يحدث في كثير من الأحيان في عالم كرة القدم أن تقوم الأندية بمغامرة كبيرة بالتعاقد مع لاعبين كِبار مشهود لهم بالفاعلية والنجومية، وبينما يُتوقع من مثل هؤلاء اللاعبين الكبار الذين حققوا نجاحاً هائلاً في أنديتهم السابقة أن يحدثوا الفارق في أنديتهم الجديدة بشكل سريع ومباشر، لا يحدث المتوقع دائماً.
فقصص كرة القدم مليئة بالكثير من التجارب لمثل هؤلاء اللاعبين الذين كانوا نجوماً لا يختلف اثنان في مدى موهبتهم وفاعليتهم، ولكن في أنديتهم الجديدة تحولوا إلى مشكلة فنية تؤرق المدربين الذي يجتهدون في توظيف مثل هؤلاء اللاعبين لاستخراج أقصى ما لديهم لتحقيق طموحات النادي المستقبلية والحالية وتحقيق الألقاب.
إيدين هازارد- ريال مدريد الإسباني
قاتل النجم البلجيكي كثيراً للقدوم إلى نادي ريال مدريد وكان له ما أراد في العام 2019 كأغلى لاعب في ريال مدريد حتى الآن، ولكن منذ قدومه لم يجد اللاعب نفسه كثيراً مع المدرب السابق زين الدين زيدان.
حيث أدت مشكلات الإصابة المستمرة إلى إعاقة تقدمه في ريال مدريد. وعند تعافيه يجد المدرب الحالي كارلو أنشيلوتي مشكلة كبيرة في توظيفه؛ حيث جرب منذ بداية الموسم العديد من خط اللعب المناسبة لقدراته مثل لعبه في مركز المهاجم الحر، لكن اللاعب الدولي البلجيكي فشل في تقديم أقصى استفادة منه.
وأصبح اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً لا يتمتع بنفس السرعة التي كان يتمتع بها في أيام شبابه وقدرته على اختراق الخصوم بمفرده بشكل منتظم، والآن مع وجود لاعب شاب سريع مثل فينيسيوس جونيور ومهاجم قناص مثل كريم بنزيما اللذين يبدوَان أكثر انسجاماً مع بعضهما فإن الموقع الوحيد الذي يمكن أن يبدع فيه هازارد هو اللعب كلاعب خط وسط مهاجم. ولكن مع أسلوب المدرب كارلو أنشيلوتي شبه الثابت وهي خطة 3-3-4 فإن معضلة توظيف اللاعب ستظل هاجساً للمدرب والمشجعين على حد سواء.
بول بوجبا- مانشستر يونايتد الإنجليزي
بعد تألقه الكبير مع فريق يوفنتوس الإيطالي قامت إدارة فريق مانشستر يونايتد بتصحيح الخطأ بإعادة اللاعب مرة أخرى إلى أسوار ملعب الأولد ترافورد في عام 2016 مقابل مبلغ ضخم وصل إلى 105 ملايين جنيه إسترليني. وفي المواسم الأولى لعودته رأى مشجعو النادي ومضات من اللمسات العبقرية من لاعب خط الوسط، ولكن ليس أكثر من ذلك بكثير.
وعلى مدار الموسمين الماضيين اتضح أن القدرات الدفاعية للاعب دون المستوى المطلوب. وبالرغم من قدرته على التحكم في وسط الملعب فإن أسلوب لعبه أصبح واضحاً أنه لا يتماشى كثيراً مع الدوري الإنجليزي الذي يتطلب قدرات بدنية كبيرة وتحركاً مستمراً ما بين الدفاع والهجوم.
حيث إن الفريق في معظم الأحيان يبدو ضعيفاً للغاية في الدفاع كل مرة يشارك فيها اللاعب كأساسي في خط الوسط، كما أن سرعته في أرض الملعب ليست مميزة، على الرغم من قوته ومهاراته في المراوغة حتى إن المدرب السابق سولشاير حوّله إلى مركز المهاجم الصريح.
ولكن كثيراً ما أثر ضعف سرعة اللاعب في وتيرة ونسق الفريق، كما أنه ليس بنفس فاعلية اللاعب البرتغالي برونو فرنانديز في المركز رقم 10 ولا يمكنه ببساطة أن يحل محل الأخير في التشكيلة الأساسية.
روميلو لوكاكو- تشيلسي الإنجليزي
في فترته الثانية مع الفريق الإنجليزي بدأ المهاجم فارع الطول والقوي البدنية مهمته بشكل رائع في أول ظهور له ضد أرسنال. ولكنه لم يقترب من تكرار تلك اللحظة منذ ذلك الحين؛ حيث سجل اللاعب الدولي البلجيكي ثلاثة أهداف فقط في 11 مباراة حتى الآن مع تشيلسي هذا الموسم.
وقد وضح أنه بدون وجود العديد من اللاعبين المبدعين حوله، فإن أمر عزله في الثلث الأخير غالباً ما يكون مهمة سهلة للمدافعين. وذلك بعكس المهاجم الألماني تيمو فيرنر الذي يصبح الفريق معه أكثر مرونة في انتقاله الهجومي؛ لأن سرعة اللاعب الدولي الألماني واللعب المترابط هما من الأدوات الفعالة التي يركز عليها المدرب الألماني.
ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو
مع معرفة كل مشجعي كرة القدم لمسيرة اللاعبين، فإن الأشهر القليلة التي مرت على انتقال اللاعبين لنادييهما الجديدين، وضحت فيها أن أي مدرب سيعاني كثيراً في توظيف المجموعة كلها في كل فريق، من أجل خدمتهما، كما اعتادا كثيراً في ناديي ريال مدريد وبرشلونة.
حيث لم يظهر ليونيل ميسي حتى الآن أفضل إمكانياته المعروفة وهو الذي اعتاد أن يبذل باقي اللاعبين الكثير من الجهود لخدمته خاصة في الجانب الدفاعي. ولكن المشكلة في باريس سان جيرمان أن المدرب ماوريسيو بوكيتينيو لديه لاعبان آخران لا يحبان الواجبات الدفاعية هما نيمار وكيليان مبابي، بينما يكونان فتاكَين في الهجمات المرتدة.
ومع بلوغ اللاعب عامه الرابع والثلاثين فإنه من المفهوم للغاية الحفاظ على طاقته لتلك اللحظات التي يمكنه فيها التأثير في المباريات، ولكن ذلك يأتي على حساب الفريق، حيث يجد المدرب صعوبة في إجلاس أي منهما في دكة البدلاء، وبالتالي فإن عدم قدرته على توظيفهما على أرضية الملعب قد يُعجل برحيله عن النادي الباريسي قريباً.
وبالمثل بعد مشاهدة اللاعب كريستيانو رونالدو رفقة فريقه الجديد مانشستر يونايتد كان من الواضح أن النادي قد فقد بعض أسلوبه؛ حيث كان الفريق مع المدرب سولشاير فعالاً للغاية في الهجوم الموسم الماضي، ولكن مع بدء رونالدو في كل مباراة تقريباً أصبح الأمر ليس بتلك الحدة والفاعلية.
ومع موافقة الجميع أن اللاعب البرتغالي يتمتع بالقدرة على تحقيق أقصى استفادة من العدد المحدود من الفرص التي يحصل عليها، فإن عيبه التكتيكي أنه لا يضغط كثيراً على حاملي الكرة وبالتالي أصبح الفريق ضعيفاً في التعامل مع الهجمات المرتدة والتنظيم الدفاعي.
كما أن الهجمات المرتدة الشاملة التي أصبحت سمة مميزة لفريق مانشستر يونايتد لم تعد فعالة للغاية؛ لأن المهاجمين أو من ينطلقون بالكرة لا يتمتعون بحرية التصرف كما اعتادوا في الماضي، حيث نجد أن كريستيانو دائماً ما يحتل مساحة في الوسط ولا يسمح للاعبين الآخرين مثل راشفورد وسانشو وغرينوود برؤية المرمى كثيراً.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.