في ليلة الثلاثاء، مع عودة ليالي البطولة الأوروبية الأعرق بعد التوقف الدولي، أصبح فريق برشلونة في موقف حرج، بعد انتهاء مباراته أمام نادي بنفيكا البرتغالي بالتعادل السلبي، في المباراة الثانية لتشافي هيرنانديز كمدرب لبرشلونة، والأولى للمدرب الإسباني في البطولة الأوروبية.
رغم أداء برشلونة الجيد في مباراة بنفيكا فإن الفريق ما زال يواجه نفس مشكلته الكبيرة، وهي عدم استغلال الفرص والتسجيل منها، قدّم برشلونة مباراة مقبولة جداً نظراً لظروف الفريق الحالية، لكن لم يحالفهم الحظ في التسجيل.
بينما يتصدر البافاري بايرن ميونيخ الألماني هذه المجموعة برصيد 15 نقطة، ضامناً تأهله إلى الدور التالي، فإن الفارق بين برشلونة صاحب المركز الثاني برصيد سبع نقاط وبنفيكا صاحب المركز الثالث برصيد خمس نقاط هو نقطتان فقط، في الجولة الخامسة من دور المجموعات.
كان برشلونة يحتاج إلى الفوز أمام بنفيكا من أجل ضمان صعود الفريق إلى الأدوار الإقصائية من بطولة دوري أبطال أوروبا، لكن بعد انتهاء المباراة بالتعادل أصبح النادي الكتالوني في موقف صعب، وفرصة الفريق الأخيرة الآن للتأهل هي الفوز على البافاري بايرن ميونيخ على أرضية ملعبه في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، أو هناك خيار آخر للتأهل، وهو المستبعد ومن الصعب حدوثه، أن يخسر بنفيكا مباراته الأخيرة أمام نادي دينامو كييف الأوكراني متذيل ترتيب المجموعة.
لكن رؤية أداء برشلونة أمام بنفيكا توحي بأن الفريق لديه الحافز والحماس والرغبة في الفوز، رغم ضياع الكثير من الفرص في المباراة من قبل الفريق الكتالوني، فلم يظهر على رجال تشافي ملامح اليأس والاستسلام، عكس ما كنا نشاهده مع المدرب السابق لبرشلونة رونالد كومان.
أصبح لاعبو الفريق يقاتلون حتى النفس الأخير من المباراة، حتى لو لم يتمكنوا من التسجيل. وهذا شيء يحسب للمدرب تشافي، وقد شاهدنا ذلك في مباراة المدرب الأولى في الدوري الإسباني أمام نادي إسبانيول في ديربي كتالونيا، التي انتهت بفوز برشلونة بنتيجة 1-0، حيث أظهر برشلونة شخصية قوية في المباراة وبداية حماسية وسيطرة كبيرة، عدا آخر 20 دقيقة من المباراة، حيث تراجع الفريق كثيراً، وكاد إسبانيول أن يحرز التعادل لولا وقوف الحظ بجانب برشلونة.
إلا أننا شاهدنا تلك البداية الحماسية كثيراً في الفريق مع كل مدرب جديد يظهر في مبارياته الأولى، بعدها يعود الفريق لمستواه المتدني والروح الضعيفة للاعبين مرة أخرى. لكن ربما يختلف الأمر هذه المرة لعدة أسباب، وهي أن المدرب هذه المرة هو أسطورة النادي، ومثل أعلى، ومرجع للكثير من اللاعبين الشبان في الفريق.
وقد يكون هذا سبباً لمحاولة لاعبي الفريق أن يقدموا كل شيء تحت قيادة المدرب تشافي، بوجود اللاعبين الشبان المميزين مثل بابلو جافي، وفاتي، ونيكو غونزاليس، ورونالد أراوخو، والفتى الذهبي بيدري غونزاليس، ولاعبين آخرين واعدين، يمكن أن يقدم هذا الفريق الكثير وأن يبدأوا حقبة جديدة.
أمام تشافي مهمات كثيرة وصعبة، منها محاولة تحسين الفرق من ناحية اللمسة الأخيرة في الهجمات، وبالتأكيد مع عودة أنسو فاتي من الإصابة سيتحسن الهجوم كثيراً.
تحدي تشافي القادم هو أن يحضر الفريق رياضياً ونفسياً وذهنياً من أجل مباراة الجولة الأخيرة من دروي الأبطال أمام البايرن بعد أسبوعين، في مهمة صعبة جداً، ولكن ليست مستحيلة، سنرى كيف سيحضر تشافي لتلك المباراة من خلال مباريات الدوري الإسباني في الفترة المقبلة.
وهل سيحقق برشلونة المهمة الصعبة ويفوز على كابوسه المرعب في السنوات الأخيرة بايرن ميونيخ على أرضية ملعبه، أم سيدخل مستسلماً ومنتظراً لسماع الأخبار المفرحة من البرتغال بتعثر بنفيكا أمام دينامو كييف؟
ويبقى السؤال الأهم: هل سنشهد مفاجأة مدوية ونرى برشلونة خارج دوري الأبطال لأول مرة منذ 22 عاماً، في مأساة 1999، أم سيتخلص النادي الكتالوني من ذلك الكابوس الذي يطارده منذ بداية الموسم ويعبر إلى الدور التالي وكأن شيئاً لم يكن؟
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.