ضمنت بعض الفرق تأهلها رسمياً إلى دور الـ16 في الجولة قبل الأخيرة من دوري أبطال أوروبا لموسم 2020-2021، بينما بعضها الآخر ستلعب الجولة الأخيرة وأعينها على نتائج الآخرين من أجل ضمان التأهل، والتي هي من أصعب المواقف التي لا تتمناها جميع الأندية.
الأعين على برشلونة المستقبل وليس الحاضر
الشاهد لمباريات فريق برشلونة الإسباني في هذا الموسم أن الفريق أصبح غير مُهاب من معظم الفرق، منذ مغادرة ليونيل ميسي، حيث أصبحت تلعب بأسلوب الندية، وتعمل على الفوز بدلاً من الاكتفاء بالتعادل أو الخروج بأقل الخسائر، وهذا ما شاهدناه في مباراة بنفيكا في دوري أبطال أوروبا وقبله في الدوري الإسباني.
حيث كاد الفريق البرتغالي أن يحصد النقاط الثلاث من قلب ملعب الكامب نو في مرات عديدة وتكرار الفوز على الفريق الإسباني مرة أخرى، ولكن اكتفى بالتعادل، وهي نتيجة أدخلت برشلونة في لعبة حسابات معقدة بسيناريوهات قد ترسل الفريق إلى الدوري الأوروبي، في أبلغ تجسيد لحالة الفريق في هذا الموسم، الذي يتفق عليه أغلب المشجعين، الذين أصبحوا يتطلعون إلى المستقبل أكثر مع قدوم المدرب الجديد تشافي هيرنانديز.
مانشستر يونايتد.. لا جديد يُذكر
كالعادة، كريستيانو رونالدو هو المنقذ، وديفيد دي خيا هو البطل، سيناريو تكرر عدة مرات في مباريات الفريق الإنجليزي، الذي يبدو في متاهة وتذبذب في المستوى منذ فترة ليست بالقليلة، والذي قد يعاني كثيراً وربما نراه خارج البطولة.
وقد وضح أن المدرب المؤقت مايكل كاريك ما هو إلا امتداد لأفكار المدرب المقال سولشاير، فلا جديد، ونفس الملامح والشبه فنياً، وهذا من شأنه أن يجعل إدارة الفريق تُسرع في التوقيع مع مدرب جديد بأفكار وأسلوب جديد، فمسألة الرهان على صناعة فيرغسون جديد وضح أنها عملية محفوفة بالمخاطر وغير منطقية.
ولكن حتى مع هذا فإن الخيارات تبدو محدودة للغاية، مع عدم توفر مدرب له اسم في الساحة الآن. فجميع مدربي النُّخبة غير متاحين، خاصة في هذه الفترة من الموسم، وحتى الاسم الأبرز زين الدين زيدان أصبح يبتعد عن أسوار النادي مع كل يوم جديد، والذي اتّضح أن له أهدافاً وخططاً أخرى لا تشمل مانشستر يونايتد.
بروسيا دورتموند.. من منافس إلى محطة للنجوم
أصبح فريق بروسيا دورتموند الألماني في الفترة الأخيرة محط الأنظار بشدة، مع تألق اللاعب النرويجي أريك هالاند، الذي برهن عن موهبة كبيرة وحساسية عالية تجاه شباك الخصوم، بأرقامه التي يُحققها رفقة الفريق في الدوري، حيث أصبح اللاعب هدفاً للعديد من الأندية الكبرى التي تبحث عن مهاجم تقليدي بقوة ضاربة تصنع الفارق في كل مباراة.
وبالرغم من تمسك الفريق بلاعبه على الأقل لعام أو عامين قادمين، يبدو واضحاً إلى أن تحول الفريق إلى الدوري الأوربي بعد حلوله في المركز الثالث في مجموعة ليست بتلك الصعوبة قد يُعجل برحيل اللاعب في الموسم القادم، حيث إن هدف اللاعب -بحسب تصريحاته السابقة- هو اللعب المتواصل في دوري أبطال أوروبا، هو هدفه الأول والأخير.
ومع هذا الأمر يبدو من الصعب للغاية أن يتجاهل اللاعب الأندية الكبرى التي تريد استقطابه باستمرار، خاصة أن الشعور العام لدى الكثير من المتابعين أن الفريق الألماني أصبح بمثابة مصنع ومحطة للنجوم، أكثر منه منافساً جاداً على الألقاب محلياً أو أوروبياً.
تأهل متوقع وحسابات معقدة
بالرغم من هزيمته في الجولة الثانية من قبل فريق شيريف تيراسبول الأوكراني، فإن فريق ريال مدريد استطاع النهوض سريعاً في الثلاث جولات التالية، وضمن تأهله للدور القادم كمتصدر لمجموعته، وهو المتوقع للفريق الإسباني، بينما تمكن فريق إنتر ميلان من انتزاع بطاقة التأهل الثانية بعد مباراة رائعة.
وبالمثل فريق بايرن ميونيخ الألماني، وكالعادة لا يهمه من يقابله، بل المهم لديه مع اختلاف مدربيه هو الفوز فقط لا غير، وهو أول فريق يضمن تأهله إلى الدور القادم حتى قبل هذه الجولة، ومعه فريق ليفربول الإنجليزي. الفريقان وكما كان متوقعاً منهما لم يجدا صعوبة في التأهل أو الدخول في لعبة الحسابات، واستطاعا الفوز بجميع مبارياتهما، وضمنا التأهل، ويبقيان حتى الآن من أبرز المرشحين لنيل اللقب.
بينما تأتي هزيمة فريق يوفنتوس أمام بطل النسخة السابقة فريق تشيلسي الإنجليزي الذي تفوق في كل تفاصيل المباراة تقريباً ليبرز الكثير من الأسئلة عن مدى قدرة الفريق الإيطالي على المنافسة في الأدوار القادمة، وبالرغم من تبريرات المدرب إليغري، بأن الهزيمة غير مقلقة من واقع أن الفريق قد ضمن تأهله سابقاً، فإن مثل هذه الهزائم قد يكون لها ما بعدها.
ويبقى من المهم مشاهدة مدى تطور الفريق في الدوري المحلي في قادم المباريات مع المدرب العائد، وإلا فإن موسماً آخر مخيباً قد يكون هو العنوان الأبرز، خاصة مع تطور الصراع على لقب الدوري بين عدة فرق في الموسم السابق والحالي.
مجموعة سابعة متقاربة وإثارة قادمة
قد لا يُلقي الكثير من المتابعين بالاً لما يجري في المجموعات التي لا تضم فريقاً كبيراً، ولكن المجموعة السابعة بالتحديد أصبحت عملية التأهل فيها للدور القادم مفتوحة للجميع، وكل فريق يحمل آماله للتأهل بطريقته الخاصة، ومباريات الجولة الأخيرة لهذه المجموعة ستكون مثيرة للغاية مع تقارب مستويات فرقها الأربعة.
مانشستر سيتي الرهيب
قمة الجولة في المجموعة الأولى، وعلى الرغم من الصراع بين فريقي مانشستر سيتي الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي كان على صدارة المجموعة فقط مع ضمان الفريقين للصعود سابقاً، فإن ما قدمه الفريقان اللذان يوصفان بفريقي الأموال أثبت أن إنفاق الأموال وحده لا يكفي.
فما قدمه الفريق الإنجليزي في هذه المباراة رائع للغاية، وأسلوب الضغط بكرة وبدونها، واللعب بدون مهاجم صريح الذي يتبعه المدرب غوارديولا أصبح مميزاً، فوجود مدرب بأسلوب متجدد وفلسفة كروية متطورة هو ما يجلب النجاح وليس فقط استقطاب النجوم.
فالفريق يهاجم من جميع الجبهات، وتتوقع أن يسجل الهدف أي لاعب، وهذا ما كان قريباً للغاية، وبالتحديد اللاعب الجزائري رياض محرز، الذي تألق بشدة وأصبح من أهم الأوراق الرابحة للمدرب في تنفيذ خططه بعرضياته المتقنة، وقدرته على التوغل من الأطراف والتسديد.
وحقيقة، ما قدمه الفريق في هذه المباراة كان رائعاً للغاية، حيث تمكن الفريق من تشكيل ضغط رهيب على الفريق الفرنسي، الذي صمد خط دفاعه بقوة في مواجهة المد الهجومي بعدم اللامركزية التي يعمل بها غوارديولا، الذي وضح أن لديه الكثير من الخطط في جعبته، حيث تحول للخطة الثانية مباشرة، وفي الوقت المناسب، حيث أدخل المهاجم التقليدي جيسوس، مع الاحتفاظ بنفس المنهجية اللامركزية في الهجمات، وفي النهاية انتصر الأفضل.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.