لا تستطيع التخلص من العلاقات المؤذية ودائم الحاجة للآخرين.. كيف تغير من شخصيتك “الاعتمادية”؟

عدد القراءات
1,125
عربي بوست
تم النشر: 2021/11/12 الساعة 11:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/12 الساعة 11:04 بتوقيت غرينتش
الشخصية الاعتمادية لا تستطيع التخلص من العلاقات المؤذية حولها/ Istock

لماذا حين يبتعد عنا أحد نحبه أو تنتهي علاقة كنا نظنها دائمةً لا تنتهي تكون الجمل دائماً "لقد انتهت حياتي تماماً"، "أشعر وكأن الأرض انهارت من تحت قدميّ"، "حياتي ليس لها طعم بدونه"، "لقد فقدت الرغبة في الحياة تماماً".

إن انتهاء العلاقة مع شخص ما أو مكان أو عمل هو شيء مؤلم بالتأكيد، ولكن السؤال لماذا يتحول إلى نهاية للشخص المتعلق تماماً؟

الانهيار المصاحب لانتهاء تلك العلاقات والذي قد يستمر لسنوات أحياناً كثيرة يدفع بعض الأشخاص إلى علاقات مسيئة ويتحملونها لسنوات طويلة فقط هروباً من مشاعر الألم الذي لا يحتمل.

تجد فتاة تعاني في علاقتها مع شخص وتتحمل الضرب والإهانة، وأحياناً ينفصل الزوجان بناءً على قرار من أحدهما وتجد الآخر يبذل الغالي والنفيس محاولة منه لإرجاعه، ليس اقتناعاً منه بأهمية وجود الشخص في حياته، ولكن اعتماداً على وجوده، حتى لو كان الوجود وجوداً مؤذياً.

حسب تفسير العلماء هي علاقة إدمانية، حيث الإنسان فيها يتكل على شيء خارجي لتحقيق استقرار نفسي داخلي، سواء كان هذا الشيء سلوكاً أم علاقة.

وتعتبر هذه علاقات اعتمادية، وهي نوع من أنواع الإدمانات، لأنها وفقاً لهذا التعريف لا يستطيع الشخص الوصول إلى الاستقرار النفسي إلا من خلال أشخاص.

ومن الممكن أن تصير العلاقة اعتمادية متبادلة أو اعتمادية من طرف على آخر، ولكن النمط المخادع في كثير من الأحيان هو "الاعتمادية المتواطئة"، والتي لا يعتمد فيها الشخص على الآخرين، إنما يعتمد على احتياجهم له، وهنا الخدعة.

تبدأ تلك الحكاية من الصغر حيث يتميز هؤلاء الأشخاص بنشأتهم في أسر بها عدة صفات، من أهمها الفقر في تقديم الأمان والقبول إلى هؤلاء الصغار، وتفتقر أيضاً إلى مهارة القدرة عن التعبير على الذات، حيث تكون المشاعر فى هذه الأسر مرفوضة ومكبوتة ومتجاهلة تماماً، والاحتياجات النفسية متجاهلة، بل ومحرمة.

لذا يصعب على الإنسان أن يدرك احتياجاته أو مشاعره في هذه البيئة، ويجد صعوبة في رعاية نفسه ويكتفي بتقديم يد العون إلى الآخرين، والاهتمام بهم فوق الطاقة، وبذل جهود جبارة لعله يحوز شيئاً من الحب والقبول.

ويشعر هذا الشخص بقيمته من خلال الخدمة وحل مشكلات الآخرين.

يتصف الشخص الاعتمادي بشكل عام بعدة صفات:

– لا يمكن أن يكون سعيداً دون تحقيق نجاح باهر أو تحقيق أمر عظيم.

– يشعر الاعتمادي بالالتزام والجدية بشكل زائد سعياً وراء قبول الآخرين أو قبول نفسه.

– لا يستطيع قبول نفسه بسهولة.

– لا يستطيع أن يغفر لذاته بسهولة أو أن يتعامل مع أخطائه بصورة إيجابية.

– يميل إلى شعور بالذنب مبالغ فيه، ولوم للنفس فوق الحد.

– لا يستطيع الاعتمادي أن يتوقع من الحياة أشياء جيدة إلا إن دفع ثمنها، بل وحين يدفع ثمنها ويحصل عليها فإنه يرفض أن يأخذها، لأنه لا يزال يشعر بأنه لا يستحقها.

– لا يستطيع الاعتمادي رعاية نفسه، لأنه لم يتلقَّ رعاية وافية وتربية صحيحة في الطفولة.

– يجد الاعتمادي صعوبة في استقبال الحب والرعاية من قبل الآخرين.

– لم يتدرب على الأخذ ببساطة ودون الشعور بالذنب وعدم الاستحقاق.

الاعتمادي التقليدي يطالب من حوله برعايته أما البعض الآخر "الاعتماديون العكسيون" فلا يطالبون أحداً بشيء.

إلا أن النوعين كليهما يتميزان بعدم القدرة على استقبال الحب والرعاية. إنهم يشكُّون دائماً في حب الآخرين، ويجدون صعوبة في الثقة بهم.

من أهم السمات التي تميز الاعتمادية المتواطئة في العلاقة بالآخرين هي غياب الحدود الصحية، وستكون بإذن الله تلك الحدود مقالي القادم.

دُمتم متعافين.

(تمت الاستعانة بكتاب الدكتور أوسم وصفي "أحتاج إلى المساعدة").

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

رانيا ضياء
كاتبة مصرية مهتمة بالعلاقات الأسرية
حاصلة على دبلوم العلاج المعرفي السلوكي من المؤسسة المصرية للعلاجات المعرفية، أعمل في مركز أبسال لتنمية المهارات الحياتية والتربوية بالإسكندرية
تحميل المزيد