تبدو الزيارات المنزلية عملاً شاقاً للأمهات، في ظل زحمة المسؤوليات وضيق الأوقات المتاحة تحديداً عند العاملات منهنّ. كما أن العديد من الأمور البديهيّة التي تقع في آداب الزيارة لم تعد دارجة ضمن سلوكياتنا.
في هذا المقال أقدم إليك أيتها الأم بعضاً من لطائف الزيارات المنزلية التي تعيد ترتيب تصوراتك إزاء ما يمكن فعله فيها سواء أكنت ضيفة أو مُضيفة لإحداهنّ.
– تأخري قليلاً: التأخر عن الموعد ولو لبضع دقائق، يمنح الأم مزيداً من المدة الإضافية التي تجعلها أكثر استعداداً لاستقبالك، لا سيما أنّ ذلك يأخذ منها وقتاً أطول في ظل وجود أطفالها.
– قولي كلمة طيبة: أثني على ما تقوم به الأم ولو كان بسيطاً، من ملبسها، للضيافة، لطريقة استقبالك وغيره. فالخوف من حصول أمر ما وما يتبعه من مشاعر الإحراج، يجعلها في حال شدّ نفسي من وقوع أي شيء يمكنه أن يترك انطباعاً سيئاً عند الضيف، فالكلمة الطيبة تريحها كثيراً.
– قدمي هدية من صنعك: احملي شيئاً من الأطباق المنزلية التي تصنعينها بنفسك، قدميها كهدية، نحن النساء نأنس بما تصنعه الأيدي، ونقدره أكثر من أي منتج آليّ، كما أنه قد ينقذنا في حال نقصان مستلزمات الضيافة، أو يجعلنا نتدارك فشلنا غير المعهود في صنع الحلوى.
– اجعلي زيارتك خفيفة الساعات: وإن كان الحديث لم ينته فيمكن استكماله في جلسات لاحقة. فنحن النساء تحديداً العاملات، نميل للزيارات القصيرة التي تفسح المجال لإتمام أعمالنا المتراكمة.
– أخبري المضيف بمن يرافقك للزيارة: من اللباقة أن تخبري الأم المضيفة أنك تودين اصطحاب شخص ما في زيارتك، لا تفاجئيها بالضيف، فللبيوت حرمات، والمعرفة وحدها لا تشفع بالدخول إلى المنزل.
– لا تقدمي نصيحة ليست من شأنك: لا تقترحي أمراً ليس لك شأن به، كأسلوب تقديم الضيافة، أو ترتيب أمر ما في المنزل، أو طريقة تناول طبق ما، هناك فرق في أن يكون ذلك خلال سياق حديث عفوي، وبين أن يكون مقصوداً وموجهاً بشكل مباشر.
– تقبلي عادات بيت المضيف: افعلي كما يفعل أهل البيت، إن كانوا يخلعون الأحذية عند الباب فاخلعيها، وإن كانوا يكتفون بالقهوة كضيافة وحيدة فاكتفي بها، وإن كانوا يتواجدون في أصغر غرف المنزل أو أكثرها فوضى فتواجدي معهم. من الاحترام أن نتقبل عادات بيت المضيف ونحتذي حذوهم في بيتهم.
– وفّري نصائحك: رجاءً لا تلعبي دور الأخصائية والمربية، دعي مواعظك جانباً، فالتربية عمل شاق، وإسداء النصائح أسهل ما يكون. فمهما أظهرت الأم من تصرفات حيالك أو حيال أحد أبنائها، تغافلي وغضي الطرف، حاولي أن تكوني ضيفة ممتعة خفيفة الظل.
– لا تسترقي النظر لأروقة البيت: لا تقع عينُك سوى على كل جميل، لا تتبعي العثرات، ولا تسترقي النظر فيما ليس لك شأن به، تجاوز الحدود بالنظر إلى أروقة البيت عمل غير مستحسن وغير مقبول.
– مهّدي لقرب وصولك: قبل القدوم لمنزل المضيفة، أرسلي رسالة أو مكالمة أنك في الطريق إليها، مهّدي لها ذلك، لا تتخيلي كم يجعل الأمر هيناً بالنسبة لها، ففي الاستعداد راحة.
– لا تعرضي المساعدة على الأم: فذلك من شأنه أن يربكها إلا إذا كنت تعرفينها حقّ المعرفة، فيمكن تقديم المساعدة التي تنقذها من موقف محرج، أو تقلل جهدها في الترتيب عقب مغادرتك.
– راعي مشاعر الأم: إن كانت الأم تعبّر عن شيء من همومها وحزنها، فمن المستحسن أن تتعاطفي معها وأن تبادليها شيئاً من المشاعر ذاتها. لا تحاولي التحفظ لأنك على سبيل المثال خارقة وبطلة، ولا تبدي شيئاً من التفوق في مواجهة ظروف الحياة. لتكن مشاركتك للحديث على قدر حالتها، وسعة جهدها.
– خففي من أية حادثة: خففي من حجم أية حادثة تقع في بيت الأم المضيفة، من انسكاب الأطفال للعصير أو تناولهم لطبقك، أو إحداثهم الفوضى. عبري للأم أن ذلك أمر طبيعي، وأنك تفرحين بما يحدثه أطفالها.
– خففي من توتر الأم إن حدث طارئ: في حال حدوث أي ظرف طارئ في بيت الأم المضيفة، كاضطرارها للخروج، أو عودة زوجها من العمل فجأة، غادري كضيفة بهدوء، وتقبلي ما حصل، وتعاطفي مع الأم وخففي من توترها بعبارات من قبيل: لا تقلقي، هذا أمر طبيعي، يمكننا أن نرتب زيارة أخرى.
– علّمي أطفالك ترتيب المكان بعد اللعب: إن أحدث أطفالك فوضى عارمة، حاولي أن تجعليهم يرتبون المكان، علّمي أطفالك أن بيوت المضيفين لها اعتبارها ومكانتها كبيتهم تماماً، وأن عليهم ترتيب المكان وتركه كما وجدوه حال وصولهم.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.