مع انتهاء فترة الراحة الدولية سيكون عشاق كرة القدم في جميع أنحاء العالم على موعد مع المباراة الأولى لبرشلونة الإسباني مع مدربه الجديد تشافي هيرنانديز عندما يواجه إسبانيول في ديربي كتالوني خالص. ويأتي هذا الاهتمام بسبب معاناة الفريق من واحدة من أسوأ بداياته منذ فترة طويلة سواء في الدوري أو دوري الأبطال.
بالإضافة إلى ذلك يعتبر اختيار اللاعب السابق مدرباً للفريق من أكثر المواضيع تداولاً في الإعلام الرياضي وقد بدأت منذ السنوات الأخيرة من مسيرته الكروية. ولكنه فضل البدء بعيداً وبالتحديد مع نادي السد القطري الذي حقق فيه نجاحاً بارزاً كمدير فني.
وبالرغم مع عدم منطقية مقارنة الدوري القطري بالدوريات الأوروبية وبالتحديد الدوري الإسباني فإن الفريق القطري تحت قيادته خلال الموسمين اللذين تولى فيهما المسؤولية أظهر علامات واضحة على التقدم كفريق، إلى جانب تحسين العديد من اللاعبين، مدعوماً بالعديد من الأرقام التي توضح أنه قد أصبح جاهزاً لتولى زمام الأمور في النادي الذي حقق فيه أمجاده وأسطوريته.
وفي حين أنه من المتوقع أن يحصل تشافي على وقت أطول من أسلافه لإصلاح الأمور في برشلونة، إلا أنه على المدى القصير لديه العديد من النقاط التي يجب عليه التركيز عليها بشدة سنتناول أبرزها في هذا المقال:
اللعب بمبدأ الجدارة بدلاً من الأسماء
طوال السنوات القليلة الماضية وضح جلياً أن دخول التشكيلة الأساسية مع المدربين السابقين كان يعتمد بصورة أساسية على الأسماء بدلاً من الجدارة. وتحديداً اللاعبين المخضرمين مثل جيرارد بيكيه، سيرجيو بوسكيتس، جوردي ألبا، الذين أصبحوا ضيوفاً دائمين على التشكيلة بغض النظر عن مستواهم الفني.
ومن ثم سيحتاج تشافي إلى إجراء محادثات صعبة في غرفة الملابس وإدخال ثقافة التنافس للدخول إلى التشكيلة الرئيسية. وبالتالي يجب عليه كبح جماح زملائه السابقين في الفريق وفرض سلطة إضافية عندما يتعلق الأمر بالاختيارات والتشكيلات. وإعطاء وقت اللعب على أساس الجدارة والأداء فقط بدلاً من المكانة والسمعة.
إحياء مسيرة الصفقات الكبيرة
حتى الآن فشل ثلاثة مدربين في توظيف معظم الصفقات الكبيرة التي أتت للفريق خلال السنوات السابقة. وبالتالي يقع على عاتق تشافي المسؤولية الآن لإحياء مسيرة هذه الصفقات وبالتحديد الصفقات التي كلفت الكثير من الأموال مثل عثمان ديمبيلي وفيليب كوتينيو.
حيث نجد أنه بالرغم من إنفاق النادي بسخاء لجلب هذين اللاعبين إلا أنهما كانا خيبة أمل كبيرة منذ قدومهما. بمعاناة الأول من الإصابات باستمرار، بينما أصبح الثاني ظلاً للاعب كان بارزاً بقوة في الدوري الإنجليزي رفقة فريق ليفربول. ومن ثم إذا تمكن من إحياء مسيرة هذين النجمين فسيكون لديه قوة ضاربة للمنافسة على الألقاب المحلية والأوروبية.
إطلاق إمكانات اللاعب فرينكي دي يونغ
قبل قدومه لبرشلونة صُنف اللاعب الهولندي فرينكي دي يونغ من بين أفضل لاعبي خط الوسط في العالم. وعلى الرغم من أنه كان مؤثراً في فريق برشلونة أيضاً فإنه كان متذبذباً في الأداء بدلاً من الثبات في مستوى واحد. وقد فشل المديران السابقان كيكي سيتين ورونالد كومان في إطلاق العنان لإمكانات دي يونغ الحقيقية.
وقد كان الفشل في الانطلاق تحت قيادة كومان أمراً مخيباً بالنظر إلى عملهما الناجح سابقاً في المنتخب الهولندي. ومن ثم أمام اللاعب فرصة ذهبية للانطلاق من جديد بقوة تحت قيادة أحد أفضل وأعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ كرة القدم.
التركيز على المواهب الواعدة في برشلونة
لا يختلف اثنان أن لدى برشلونة حالياً مجموعة من اللاعبين الشباب على استعداد لغزو العالم في أي وقت. وعلى الرغم من عدم وجود نقص في الحماس أو الموهبة لديهم فإنهم سيحتاجون بالتأكيد إلى توجيه من أحد المحاربين المخضرمين لتوسيع نطاق نجاحهم على المديين القصير والطويل.
ونسبة إلى أن تشافي نفسه أحد خريجي مدرسة اللامسيا المرموقة فإنه بالتأكيد سيفهم تماماً المراحل التي يجب على مثل هذه المواهب المرور بها لتثبيت أقدامهم واستخراج الحد الأقصى من إمكاناتهم الكروية والفنية.
سد الثغرات في الدفاع
إذا أراد تشافي إعادة برشلونة إلى المسار الصحيح في الدوري هذا الموسم فسيتعين عليه إيجاد طريقة لسد الثغرات الدفاعية حيث تلقى الفريق 15 هدفاً في 12 مباراة هذا الموسم وحده بالفعل!
ويأتي هذا لعدة عوامل مثل غياب رونالد أراوجو وتراجع أداء الموجودين؛ حيث استغرق إريك جارسيا بعض الوقت لكنه يبدو واعداً بينما مر أوسكار مينجيزا بلحظاته، ولكن لا يمكن الوثوق به في المباريات الكبيرة باستمرار.
وفي أسوأ حالاته بدا جيرارد بيكيه لاعباً من الدرجة الثانية وكان معظم الوقت غير مستقر فنياً. وفي حين أنه من المنطق ترميم الدفاع في السوق الشتوية القادمة، يجب أن يحصل تشافي على أفضل النتائج من لاعبيه على مدار الشهر ونصف الشهر المقبلين.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.