كما يُمتع التمثيل الجميل فإن التمثيل الرديء يُكدر ويسيء، ليس فقط للمشاهد ولكن للممثل نفسه، هذا العام لم أتمكن من مشاهدة عدد غير قليل من الأعمال بسبب التمثيل الرديء جداً لعشرة ممثلين، أتمنى لو راجعوا أنفسهم من جديد، هذا العام علمت جيداً أن التاريخ قد لا يشفع لصاحبه.
أدوار كتمت أنفاسي لفرط الاستياء تارة، ولفرط الغثيان تارةً أخرى، أدوار انتقصت من رصيد أصحابها بعنف، ووضعت بعضهم من بعد مجد في مرمى النيران، لتصبح علامات سوداء في تاريخهم، أتمنى ألا يكرروه مرة أخرى.
مي عمر
حين أجبر نفسي على مشاهدتها في كل مرة تقوم بالتمثيل أشعر بالشعور ذاته، أمر يشبه الإخفاق الداخلي، أكتم أنفاسي لأركز مع ما تقول فأشعر بالإحباط، ليس ثمة أداء يذكر، غضبها كهدوئها، حزنها كسعادتها، وجه بلا تعبيرات تذكر، يرهقني النظر إليه حين أحاول أن أستنتج بما تشعر حقاً؟ في الواقع اخترت أن أضعها في المركز الأول للأدوار الأكثر سوءاً، جنت مي هذا المركز بواقع دورين من أسوأ الأدوار في 2022، في عمليها "لؤلؤ" و"نسل الأغراب".
لا يبدو أن النقد العنيف الذي تتعرض له الممثلة الأربعينية يمثل مرجعاً لها بأي شكل، هي تمضي في طريقها، أو بالأحرى هي ممضيّ بها على يد زوجها في الطريق المرسوم لها، رغم أنف النقاد والمشاهدين، بتكاليف خيالية وإنتاج ضخم ومستمر تُواصل مي من "لؤلؤ" إلى "نسل الأغراب"، وإلى مزيد من الأعمال القادمة الظهور، مع التأكيد الكامل على مساعدة زوجها لها، حيث قالت في لقاء سابق لها بوضوح "محمد ساعدني بكل اللي يقدر يعمله، في الإخراج في الكتابة، في كل حاجة، احنا متجوزين وبنحب بعض ومبسوطين، مش هروح لحد تاني يساعدني وهو موجود في حياتي"، حسناً، محمد يُحبها ويساعدها وهي تحبه وتساعده، ما ذنب المشاهدين؟ وما علة المنتجين؟!
ريهام حجاج
أشعر بحزن كلما رأيت ريهام على الشاشة، تلك الشابة التي لفتت نظري بتمثيلها في مسلسل "هِبة رِجْل الغراب" بأجزائه، وارتبطت بأدائها في "الكبريت الأحمر"، فجأة صارت غير قادرة على التمثيل، متى وأين وكيف وماذا دهاها، كيف صارت بهذا القدر من السوء، حتى إنني لم أعُد أحتمل رؤيتها على الشاشة، ولم أفرح ببطولتها التي انتظرتها في مسلسل "وكل ما نفترق" في رمضان الماضي، الأسوأ من هذا كله هو إصرارها أنها بخير، وأنها لم تراجع نفسها، بل راحت تدافع عن الأداء السيئ، ما زلت أتذكر استمتاعي بأدائها في أعمال سابقة، وأتمنى لها التوفيق في القادم، وأن تكون قد راجعت نفسها ولو بقدر ضئيل يمكنها من تجاوز عملها القادم بنجاح يمحو سيئات هذا العام، لعلها تعمل على موهبتها كما عملت بجد على جمالها.
أحمد السقا
"ماذا هذا بحق الجحيم" تذكرت التعبير الشهير لترجمات أنيس بعيد، حين شاهدت أحمد السقا على الشاشة في شخصية "عساف الغريب".. أراد أن يبدو غريباً وغامضاً، لكنه بدا أبله وسخيفاً ومثيراً للاشمئزاز، مع سيناريو وحوار سخيف جداً.
في الواقع كان نسل الأغراب ملحمة حقيقية في السأم والسوء والإخفاق، لكن أحمد السقا بالذات بدا لي غريباً للغاية، كيف وافق على عمل مماثل، وكيف تم التمثيل به إلى هذه الدرجة، في عمل تسبب في وقف مخرجه وتوقف الشركة المنتجة عن المساهمة في مزيد من الأعمال من تلك العينة، فضلاً عن نصيحة النقاد بعدم تكرار الخطأ والتورط في أعمال تجارية من تلك النوعية مرة أخرى.
رامز أمير
ممثل شاب، مجتهد، وسيم، يجيد التمثيل، وضعه حظه العاثر في دور ممل للغاية، حاول أن يجتهد دون جدوى، دور لشاب يقول الشعر ويهرب من والده، لا أدري على الدور السخيف أم الكتابة السخيفة أم أداء رامز أمير هو السخيف، في المجمل جاء دور رامز أمير في مسلسل نجيب زاهي زركش أمام يحيى الفخراني، من أسوأ الأدوار التي يمكن للمرء أن يشاهدها، المسلسل في مجمله لم يكن ممتعاً للغاية بالنسبة لي، رغم أداء يحيى الفخراني، لكن القصة أو شيء ما أفسد التوليفة، ومعها ظهور رامز الذي بات مثار سخرية، لشاب يقول الشعر دونما مقدمات بطريقة مضحكة أكثر منها عميقة، طريقة جعلتني أقشعر وأتوقف عن مشاهدة أي مشهد يمت للمسلسل.
علي ربيع
ما زلت لا أعلم حقاً السبب الذي يدفع المنتجين عاماً بعد آخر لمنح علي ربيع أدوار البطولة، كيف؟ ولماذا؟ لا يوجد مسلسل واحد له ترك علامة حقيقية عبر مواقع التواصل، أو أثار إشادة أي من الجمهور أو النقاد، على المستوى الشخصي لا أحتمل رؤية علي ربيع على الشاشة بسبب طريقته التي يتبعها طوال الوقت، البلاهة المتعمّدة، والتي لا تدري من يقف خلفها، شخص ذكي أم إنسان غبي، في كل الحالات لا يتوقف علي ربيع عن تقديم الشخصية ذاتها باستمرار دون كلل أو ملل، لكنني مللت، ولا أملك أملاً في أن يتغير لأنه يرى أن النقد الذي يتعرض له ما هو إلا إيذاء متعمد من "لجان إلكترونية ممولة"!
يوسف الشريف
"كل شيء يتطور إلا أداء يوسف الشريف، كما هو"، لا أحد يختلف على تميز الأفكار التي يقدمها الممثل الشاب يوسف الشريف، ولا أنه بالفعل يلعب في منطقة وحده، بعيدة تماماً عن أي شخص سواه، لكن يبدو أنه أقرب لصاحب الأفكار منه للمثل، عاماً بعد عام الأداء ذاته، الوجه الجامد ذاته، الأسلوب ذاته، نبرة الصوت، أشعر وكأنني لا آراه، سواء ارتدى زي ساحر في كفر بعيد، أو رجل فضاء من المستقبل، في كل الأحوال هو الممثل اللاموجود، يتفق معي في الرأي عدد غير قليل من المتابعين، الذين يرون في أدائه لا شيء، أتمنى تميز أفكاره في السنوات المقبلة كما فعل في "كوفيد" و"كفر دلهاب" وغيرها من أعماله المميزة.
مصطفى قمر
في واحد من أسوأ أدواره على الإطلاق ظهر "مصطفى قمر" في مسلسل "فارس بلا جواز"، الذي اعتبره قمر "كوميديا هادفة"، وأعتبره أنا كوميديا مستفزة، قائمة على فكرة النجم، اللانجم، البطولة التلفزيونية الأولى له منذ 11 عاماً جاءت باهتة ثقيلة الدم، مستفزة لأبعد الحدود، واحد من الأعمال التي لم أطق البقاء أمامها 5 دقائق، كان الأمر أقرب إلى الاستخفاف بالدم منه إلى الكوميديا الحقيقية.
زينة
زينة من النجمات المحبوبات، أنا أحبها، وهي موهوبة حقاً، يوافقني الرأي الناقد طارق الشناوي، الذي أكد "موهوبة لكن اختياراتها مهزوزة منذ 8 سنوات"، في "كله بالحب" جاء كل شيء بائساً، خاصة أداءها هي، "أنا بطلة العمل" هكذا جاء دخول زينة إلى المسلسل الذي لعبت بطولته باعتبارها البطلة وليس الممثلة، ظهر هذا بقوة في كمّ المشاكل والأزمات التي أحاطت بالعمل قبيل عرضه حتى، أجمع النقاد أن قيام "زينة" بـ"تفصيل" الدور، والتحكم الكامل في كل شيء، والتصدر لكل شيء، في رأيي حتى تمثيلها جاء متواضعاً بائساً مستفزاً.
أحد داش وأحمد مالك
في المركزين التاسع والعاشر أضع الأحمدين داش ومالك، عن دورهما في "نسل الأغراب"، لن ينسى أحد كم السخرية والتهكم الذي حظي به مكياج الشخصيتين، والأداء العام لاثنين من الصعايدة "الفرافير"، على حد وصف المشاهدين، أو في وصف آخر "صعايدة على ما تُفرج"، بدا هذا واضحاً في الاستفسار المنطقي "هو بيقول إيه؟"، كناية عن صعوبة الأداء عليهما، مروراً برداءة الإكسسوار والملابس، مقارنة بحجم كل من داش ومالك، عموماً في رأيي الخطأ الوحيد الواقع عليهما هو التعاون مع من لا يقدر موهبة كل منهما، أما ما دون ذلك فما زال -رأيي- أن أمام الشابين فرصاً واسعة للأداء والتميز، ولكن في مواضع مناسبة وصحيحة لهما.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.