه علي الحجار، لا يسمع ويجز، لكن "سلطان" حالة فنية فريدة.
عندما سُئل الفنان أحمد سعد عن الأفضل بين عمرو دياب وتامر حسني ومحمد حماقي، اختار على الفور بهاء سلطان، بينما يقول عنه الفنان محمود العسيلي: "المفروض واحد زي بهاء سلطان ما يعملش حاجة غير إنه يغني، لكن فيه قصور عندنا في صناعة النجم"، وبخفة ظل قال المطرب الشعبي سعد الصغير: "بهاء لازم يكون في نقابة المهن الموسيقية، اللي عايز يبقى مطرب شعبي، يروح يمتحنه بهاء سلطان فقط لا غير".
قوم اقف وانت بتكلمني قوم اقف بص لي وفهمني
ولا تتكلم وانا بتكلم وإن غلطت ابقى امشي وسبني
(أغنية قوم أقف)
بين حمو بيكا وبهاء سلطان
تغيب عن بهاء سلطان بعض السمات الشخصية للنجوم، فهو خجول، لا يحب اللقاءات التلفزيونية، يكره الأضواء الكثيرة، يفضل أن يبقى بعيداً عن كل هذا باحثاً عن السلام النفسي كما قال في حلقة قديمة مع إسعاد يونس أيضاً، "عشان بتكسف كتير، مش بقعد مع أستاذ نصر وهما ييختاروا الأغاني، بسيبهم وأقعد في البوفيه برة مع الناس، مش عايز أتكلم خالص، بدور على أي حتة فيها سلام نفسي"، بينما نشاهد حمو بيكا وشركاءه يبحثون عن كل فرصة للظهور، يتحدثون بكل ثقة وبلا خوف، ينتجون بغزارة ويتصدرون "التريند" دائماً، وفق متطلبات السوق الرديء، الذي يبحث عمن هم تحت الأضواء، بعيداً عن كونهم موهوبين أو لا.
رسالة قصيرة إلى بهاء سلطان.. وكل بهاء سلطان
وبعيداً عن بهاء سلطان، يعيش الموهوب دائماً في حالة من الشك وعدم الثقة في قدراته بصورة كبيرة، على الجانب الآخر يعيش الموهوم والمدعي في صورة مغايرة تماماً، من الثقة والشجاعة والمبادرة، والتصدر للجمهور، وتحمل تبعات ذلك السلبية، حتى يصل لهدفه في النهاية، وفقاً لمتطلبات السوق الرديء، بينما أصحاب الموهبة وربما أنت منهم، يخشون من ذلك، ولا يؤمنون بأنفسهم كما ينبغي لهم أن يفعلوا، حتى يصلوا إلى المكانة التي تستحقهم ويستحقونها، في كافة المجالات وليس الفنية فقط.
ولو اجتمعت الموهبة مع تلك الصفات لتغيرت المعادلة كثيراً، وأصبحت القاعدة "كن بهاء سلطان، ولا تكن حمو بيكا أو حسن شاكوش".
"انت استثنائي مش زي الباقي شايف بكرة وباصص لبعيد.. انت مش حاجة عادية النسخة الأصلية مفيش منها وضد التقليد"
(أغنية أنت استثنائي).
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.