حين سألت مدرّسة المرحلة الابتدائية عاصي الرحباني عمّا يطمح أن يكون حين يكبر، كانت إجابته بلا تردد "سأكون صائغاً مثل أبي"، أما منصور فكان جوابه سيريالياً، وأخبرها بأنه يريد أن يصبح "تمساحاً أو حرباء"، يقول منصور كنت سريالي التفكير منذ طفولتي، كنت غير منطقي ورافضاً لكل الواقع.
الطفولة
هي حكاية طفولة صعبة عانى فيها الشقيقان عاصي ومنصور وجع الفقر والحرمان بين ضفتي نهر الفوار في قرية "أنطلياس" من قرى قضاء المتن في محافظة جبل لبنان.
نشأ عاصي ومنصور في ظل والدهما "حنا الرحباني"، تلك الشخصية التي أثرت في مسيرتهم أكثر مما فعل أي شيء آخر.
أبو عاصي
ولد حنّا الرحباني في طنطا بمصر بعد أحداث 1882 بعد أن هاجر والداه في عهد العثمانيين، وعاد حنّا إلى بيروت بعد ذلك، وسكن في حي الرميل، وعمل صائغاً لدى أقاربه الذين يعملون حتى الآن في تلك المهنة، نشأ حنا وسط أقاربه في محل الصاغة وكان يتطور كثيراً في هذه المهنة، لكنها لم تكن تدر عليه عائداً يرضيه، فكان بديله أن يذهب مع بعض أصدقائه من "القبضايات"، وهم قطاع الطرق، فيعود من كل مشوار معهم بمغانم كثيرة.
بطبيعة الحال كان يحمل معه سلاحاً سواء كان مسدساً أو خنجراً، فحدث أن اشتبكوا مرة مع الجنود العثمانيين فحُكم عليه بالإعدام، فلم يجد مفراً سوى الهرب إلى خارج نطاق حكم العثمانيين حتى لا يخضع لذلك الحكم.
فوصل إلى أنطلياس وافتتح هناك مقهى جعله ملتقى لكل الفارين من حكم الإعدام العثماني، واستمر العمل في المقهى بإدارة حنّا الرحباني وسهراته الموسيقية وعزفه على آلة البزق الموسيقية للزبائن، ثم وضع الرحباني الكبير مجموعة من القوانين لتنظيم عمل المقهى، فوضع لوحات إعلانية تمنع كل شيء يخل بالآداب العامة، ساهمت تلك القوانين في زيادة شعبية المقهى.
قدوم عاصي ومنصور إلى الحياة
ولد عاصي الرحباني في الرابع من مايو/أيار عام 1923، وبعده بسنتين في السابع والعشرين من مارس/آذار عام 1925، ولد منصور.
في تلك الفترة كانت الأحوال المادية للأسرة بخير حال، فالمقهى في عز شهرته والزبائن يرتادونه باستمرار، ورغم أن حنّا كان يحب الفن والموسيقى لم يسمح لعاصي ومنصور بتعلمها، لأنه كان يرى أنها لا تطعم خبزاً ولا تفتح بيتاً، فكان يعاقب أيّاً منهم إذا رآه يحاول أن يعزف على البزق أو الاقتراب منه.
عوالم عاصي الخيالية
كان عاصي ومنصور مرتبطين ببعضهما كأنهما توأمان، يقضيان وقتهما كله معاً، يجلسان في عليّة المقهى يتلصصان على الزبائن في مقهى أبيهم، وعاصي يقوم باختراع بعض القصص المسلية والغريبة عن حياة الروّاد، كان يخلق عوالم ويستطرد في شرحها لأخيه منصور، يقول منصور إن تلك الشخصيات التي كانا يتندران بها في طفولتهما هي الشخصيات التي قام على أساسها فيما بعد المسرح الرحباني.
ومن تلك العلية كانا يستمعان إلى الأغنيات الخارجة من جرامافون المقهى، فعرفا أم كلثوم وسيد درويش وزكريا أحمد ومحمد عبد الوهاب.
وحين يدلف الليل كان يغلق أبو عاصي المقهى ويجلس بالداخل مع أصدقائه ويعزف لهم على البزق، ويسهرون حتى مطلع الفجر يغنون، ولا يدرون أن هناك طفلين في العلية يصغيان إليهم ويحفظان كل ما يسمعانه عن ظهر قلب.
من تلك المواويل التي كان يغنيها حنا الرحباني أبيات شعر لعنترة بن شداد، استخدمها الأخوان فيما بعد في موشحهم الشهير.
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم… ولا رضيت سواكم في الهوى بدلاً
لكنه راغب فيمن يعذبه … وليس يقبل لا لوماً ولا عذلاً
التنبؤ بموهبة عاصي
في تلك الفترة من حياة عاصي ومنصور بدأت أفكارهما تأخذ منحى مختلفاً، فكانا يتساءلان عن سر كل شيء، سر الوجود، سر الخلق، كيف حدث ولماذا؟ والعديد من الأسئلة التي لم تكن تنتهي.
في خضم تلك التساؤلات انتبه أصدقاء أبيهم إليهما وقالا له إن عاصي سيكبر ليصبح "شاعراً"، أما منصور فلن يصبح أي شيء، وذلك لوجود هذا الفرق الكبير بين كلتا الشخصيتين آنذاك، فعاصي كان أنيقاً مهندماً لبق الحديث، أما منصور فكان أضخم في بنيته وفاشلاً في دراسته، لم تكن هناك أية بوادر تدل على أن هذا الفتى الذي يهرب من المدرسة كل يوم سيكبر ليصبح فناناً.
وفي تلك المرحلة بدأ بالفعل عاصي بكتابة القصائد الساخرة والطريفة بتشجيع من جدته، وكان هو ومنصور مع العائلة يغنيان معاً أغاني مثل "لما بدا يتثنى"، "زوروني كل سنة مرة"، تلك الأغاني التي أعادا توزيعها بعد سنوات طويلة.
أول كمانجا يشتريها عاصي من 10 ليرات وجدها على الأرض
ذات يوم من أيام صيف 1938، وجد عاصي على أرض المقهى ورقة نقدية بقيمة عشر ليرات، وحين أخبر عاصي والده أخبره أن تلك الورقة تخص أحدهم وسوف يعود ليأخذها، وظلت العشر ليرات في المقهى لعدة أيام، لكن لم يعد أحد ليستردها، عندها أخذها عاصي وذهب بها إلى بيروت واشترى كماناً بسبع ليرات وباقي المبلغ دخل به السينما مع صديقه.
"الحرشاية" التي أسسها عاصم وهو ابن 15!
قرر عاصي استغلال أفكاره الغريبة في إنشاء مؤسسة صحفية مستقله أطلق عليها اسم "الحرشاية"، ولم يكن يعمل فيها سواه، كان يقوم بتحريرها وكتابتها بخط يده على دفتر المدرسة، تضمنت العديد من الخواطر والقصص والنقد المسرحي والشعر، كل مقال كان يوقعه باسم شخص وهمي، كما اخترع مراسلين لتلك الصحيفة في عدة مناطق ينقلون له الأخبار، وحين ينتهي منها كان يذهب إلى أصدقائه يقرأها عليهم في سهراتهم، هذا الاهتمام بعاصي وجريدته أثار غيرة منصور، فدفعه إلى تأسيس صحيفة منافسة له، أطلق عليها "مجلة الأغاني" ضم فيها عدداً من الأخبار والقصص ومشاهد مسرحية، فلاقت شعبية مثلما لاقت مجلة عاصي.
البداية الحقيقية للموسيقى
في منتصف العام 1938 وصل الأب بولس الأشقر (مؤلف موسيقي معروف حينها) إلى قرية أنطلياس، وبدأ يجمع من شباب القرية ليشكل فرقة تقوم بالغناء الجماعي، وتم اختيار منصور رغم أن صوته لم يكن جميلاً، ولم يقم باختيار عاصي، لأن صوته قد بدأ يخشوشن بطبيعة المرحلة العمرية.
وحين بدأت البروفات كان عاصي يذهب ويقف بالخارج عند الباب يسترق السمع، وفي أحد الأيام كان الأب بولس الأشقر يشرح نظرية موسيقية "التيتراكورد"، وكعادة عاصي كان يقف خارج القاعة يستمع إلى الشرح.
وما إن فرغ الأب بولس من الشرح حتى سأل الجميع من يستطيع أن يعيد لي شرح هذه النظرية؟ ولم يجب أحد سوى الصوت الواقع خلف الباب، كان هذا هو عاصي، فدعاه الأب إلى الدخول وأخبره أنه إذا عاد شرح النظرية له سيقوم بتعليمه الموسيقى، وبالفعل شرحها عاصي له وأعجب الأب بولس بشغف هذا الفتى وتميزه وقرر ضمه إلى الفرقة وتعليمه أصول الموسيقى.
واستمر الأب بولس في تعليمه الموسيقى للأخوين رحباني طوال ست سنوات، نقل فيها خبرته الموسيقية إليهما وأطلعهما على مكتبته الموسيقية ومراجعه النادرة، ورداً لهذا المعروف كانت أول قطعة موسيقية من تلحين الأخوين رحباني مهداة لهذا الأب المعلم بمناسبة عيد مولده.
وصية الأب بولس لعاصي
"ازرعوا في قلوب الناس الشعر والموسيقى"
في حفل لإحياء ذكرى الأب بولس عام 1963 جاءت كلمة عاصي الرحباني، وقال إنه حين سأل الأب بولس "يابونا علمتنا كل تل السنوات ولم تأخذ منا شيئاً، كيف نكافئك ونرد لك هذا المعروف؟" كان رده "ترد لي المعروف إذا أكملت رسالتي، اكتبا أغاني وازرعا في قلوب الناس الشعر والموسيقى".
تجارب مسرحية كارثية للأخوين
كان عشق عاصي ومنصور للمسرح لا حدود له، حتى مع ضعف الإمكانيات المتاحة لهما، لكن تلك التجارب كانت معظمها تنتهي بكوارث مختلفة، من ضمن تلك التجارب مثلاً كان منصور يمثل دوراً ثانوياً في مسرحية، ومن المفترض أن يدخل حمار إلى المسرح، وحين دخل الحمار إلى المسرح جن جنونه بسبب صفارات الجمهور، فأخذ يركض ويرفس، فانهار المسرح وانتهت المسرحية بضمادات وجروح منتشرة على جسم منصور.
وكذلك من هذه التجارب المضحكة حين دخل التراب في عيني عاصي أثناء وقوفه على خشبة المسرح، أو حين دخلت قطة شرسة إلى المسرحية وصارت تخدش في الجمهور والممثلين، أما حادثة حريق مسرحية "في سبيل التاج" لإدمون روستان فكانت لا تنسى، فديكور المسرحية كان عبارة عن أكياس من الأقمشة والورق، فانتقلت النار من أحد المشاعل إلى الديكورات، فنشبت النار في المسرح بأكمله، كل هذا أثناء أداء منصور دور القتيل، فحين سمع الجمهور يصرخ "حريق حريق" قام منصور من موته المزيف، فانفجر الجمهور في الضحك: "الميت قام".
مصاعب مادية
أثناء كل هذه التجارب المضحكة في مسارح أنطلياس، كان الوضع المادي في منزل حنّا الرحباني يتدهور، فحنا الرحباني أصبح يعول ستة أبناء، ومصدر دخله الوحيد هو المقهى، فجاءت كارثة طوفان 1943 الذي جرف المقهى بأكمله، فكان لا بد حينها من الاعتماد على عاصي ومنصور في دعم مصروفات العائلة، حتى زاد الأمر سوءاً وفاة "حنا الرحباني" نفسه بعد الطوفان بعام، وتحديداً في 1944.
العمل في الشرطة!
في بداية العام 1939 التحق عاصي الرحباني بوظيفة حكومية في بلدية أنطلياس كـ"ضابط"، وبعده بسنتين التحق منصور بالشرطة القضائية في بيروت.
كان يعمل عاصي نهاراً في البلدية، ومساءً عازف كمان في بعض المقاهي، ومن حسن حظه أن رئيسه في العمل كان يحب الموسيقى، فكان يتغاضى عن سهرات عاصي الموسيقية خارج العمل، بل ويعقد سهرات موسيقية في منزله، لكن المشكلة هي أن عاصي ومنصور كانا فاشلين في هذا العمل المتعلق بالبلدية والشرطة أيضاً.
فيحكي منصور أنه ذات يوم صدر قرار بقتل الكلاب الشاردة كونها تشكل خطراً على أهالي المنطقة، وأعطي الأمر إلى عاصي وتم تسليمه السلاح وخرطوشة رصاص، وذهب عاصي بالسلاح الذي لم يكن يعرف كيفية استخدامه وصوب ناحية الكلب المسعور، لكنه أخطأ التصويب وأصاب بقرة في بستان بعيد، فثار أصحابها واضطرت البلدية لتعويضهم بمبلغ ضخم وفرض الجزاء على عاصي لسوء تعامله مع السلاح.
وتكررت تلك الحوادث الغريبة مع عاصي، وظل يتذكرها، بل إنه استخدم بعضها في أعماله المسرحية مثل "بياع الخواتم" و"المحطة" و"بنت الحارس".
أما منصور فيقول إنه كان مقتنعاً بأنه أسوأ شرطي عرفته الجمهورية اللبنانية، فكان يهرب من النوم في مركز الشرطة طوال الوقت، فيذهب ليحضر الحفلات الموسيقية أو ليعزف في سهرات المقاهي.
نشأة "الأسلوب الرحباني"
في منتصف عام 1943 قام عاصي ومنصور مع أصدقائهما بإنشاء نادٍ ثقافي لتنظيم الحفلات والنشاطات الفنية، وبدأت حفلات النادي يغني فيها عاصي ومنصور مع أصدقائهما، كانا قد قررا اعتماد أسلوب الأغنية القصيرة التي لا تتعدى الثلاث دقائق، لأنهما كانا يشعران برتابة الأغنية الطويلة بتكراراتها، فكانا يفضلان أن تكون الأغنية مكثقة كأنها جرعه سريعة من الجمال، فاعتمدا على ذاكرتهما من الأغاني التي كانا يسمعانها من أبيهما وجدتهما.
في هذا النادي قاما بتأسيس المسرحية الغنائية القصيرة، فكتبا ولحّنا وغنيا "سكيتشات" موسيقية قصيرة تعالج موضوعاً واحداً، وكانا يستعينان بشقيقتهم الصغيرة "سلوى" لتغني ألحانهما، نجح هذا النادي سريعاً وبدأ يكون لعاصي ومنصور جمهور ينتظرون جديدهم، فكانت تلك أفضل انطلاقة لفرقة "ولاد الرحباني".
مستقبلك أن تكون ابن الفن لا ابن الحكومة
تعددت المواقف التي اضطر فيها منصور الرحباني إلى أن يتخفى حتى يستطيع عزف الموسيقى دون أن يتم كشفه، فقانون الوظيفة لا يسمح له بأن يكون عازفاً أو موسيقياً، وتم كشفه أكثر من مرة وتعنيفه على ذلك، لكن الموسيقى كانت تجري في دمه.
يحكي منصور أنه ذات مرة تنكر في ثيابٍ روسيّة وألصق شارباً كبيراً وصعد على المسرح ليعزف، يومها انتظره أحد الضباط خارج المسرح، وأخبره أنه لم ينتظره كل هذا حتى يشي به، بل ليخبره أن الفن هو مستقبله، وليس تلك الوظيفة، فهو ابن الفن لا ابن الحكومة.
البداية الرسمية "الإذاعة"
في إحدى حفلات عاصي ومنصور في أنطلياس عام 1945 حدثت صدفة غيرت مجرى حياتهما بالكامل، حضر تلك الحفلة شخص يدعى إيليا أبو الروس كان صديقاً لوالدهما، وأخبرهما أن الطريقة الوحيدة حتى يسمعهما كل الناس هي الإذاعة، وأخبرهما أن له صديقاً يعمل في الإذاعة يدعى "ميشيل خياط"، عليهما الذهاب إليه.
وبالفعل بعد أيام قليلة ذهب عاصي ومنصور ليلتقيا بميشيل خياط الذي أحب طريقتهما ولونهما الموسيقيّ الجديد، وحدد لهما موعداً مع لجنة في الإذاعة حتى تجيزهما للعمل بها، وكان من ضمن أعضاء تلك اللجنة الفنان الكبير حليم الرومي، واضطر عاصي ومنصور إلى اللجوء مرة أخرى إلى أختهما "سلوى"، وأطلقا عليها اسم "نجوى" حتى تقوم بأداء ألحانهما.
تلك الألحان القصيرة غير النمطية لم تكن معتادة في هذا الوقت، فلم تستسغ اللجنة هذه الأعمال، لكن اقتناع ميشيل خياط بهما جعل اللجنة توافق عليهما، وأسندت إليهما مهمة تقديم بعض الأعمال في الإذاعة.
مع الدخول في عالم الاحتراف شعر عاصي ومنصور أن ما قد تعلماه على يد بولس الأشقر لا يكفي، فقررا أخذ دروس موسيقية متقدمة مع الأستاذ "برتران روبيار" ودرسا معه تسع سنوات كاملة.
أخيراً "فيروز"
في تلك الفترة من حياة عاصي ومنصور في الإذاعة كانت "نهاد حداد" تبدأ طريقها في الإذاعة برعاية الأستاذ حليم الرومي الذي كان معجباً جداً بصوتها من أول مرة سمعها فيها، وكان صاحب فكرة تغيير اسمها من "نهاد حداد" إلى "فيروز"، ولحّن لها أولى أغانيها "تركت قلبي وطاوعت حبك" من كلمات الشاعر ميشيل عوض.
ذات يوم استدعى حليم الرومي عاصي الرحباني إلى مكتبه في مبنى الإذاعة، وأخبره أن لديه فتاة صوتها خارق اسمها نهاد حداد، وأنه يجب عليه التعاون معها، فهي قادرة على تنفيذ تلك الأعمال الحداثية التي يقوم بها، وفعلاً كانت فيروز قادرة على تنفيذ جميع الألحان بأسلوب فريد جداً وبسلاسة مذهلة.
ومنذ ذلك اليوم من العام 1949 بدأت العلاقة الموسيقية الأهم والأشهر في الأغنية العربية، ولحن عاصي الرحباني لفيروز أول أغنية، وكانت "حبذا يا غروب"، وذهب صوت فيروز وحده يخترق كل الحواجز في العالم، كانت هي الضلع المكمل لهذا المثلث المرعب، هذا الصوت الذي احتل قلب كل من سمعه لمدة نصف قرن من الزمان.
المصادر:
في رحاب الأخوين رحباني – هنري زغيب – دار درغام
فيروز وسيسولوجيا الإبداع عند الرحبانية– د. محمد الشيخ– الهيئة العامة للكتاب
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.