منذ إقالة النرويجي جونار سولشاير وتعويضه مؤقتاً بمساعده اللاعب السابق، مايكل كاريك لا يزال الفريق الإنجليزي العريق مانشستر يونايتد من دون مدرب رغم كل التسريبات والإشاعات التي تتحدث عن اتصالات متقدمة مع الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، والفرنسي زين الدين زيدان، في وقت يدور فيه الحديث عن المدرب الألماني قدوم رالف رانجيك، المدير الرياضي الحالي لنادي لوكوموتيف موسكو، للإشراف على الفريق على الأقل إلى غاية نهاية الموسم الجاري في سيناريو مثير للتساؤلات حول تردد الإدارة والمرشحين المحتملين على السواء في الاستقرار على قرار تدريب أحد أعرق وأغنى الأندية في العالم، مما أفسح المجال واسعاً أمام باب التأويلات التي تصب غالبيتها في عدم امتلاك الإدارة الحالية لسلطة القرار التي صار يتقاسمها السير أليكس فيرغسون وكريستيانو رونالدو دون سواهما في كل الخيارات الفنية!
حتى قرار إقالة النرويجي جونار سولشاير تأخر كل تلك المدة، حسب المتتبعين، لأن أليكس فيرغسون كان متمسكاً به بشدة إلى أن أقنعه رونالدو بعكس ذلك بعد سلسلة الهزائم المذلة التي تعرض لها مانشستر يونايتد أمام ليستر سيتي، ليفربول، مانشستر سيتي وأخيراً الرباعية أمام واتفورد، قبل أن يستدرك في مسابقة دوري الأبطال ويتأهل بصعوبة إلى الدور الثاني تحت قيادة مايكل كاريك، ويستدرك في الدوري بتعادله البارحة في لندن أمام رائد الترتيب نادي تشيلسي في مباراة شارك فيها رونالدو بديلاً، وأظهر فيها المدرب مايكل كاريك جرأة كبيرة في خياراته، لكن لن تشفع له، ولن تمنع إدارة مانشستر يونايتد من انتداب المدرب الألماني الجديد ولو مؤقتاً في انتظار إيجاد مدرب يقدر على رونالدو ويقبل بالعمل تحت رقابة ووصاية السير أليكس فيرغسون الذي لا يزال صاحب الكلمة العليا في نادٍ ليس ككل النوادي في كل شيء، سواء كان في أفضل أحواله أو في أسوئها.
لماذا رفض كونتي تدريب مانشستر يونايتد؟
منذ الخسارة أمام ليفربول بالخمسة في الأولد ترافورد تداولت الصحافة وجماهير مانشستر يونايتد اسم المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي بقوة لخلافة سولشاير، لكن الرجل كان جد متردد، بل رافضاً للمبدأ، مفضلاً الإشراف على توتنهام خلفاً للبرتغالي نونو سانتو الذي أقيل بدوره بسبب سوء النتائج، في وقت لم يكن فيه رونالدو وفيرغسون موافقين على انتداب كونتي الذي لم يكن بدوره متحمساً إدراكاً منه لصعوبة التعامل مع رونالدو وبرونو فرنانديز وبول بوغبا، وصعوبة تقبل تلك السلطة المعنوية التي لا يزال يحظى بها السير فيرغسون لدى الإدارة واللاعبين وحتى جماهير "المانيو"، لذلك لم يتجاوب أنطونيو كونتي المعروف عنه قوة شخصيته، وقبل بسرعة عرض توتنهام الذي يوفر له ما لا يجده في مانشستر يونايتد من إمكانيات وصلاحيات لتنفيذ برنامجه وتحقيق أهدافه.
لماذا لم يلتحق زيدان بالشياطين الحمر؟
كثير من المتابعين توقعوا عودة "زيزو" إلى ميادين التدريب من بوابة المان يونايتد، خاصة أن حلمه بالإشراف على المنتخب الفرنسي مؤجل إلى ما بعد المونديال وربما غير مضمون، لأن الاتحاد الفرنسي لم يقرر بعد، رغم ما أثير حول إمكانية التحاقه بـ"البياسجي" لخلافة ماوريسيو بوتشيتينو الذي تم تداول اسمه بقوة في المان يونايتد بحكم معرفته بالكرة الإنجليزية، وعدم معارضة أليكس فيرغسون، مقارنة بفكرة انتداب زيدان الذي يبقى يحتفظ بعلاقات طيبة مع رونالدو وبول بوغبا. لكن المشكلة كانت في المدرب الفرنسي الذي يتردد في خوض مغامرة في دوري لا يعرف خصوصياته جيداً مقارنة بالدوري الفرنسي أو الإسباني أو حتى الإيطالي، كما أن إدارة "المانيو" ظلت مترددة، لأن الرجل لم يخض سوى تجربتين مع ريال مدريد، في بيت يعرفه جيداً ورئيس تربطه به علاقات خاصة، قد لا يجدها في فريق آخر حتى ولو كان "اليوفي" الذي لعب له لسنوات.
هل سيكون بوتشيتينو هو الحل؟
كل المؤشرات توحي بأن بوتشيتينو يبقى الأقرب لتدريب مانشستر يونايتد حتى ولو تم التعاقد مع المدرب الألماني رالف رانجنيك إلى غاية نهاية الموسم بعدما تتضح أمور المدرب الأرجنتيني مع البياسجي أين تبدو أوضاعه معقدة مع الثلاثي إمبابي، ميسي ونيمار، وإدارة نادٍ لا ترضى عن التتويج بدوري الأبطال بديل، رغم إعلانه مؤخراً لوسائل الإعلام الفرنسية بأنه سعيد في باريس سان جيرمان، وهو الأمر الذي يشكك فيه كل المتتبعين، ويظهر جلياً في مردود النجوم فوق أرضية الميدان خاصة في مباراتهم الأخيرة أمام "السيتي" في دوري الأبطال.
من يملك سلطة القرار فيرغسون أم رونالدو؟
الأحداث المتعاقبة والجدل القائم حول هوية المدرب المقبل للمان يونايتد أعاد إلى السطح طرح قضية موازين القوى في الفريق العريق، ومن الذي يقرر في شأن انتداب المدربين وحتى اللاعبين، والتي كان للسير فيرغسون كلمة فيها إلى غاية مجيء رونالدو الذي صار يتقاسم الصلاحيات وسلطة القرار بحكم علاقته بفيرغسون وشعبيته الكبيرة في مانشستر رغم بلوغه سن الأربعين، وهي كلها عوامل تجعل من اختيار المدرب الجديد مسألة معقدة تحتاج إلى توافق بعيد عن الاعتبارات الفنية البحتة المتعارف عليها في لعبة الكرة، والتي تستند على النتائج الفنية التي يحققها المدرب وليس علاقاته باللاعبين أو المسيّرين، فما بالك بمدير فني سابق حتى ولو كان فيرغسون أو لاعباً كبيراً حتى ولو كان رونالدو.
يبدو أن المان أكبر من الجميع إلا من فيرغسون ورونالدو، لكن إلى أي مدى سيستمر هذا الحال؟ ومن هو المدرب الذي بإمكانه تغيير المعطيات الحالية؟ وما الذي يجب أن يحدث في المان حتى يصبح انتداب المدرب أو إقالته يخضع للنتائج وفقط؟
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.