“بطولة صغيرة ستقام في إفريقيا”.. كيف كشف تصريح كلوب “العنصري” مخطط اليويفا لإلغاء “كان 2021″؟

عدد القراءات
3,554
عربي بوست
تم النشر: 2021/12/16 الساعة 09:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/16 الساعة 09:34 بتوقيت غرينتش
كأس أمم إفريقيا - صورة توضيحية - مواقع التواصل

هناك بطولة صغيرة ستقام في إفريقيا في شهر يناير/كانون الثاني

صاحب هذه الكلمات هو المدرب الألماني لنادي ليفربول الإنجليزي يورغن كلوب، المهدد بفقدان ثلاثة من أهم لاعبيه خلال فترة إقامة كأس أمم إفريقيا، وهم المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني والغيني نابي كيتا.
قد نتوقف ملياً عند وصف "البطولة الصغيرة" الذي يختصر بالأساس نظرة الأوروبيين للمنافسة الأكبر في القارة السمراء، أو نجد "مبررات" للمدرب ونصدق أنه بالفعل كان يسخر فقط من نظرة الإنجليز لتلك البطولة؛ لكن الأهم يكمن في الأخبار التي تنشرها هذه الأيام المنابر الإعلامية الأوروبية، والتي "تجزم" بأن قرار "الإلغاء" وليس فقط التأجيل قد اتُّخذ، ولا يفصلنا عن إعلانه سوى ساعات معدودة.

يورغن كلوب مدرب ليفربول ينوي إحداث تغييرات جوهرية في الفريق
يورغن كلوب مدرب ليفربول

أن نقرأ الخبر من مصادر أوروبية قبل الجهات المعنية بالأمر، وهي الإفريقية، فذلك دليل قاطع وجازم على الطريقة "المخزية" التي تُعامل بها أوروبا بقيادة "اليويفا" ومعها "الفيفا" القارة الإفريقية. ودليل آخر على صدق "أسطوانة" العنصرية، التي يرددها أساطير إفريقيا كصامويل إيتو والإعلاميين الأفارقة أو حتى الجماهير العادية.

وإلا كيف يعقل أن يلقي الاتحاد الأوروبي بكل ثقله من أجل إلغاء البطولة الدولية أو إعادة تأجيلها لدواعٍ "واهية"؟ ومَن أعطاه الحق أساساً للتدخل في شؤون اتحاد كروي قارّي مستقل؟

إذا كانت شماعة الكورونا ومتحور "أوميكرون" هما السبب فالقاصي والداني يعلم بأن الأخير أضحى منتشراً في أكثر من 60 بلداً في العالم، وهناك مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز مهددة بالإلغاء، لأن أعداد المصابين في ازدياد ملحوظ.

بالأمس، كشف نادي ريال مدريد عن إصابة اثنين من لاعبيه، وهما مودريتش ومارسيلو بالفيروس، إذن لا يبدو استحضار عامل الكورونا "مقنعاً" على الإطلاق، وهو يلقي بظلاله على كل بقاع العالم، وشهدنا بطولات نجحت باعتماد بروتوكلات صحية صارمة، آخرها كأس العرب المقامة حالياً بقطر؛ لكن السؤال المطروح بقوة: لماذا ينزعج "اليويفا" من موعد "الكان"؟

يورغن كلوب يقلل من شأن بطولة كأس أمم إفريقيا

في السنوات الفارطة ظل العديد من اللاعبين الأفارقة يشتكون بسبب فقدان بعضهم لأماكنهم في أنديتهم بسبب موعد الكأس الإفريقية، ولم يحرك أحد ساكناً، لكن في السنوات الأخيرة، وبعد أن نجحت العديد من الأسماء في حصد مكانة كبيرة والمنافسة في اعتد الأندية الأوروبية تغيرت المعادلة؛ إذ لم يعد الأمر يقتصر على ديديه دروغبا وصامويل إيتو ومايكل إيسيان ويايا توري وأسماء تعد على أصابع اليد الواحدة؛ فقد اجتاح نجوم القارة السمراء كبار القوم في أوروبا، وبزغ نجم محمد صلاح، ورياض محرز، وحكيم زياش، وأشرف حكيمي، وإسماعيل بناصر، وبيير إيميريك أوباميانغ، وإدوارد ميندي، وفيكتور أوسيمين، وساديو ماني، وفرانك كيسي، والعشرات غيرهم، وأضحت أندية الصفوة مهددة بفقدان أبرز أوراقها الرابحة.

ومن هنا صارت مسألة الضغط على إفريقيا حاجة ملحة؛ لأن المصلحة تغيّرت، ولم يعد اللاعب الإفريقي فقط هو المتضرر الرئيسي منها، وهذا يحيلنا مجدداً إلى طريقة تعاطي هؤلاء مع هذه القارة بأسلوب يفتقد للاحترام، والدليل في التصريح الصادر اليوم على لسان الجنوب إفريقي "لوكس سبتمبر"، مدير العمليات والعلاقات الإعلامية بالاتحاد الإفريقي، حين قال عن قرار التأجيل "إنها أكاذيب مصدرها لوبي يحاول التقليل من إفريقيا، ونحن نعرفه" .

إلى متى إذن ستستمر هذه النظرة الدونية لـ"ماما أفريكا"؟ ولماذا لا يتعاطى الأوروبيون بمنطق وثقافة الحوار والاحترام المتبادل إلا بينهم؟ 

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

عادل العوفي
كاتب وصحفي مغربي
درستُ الإعلام والصحافة، وعملتُ بالعديد من المنابر العربية مثل: القدس العربي ورأي اليوم اللندنيتين، وصحيفة المسار بسلطنة عمان، وغيرها، بالإضافة إلى كتابة مقالات رأي في منابر أخرى. عملت مُعدّاً، ومقدم برامج تلفزيونية، وكاتب سيناريو، وآخر أعمالي في هذا المجال مسلسل "عائلة بوخالد" في قطر
تحميل المزيد