“يموت الزَّمَّار وصوابعه بتلعب”.. لماذا عاد “العجوز” داني ألفيس إلى برشلونة؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/21 الساعة 11:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/21 الساعة 11:11 بتوقيت غرينتش
داني ألفيس (رويترز)

في البداية، عرض المدافع البرازيلي داني ألفيس خدماته على برشلونة الإسباني رغم بلوغه 38 عاماً، مبدياً رغبته في الدفاع عن ألوان النادي الكتالوني مجدداً.

صرّح ألفيس بوضوح، في حوار أجراه مع صحيفة sport الإسبانية: "يبدو من المفيد للغاية القول إن برشلونة يحتاجني الآن. لطالما قلت إنني غادرت لأنني رأيت أن الأمور لم تكُن تدار بالطريقة الصحيحة". انتقل ألفيس من إشبيلية إلى برشلونة صيف عام 2008، واستمر في "كامب نو" حتى صيف 2016، حيث انضم إلى يوفنتوس الإيطالي وبعد ذلك إلى باريس سان جيرمان الفرنسي. كان ألفيس أحد العناصر الأساسية في الجيل الذهبي لبرشلونة الذي حقق السداسية موسم 2008-2009، والخماسية موسم 2014-2015.

أهم تصريح لألفيس كان: "إذا اعتقد برشلونة أنهم بحاجة لي، فعليهم فقط الاتصال. ما زلت أعتقد أنه يمكنني المساعدة في أي مكان، لكن برشلونة أكثر من أستطيع مساعدته، بسبب عدد الشباب في الفريق الآن".

عودة ألفيس

وفي مساء الجمعة 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أعلن برشلونة عودة البرازيلي "العجوز" داني ألفيس، ليكون أولى صفقات المدرب الجديد تشافي هيرنانديز، الذي تولى المسؤولية مؤخراً خلفاً للهولندي رونالد كومان.

وقال برشلونة في بيان رسمي على موقعه الإلكتروني: "توصل نادي برشلونة وداني ألفيس إلى اتفاق مبدئي على انضمام اللاعب إلى الفريق الأول لكرة القدم للفترة المتبقية من الموسم الحالي".

يعود "المخضرم" ألفيس إلى برشلونة في وقت بدأ فيه اعتماد الفريق الكتالوني على اللاعبين الشباب يتزايد، بحكم ظروف النادي الاقتصادية وعدم قدرته على التوقيع مع كبار النجوم.

داني ألفيس يرغب بالمشاركة في كأس العالم 2022 في قطر (رويترز)
داني ألفيس يرغب بالمشاركة في كأس العالم 2022 في قطر (رويترز)

في النسخة الحالية من برشلونة، سيزامل ألفيس لاعبين تزيد سنوات عمره على ضعف أعمارهم، وهو ما سيشكل تحدياً جديداً للنجم البرازيلي.

ومن المفارقة أنه حين وصل ألفيس إلى برشلونة في تجربته الأولى عام 2009، كان النجم الواعد في الفريق حالياً جافي يبلغ من العمر 3 سنوات فقط، فيما كان عمر أنسو فاتي وبيدري 5 سنوات، ونيكو غونزاليس 6 سنوات.

عودة عاطفية 

أراها عودة عاطفية أكثر منها كروية، وبالتأكيد سيكون حضوره في غرفة الملابس ربما أهم من تواجده بالملعب، بحكم السن والعمر بالتأكيد، خاصة أنه سيلعب براتب شبه مجاني حتى نهاية الموسم، مما لا يؤثر ذلك بالسلب على الأمور المالية داخل برشلونة، لكن لدي سعادة كبيرة برؤية داني ألفيس من جديد، البرازيلي الذي صنع صيحة جديدة بعالم الأظهرة في زمن فات.

تحدث بيب غوارديولا بحرية عن أشهر وأفضل مباراتين له مع برشلونة، ليؤكد أن كلاسيكو البرنابيو في ديسمبر/كانون الأول 2011 يعتبر بمثابة المباراة المثالية، التي فاز بها برشلونة على الريال بنتيجة 3-1، بطريقة لعب هي 3-1-3-3 التي تتحول إلى 3-4-3 بوجود ثلاثي فقط بالخط الخلفي، كذلك مباراة نهائي كأس العالم للأندية أمام سانتوس، اللعب بدون مهاجم وبسبع لاعبين في الوسط لتصبح الطريقة هي 3-7-0 مما أحدث ربكة كبيرة بصفوف الفريق البرازيلي.

وفي نظام الـ3-7 الذي استخدمه بارسا بيب خلال فترة 2008-2012، قام داني ألفيس بمهام تكتيكية لا تقل أهمية عن أدوار ميسي، لأن الفيلسوف استخدمه كساعد هجومي رئيسي، ليساهم في تمديد الملعب واتساعه عرضياً، مما يعطي فراغات أكبر للأرجنتيني ليو ميسي في العمق كمهاجم وهمي.

يعود بوسكيتس كثيراً للخلف كليبرو صريح بين قلبي الدفاع، ويتحرك ميسي أمام دفاعات الخصم رفقة لاعبي الأجنحة في أنصاف المسافات على حافة منطقة الجزاء، ليتقدم ألفيس من الجناح إلى منطقة المناورات، في انتظار التمريرة الحريرية من تشافي أو إنيستا، لعبة أصبحت علامة مسجلة باسم برشلونة في أقوى فتراته التاريخية.

استخدم لويس إنريكي ميسي كثيراً على الطرف خلال العامين الأخيرين، كصانع لعب مائل في المركز 10، مع انطلاقات مستمرة من الكرواتي راكيتيتش إلى الأمام لصنع الزيادة العددية، أو إلى الخلف للتغطية خلف الأرجنتيني.

وشارك ألفيس في هذه التكتيكات بنجاح، لأنه أصبح لاعب وسط حقيقياً في حالة تحول الكرواتي للرواق ودخول ميسي إلى الثلث الهجومي، لملء الفراغات الشاغرة بجوار بوسكيتس، وقتها لعب البرازيلي دور "الظهير الوهمي" في وسط ملعب الكتلان.

"يموت الزمار وصوابعه بتلعب"

ألفيس ظهير بدرجة لاعب وسط، ليس فقط مجرد جناح أو "وينج باك" على الخط، لأن البرازيلي يعرف كيف ينطلق ومتى يقف وأين يمرر، ويضع بصمته في كل صغيرة وكبيرة خلال الهجمة، وكأنه صانع لعب حقيقي أو ظهير مركزي داخل عمق الملعب، لذلك سيظل هذا اللاعب صاحب طفرة حقيقية في عالم التكتيك، عندما نتحدث عن "الأظهرة" في التكتيك الجديد والكرة الحديثة، لأنه فعلياً كان سابقاً لعصره وملماً بكل أبجديات التمركز والحركة في آن واحد، سواء بالكرة أو من دونها.

ظهير بدرجة صانع لعب، يمرر ويراوغ ويصنع ويقف على الكرة، يبدأ الهجمة ويصل بها إلى منطقة الجزاء، ويفتح الفراغ لصالح زملائه سواء في العمق أو على الأطراف.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد مختار
صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.
صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.
تحميل المزيد