رغم خروجه من المنافسة.. كيف تمكن المنتخب الأردني من إبهارنا في كأس العرب؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/12 الساعة 11:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/12 الساعة 11:19 بتوقيت غرينتش

 غادر المنتخب الأردني منافسات كأس العرب برأس مرفوع، وأداء فني مقنع، بعد الخسارة أمام المنتخب المصري الشقيق، وإن كان المشجع الأردني مازال ينتظر تطور الطموحات، بحيث نبحث عن الألقاب والفوز بالبطولات وليس فقط المشاركات الإيجابية.

المباراة فنياً تسيّد فيها المنتخب الأردني الشوط الأول، وتجرأ على المنتخب المصري، الذي وجد نفسه تائهاً أمام ثقة النشامى وقوتهم وحسن انتشارهم، وما منع المنتخب الأردني من حسم الأمور بتسجيل نتيجة تاريخية قياسية في الشوط الأول هو التألق الكبير والحضور الذهني العالي لحارس إفريقيا الأول محمد الشناوي، الذي منع دخول هدفين، ومن ثم قائم وعارضة مرماه كذلك.

تسجيل المنتخب المصري لهدف التعادل في الوقت الإضافي للشوط الأول هو نقطة التحول الرئيسية في اللقاء، والتي أعادت المنتخب المصري لاحقاً لأجواء اللقاء، بعد سلسلة الصفعات التي تلقاها من النشامى.

الشوط الثاني تحسن فيه أداء المنتخب المصري، وتمكن من مجاراة نظيره الأردني، واستطاع الخروج بالمباراة إلى بر الأمان بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.

الأشواط الإضافية شهدت حسم اللقاء من المنتخب المصري؛ نظراً لتفوقه في العامل البدني، وكذلك قلة التركيز الذهني لبعض أفراد المنتخب الأردني وجهازه الفني في أوقات حاسمة.

بقي أن نشير إلى نقطة مهمة سبقت اللقاء، وهي سلسلة الإصابات التي ضربت المنتخب الأردني، بحيث لم يتبقَّ على قائمة الاحتياط إلا أربعة لاعبين، جميعهم يلعبون في خط الوسط والهجوم، وليس بينهم أي مدافع، وكذلك حارس مرمى احتياط، وهذا العامل كان له الدور الأبرز في خسارة النشامى لاحقاً.

بعيداً عن التحليل الفني ووصف مجريات لقاء الأشقاء، فإن آراء نخبة الخبراء والنقاد الكرويين، وخصوصاً على قنوات "البين سبورت" وقنوات "الكأس" القطرية، قبل اللقاء، كانت في مجملها منطقية، وصبّت في صالح المنتخب المصري، ومنهم من انحرف عندما تخيل قدرة مصر على التفوق بنتيجة تصل لخماسية، ولكن النشامى كانوا على الموعد، وتفوقوا على كل إحباطاتهم وظروفهم الصعبة التي سبقت اللقاء، وخرج اللقاء بشكل متكافئ جداً فنياً، وتعتبر هذه المباراة واحدة من أقوى مباريات البطولة فنياً.

وبعد اللقاء عبّر الخبراء والنقاد الكرويون عن احترامهم لمنتخب الأردن، وتحدث بعضهم بأن البطولة خسرت المنتخب الأردني بخروجه منها.

في الأردن، وكذلك في الدول العربية شعوب بسيطة محبة لمنتخباتها القومية، ومنحازه لكل ما هو عربي، ومنها المنتخب المصري، الذي يحبه ويشجعه ويفرح له المشجع الأردني في إنجازاته، وكثير من الشباب هنا يتابعون بمشاعر الفخر اللاعب العربي المصري الرائع محمد صلاح، ولذلك فإن الانحراف الإعلامي الذي حدث من بعض محللي كرة القدم، الذي يقلل من احترام الآخرين لن يؤثر على هذه الفطرة العربية، لكنهم مطالبون بإعادة النظر في المحتوى الذي يقدمونه للمُشاهد، خصوصاً عندما يكون التنافس بين أشقاء، لتجنب خلق صراعات ليست رياضية.

قد يكون من المبرر قبل لقاء الأشقاء أن يتوقع كل من "يفهم كرة القدم" فوز المنتخب المصري وتفوقه على المنتخب الأردني، ولكن فوقية البعض، وخطاباتهم تكون سبباً في توليد الاحتقان بين الجماهير الكروية.

مما لا شك فيه أن من أهم عوامل قوة منتخبات بلاد الشام عموماً، والمنتخب الأردني خصوصاً، "الحماس الشديد والقتالية" المرتبطة بحب الوطن، ولذلك فإن التقليل من شأن المنتخب الأردني غالباً ما ينقلب إلى طاقة إضافية "يصفع" بها النشمي خصمه كروياً.

ولا يفوتنا أن نقول "شكراً قطر"، التي كانت على الموعد وجمعت الأشقاء العرب، وهم الذي ساعدوها أيضاً في هذه البروفه القوية لكأس العالم، التي تستضيفها الشقيقة قطر العام القادم. 

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علي أبو صعيليك
كاتب أردني
كاتب أردني
تحميل المزيد