فيلم "ماليغنانت" للمخرج "جيمس وان" أفضل فيلم رعب في العقد الأخير. في الفيلم المرعب يتخلّق التوأم الشرير "غابرييل" من جسد الفتاة ماديسون، ما يعني أن الشيطان يقبع داخل النفوس!
ابتكار فريد وعميق وشيق مع بُعد "شيطاني" يفتح عهداً جديداً في سينما الرعب.
في الثُّلثين الأوّلين من الفيلم نرى شخصية غامضة تتسلل وتقتل الناس، ونعلم أنه مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالفتاة ماديسون، حيث يبدو أن المقدمة المرعبة، والإشارات إلى الجراحة الترميمية في مرحلة الطفولة، والعبارة المتكررة "اقطعوا السرطان" تعطي صورة واضحة جداً عن الاتجاه الذي كان يتجه إليه فيلم الرعب هذا.
حبكة فيلم رعب فريدة!
كانت الفكرة في رأس المخرج عن الفيلم بأكمله هي أن غابرييل كان سابقاً توأماً ملتصقاً بماديسون، كان "مقطوعاً"، ثم يُفترض أنه تم إهماله، لكنه تمكن من البقاء على قيد الحياة، ونما ليصبح شخصاً بالغاً مشوهاً، ثم شرع في الانتقام ممن ظلموه.
الخيار الآخر، تطور أعرج، حيث مات غابرييل وكانت ماديسون تهلوس بوجوده طوال الوقت وهي القاتل الحقيقي. لقد شاهدتُ هذا الفيلم من قبل، لكن الجواب الفعلي هو مزيج من الاثنين، غريب وأفضل من كليهما معاً، وبفكرة غير مسبوقة!
لذا، فماديسون تشارك القاتل، ومع ذلك فإن الكشف المجيد هو أنه عندما "تستيقظ" يدفع غابرييل وجهه إلى مؤخرة رأسها، ويتحكم في جسد ماديسون… يخلع مفاصلها ويحركها مثل نوع من الدمية الشيطانية، لقد نسيت أن أذكر أن "غابرييل" لديه أيضاً قوى خارقة بشكل فعال، والقدرة على تفجير الإلكترونيات بقوة فائقة وسرعة وخفة حركة.
النتيجة النهائية: غابرييل واحد من أكثر أشرار الرعب جنوناً الذين رأيتهم على الشاشة، والذي يخلق بعضاً من أكثر تسلسلات الحركة جنوناً في فيلم رعب رأيته على الإطلاق، مثلما قتل بمفرده شخصاً داخل زنزانة النساء، ثم تقريباً كل رجال الشرطة بالخارج.
أريد حقاً مشاهدة فيلم وثائقي لأشاهد كيف تم تصوير أي من هذا، كم من هذا كان تقنية CGI الجديدة المذهلة، والأطراف الصناعية والعمل البهلواني؟ لقد مر وقت طويل منذ أن شاهدت فيلماً مماثلاً، وأصابتني الحيرة حقاً بكيفية تصوير شيء ما هكذا، ولكن هذا هو مدى جاذبية تصميم غابرييل.
لكن المطلوب من المشاهدين النبهاء دقة الملاحظة والتركيز حتى يستوعبوا الموضوع، الذي يبدو بحق مربكاً منذ البداية!
تبدو هذه خدعة لا يمكنك عملها إلا مرة واحدة، فالكشف عن شكله الحقيقي هو أبرز ما في الفيلم، لذلك لست متأكداً حقاً مما تفعله كمخرج مبتكر لتتمة محتملة هنا مستقبلاً.
الغريب بالنسبة لي أن هذا الفيلم بدا لي في البداية فيلما سخيفاً مكرراً من أفلام الرعب التجارية، حتى انغمستُ بعمق الحدث، وتبيّن لي أني أشاهد تحفة رعب سينمائية "غير مسبوقة"!
خلال الكشف عن أن ماديسون لديها توأم طفيلي، هو غابرييل، فقد كان غابرييل نائماً داخل ماديسون طوال حياتها، ولكن عندما حطّم زوجها المسيء رأسها بالحائط استيقظ "أخونا المرعب" غابرييل، وأصبح هكذا قادراً على اختطاف جسدها لارتكاب جرائم قتل متسلسلة، وبالتالي تحوّل لورم "خبيث" حي لا يمكن كبح جماحه… وقد اندهش معظم النقاد من هذا المنعطف، حيث تحدث الناقد "أندرو باركر" من تشكيلة فارايتي عن بناء "وان" للنهاية الدموية.
وذكر منبهراً أن "مشاهدته وهو يؤسس مشهد طعن مليء بالرهبة في هذه المرحلة من حياته المهنية يشبه الاستماع إلى عازف بيانو بارع في حفلة موسيقية"!
في عام 1993، عالجت الدكتورة فلورنس ويفر مع زملائها "فيكتور فيلدز وجون جريجوري المريض النفسي غابرييل، في مستشفى سيميون للأبحاث. يتمتع غابرييل بصلاحيات خاصة مثل التحكم في الكهرباء، وبث أفكاره عبر مكبرات الصوت. وذات ليلة تحول غابرييل إلى العنف وقتل العديد من موظفي المؤسسة، هذه هي لقطة الاستهلال في الفيلم، الذي يحتاج المرء للغوص بأعماق ذروة الشريط حتى يفهمها!
ثم أثناء التحقيق اكتشف "شو وموس" صورة لماديسون عندما كانت طفلةً في منزل ويفر، وتعلما أن "ويفر" متخصص في الجراحة الترميمية للأطفال. تقترب ماديسون وشقيقتها من الشرطة بعد أن يكون لدى ماديسون رؤية أخرى، هذه المرة لقتل الدكتور فيلدز. يتصل القاتل بماديسون ويكشف عن نفسه أنه "غابرييل"، صديق طفولة ماديسون الخيالي. تزور هي وشقيقتها والدتهما جين لمعرفة المزيد، تدرك ماديسون أن غابرييل لم يكن صديقها الخيالي، بل كان شخصاً حقيقياً تحدثت إليه خلال طفولتها، ثم وجد "شو" رابطاً بين الأطباء وماديسون، الأمر الذي دفعه إلى اكتشاف جثة الدكتور جريجوري.
غابرييل، الذي استفزه زملاؤه السجناء في السجن لاحقاً يتحكم بشكل كامل في جسد ماديسون، ويذبحهم، وتقريباً يسيطر على المنطقة بأكملها بقوة خارقة وخفة حركة، وفي النهاية يغادر بملابسه وسلاحه.
لكن "سيدني وشو" يعترضاه في المستشفى، حيث أدخلت سيرينا، وقد أصيب شو بجروح بالغة من قبل غابرييل، وسيدني مثبتة على الحائط بواسطة سرير مستشفى. تخبر سيدني ماديسون أن غابرييل هو سبب إجهاضها، لأنه كان يتغذى على أجنة لها، غاضبة من الوحي، تستيقظ ماديسون وتستعيد السيطرة على جسدها، بنقلهما إلى مشهد عقلي أسود تقفل ماديسون غابرييل الشيطان وراء القضبان، قائلة إنها الآن هي المسيطرة، وإن "سلطات غابرييل" هي قوتها الآن.
بينما تترك ماديسون غابرييل ليتعفن في ذهنها، يصرّ عليها أنه سيعود يوماً ما، تجيب ماديسون بأنها ستكون جاهزة له، وعندما يفعل ذلك ويترك المشهد الذهني ويعود إلى المستشفى للسيطرة الكاملة على جسدها ترفع ماديسون سرير المستشفى، الذي يعلق "سيدني" على الحائط، بقوتها المكتسبة حديثاً.
كما تؤكد ماديسون أنه على الرغم من أنها تم تبنيها ولا ترتبط بالدم مع أبويها، فإنها كانت تشعر أن ابنتهما هي أختها طوال الوقت، وهي فخورة بكونها كذلك، بينما تحتضن الاثنتان بعضهما بحب، تنظر "سيرينا" بسعادة، ونرى مصباحاً في زاوية الغرفة يثير وميضاً "مكبوتاً" لا يأتي أبداً… وربما هذه رسالة غامضة خفية من "غابرييل"، تعلن أنه ما زال حياً، وسيأتي ربما في فيلم رعب جديد!
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.